تقرير صحفي: بلوغ أسعار الأرز أعلى مستوى لها منذ 20 عاما ولا بوادر على انخفاض الأسعار في المستقبل القريب



سجلت أسعار الأرز أعلى مستوى لها خلال الـ 20 عاما الماضية ضمن أحدث الدلائل والإشارات للتضخم العالمي في المواد الغذائية مما شكل إرباكا لصناع القرار في القارة الآسيوية حيث يعتمد عليه أكثر من 2.5 بليون شخص لهذه السلعة الرخيصة والمتوفرة في تلك المناطق حسبما أوردت صحيفة " فايناشينال تايمز" البريطانية.

وفي تطور ذات صلة قال تقرير صادر عن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (FAO) إن أسعار الأرز التايلندي، والذي يعد مقياسا لأسعار الأرز في العالم، ارتفعت في الأسبوع الماضي متجاوزة مستوى 500 دولار للطن ولأول مرة منذ عام 1989.

وفي هذا الصدد يقول مدير معهد أبحاث الأرز الدولي في مانيلا بالفلبين يحق لصناع القرار الاهتمام بهذا الأمر ويتعين علينا إبداء القلق باعتبار أن النقص في إمدادات الأرز في الماضي أدى إلى اضطرابات أهلية.

أيضا ارتفعت أسعار الأرز الأمريكي في شيكاغو أمس بمقدار 18.10 دولار لكل مائة وحدة وصولا إلى 400 دولار للطن أي بنسبة 75% عن العام الماضي. وكان نقص الإمدادات في هذه السلعة الغذائية وارتفاع أسعارها دفع بالدول الرئيسية المنتجة للأرز، مثل فيتنام والهند ومصر، بتقييد الصادرات خلال الشهور الماضية في محاولة منهم توفير المنتج بكميات كافية محليا ثم كبح جماح أسعاره من جانب آخر.

يشار إلى أن مصر أعلنت السبت الماضي أنها رفعت رسوم تصدير الأرز إلى 300 جنيه مصري (54.84 دولار) للطن من 200 جنيه حسبما أوردت وكالة "رويترز" نقلا عن وكالة الشرق الأوسط للأنباء علما أن مصر بدأت في تطبيق رسوم التصدير في سبتمبر الماضي لتامين معروض الأرز في السوق المحلي والإبقاء على أسعاره عند مستويات منخفضة.

وتجري كل من الفلبين وفيتنام مباحثات حول ضمان إمدادات الأرز حيث ناشدت الرئيسة الفلبينية رصيفها الفيتنامي العمل على توفير كميات غير محددة من الأرز لموسم 2008/2009 علما أن الفلبين تعد أكثر دولة مشترية للأرز على المستوى العالمي.

وقد عزا الخبراء ارتفاع أسعار الأرز إلى عدة عوامل منها سوء الأحوال الجوية التي أثرت على موقف الإمدادات وزحف المناطق الحضرية على حساب المساحات المزروعة بالأرز والطلب المتنامي علي هذه السلعة الغذائية على خلفية النمو الكبير في مداخيل الطبقة الوسطى في كل من الصين والهند والدول الآسيوية الأخرى.

ورغم وصول إنتاجية الأرز إلى مستويات قياسية في الموسم الزراعي الجاري وصولا إلى 420 مليون طن في الموسم الزراعي الجاري إلا أن إمدادات الأرز بدأت لا تلبي الطلب الذي بلغ 423 مليون طن مما أدى إلى تناقص المخزون العالمي، وفق تقرير صادر عن وزارة الزراعة الأمريكية، حيث تراجع المخزون بنحو 70 مليون طن، التي تعد الأقل منذ 25 عاما.

وعلى الصعيد نفسه، قال الرئيس الفخري لشركة "رايس لاند إنترناشنال" (Riceland Inter) التايلندية إنه يتوقع أن ترتفع أسعار الأرز أكثر كثيرا مما هي الآن، ويقول بعض المتعاملين في تجارة الأرز أن مصدري الأرز التايلنديين بدأوا يتحايلون على العقود التصديرية اعتمادا على أفضل الأسعار المقدمة لهم على المستوى المحلي.

ويقول أحد مسؤولي اتحاد الأرز البريطاني إن الإنتاج الجديد من الأرز الفيتنامي، الذي يتوقع حصاده في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، لن يساعد على الأرجح في تراجع أسعار الأرز رغم أن الإنتاج قد يوفر انفراجا ويعمل على كبح جماح أسعاره المتصاعدة على المدى القصير.