كل الشكر لك أخي القدير ( ابو سمير )
وسمحلي بهذه الإضافة البسيطة

---------------------

خبير: العالم يسوده الملل من التكنولوجيا.. ونائب رئيس وزراء ماليزيا يشدد على أهمية التسلح بالابتكارية والحرية

نواف القثامي من جدة - 06/11/1428هـ
انطلقت أمس جلسات المؤتمر الدولي الأول التقنيات المعلوماتية والبريدية في المملكة، والذي دشن فعالياته نيابة عن الأمير سلطان بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة البارحة الأولى، بأوراق عمل استعرضت مستجدات التقنية البريدية في العالم وطرحت رؤى عن حالة الخدمة.
وأكد مايك مور، المدير العام السابق لمنظمة التجارة العالمية، خلال الجلسة الأولى في المؤتمر الدولي الأول للتقنيات المعلوماتية والبريدية والتي تحولت إلى محاكمة صريحة للعولمة أن العولمة على النحو الذي تمضى عليه حاليا ليست حلا سحريا لجميع المشكلات التي تنتج عن عدم السماح بالاختلافات الثقافية، مشيراً إلى أن العالم سيسوده الملل الشديد إذا سيطرت عليه التكنولوجيا بالشكل الذي يحدث حاليا لكن يجب أن تكون هناك تكنولوجيا تسمح بالاختلاف.
وعول مور في نهاية ورقة عمله على إمكانية تحقيق البلدان النامية طفرة معلوماتية بشرط استغلال الفرص المتاحة، لافتاً إلى أن هجرة الكثير من العقول من إفريقيا لعدم وجود البيئة المناسبة لها.
من جهته، أبرز أنور إبراهيم نائب رئيس الوزراء الماليزي الاختلافات في رؤية العولمة بحسب ثقافات الشعوب بعدة أمثلها أبرزها اختلاف الرؤية الأمريكية والماليزية للعولمة ونظرة الغرب للسعودية على أنها دولة محافظة في حين أنها توسعت في استخدامات التكنولوجيا إلى حد بعيد.
وأضاف وجود حالة من الغموض بشأن النظر إلى التكنولوجيا في الشرق الأوسط، لافتا إلى اختلاف النظرة في الإعلام لما يجري للجنود الأمريكيين في العراق عما يجري للفلسطينين فى فلسطين.
وأشار نائب رئيس الوزراء الماليزي السابق إلى أهمية الحوكمة الرشيدة في الإدارة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي المنشود، مؤكدا أهمية عدم الوقوف عن الإحصاءات الصماء حول الناتج والأداء الاقتصادي فقط، مضيفاً أن الاستقرار المالي يرتبط بالتدبير المطلوب والضبط الدقيق للاقتصاد الشمولي، مشددا على أهمية التسلح بالابتكارية والحرية.
وشدد على ضرورة الاستفادة من الهزة الاقتصادية التي ضربت دول شرق آسيا من خلال الحد من المجاملات التي ينتج عنها تراخ أو تسيب اقتصادي. ودعا إلى طرح البديل لمواجهة الأزمات المالية عبر الحوكمة الرشيدة، ملمحا إلى تحيز صندوق النقد والبنك الدولي إلى بعض الأطراف على حساب أطراف أخرى.
ودعا إلى الوقوف ضد استخدام القوانين سرا، محذرا من أن ذلك قد يحد من الحكمة ويدمرها وما من سبيل إلا بالوقوف في وجه المضاربين وسوء استخدام السلطة، مشيرا إلى نماذج في إفريقيا لسرقة مليارات الدولارات يجب أن تتوقف. لكنه عاد للتأكيد على أن الفضائح في أمريكا وشرق آسيا واحدة، وقال "الأفراد والشفافية هما المفتاح بالنسبة لبلداننا في قطف ثمار الإنتاج والنمو. وأكد ضرورة احترام الأسواق للضوابط من أجل ضمان الاستقرار المالي والاقتصادي.
من جهته، أبزر ميشيل ماكيتو، عالم الفيزياء، الوضع الذي سيكون عليه العالم في 2020 من خلال التوسع في استخدام التكنولوجيا، لافتا إلى مرور العالم بثلاث ثورات الأولى زراعية في بلاد النهرين، والثانية صناعية، والثالثة معلوماتية نتاج التحول من الرأسمالية السلعية إلى الفكرية في المعلومات، واستشهد بقول تونى بلير، رئيس وزراء بريطانيا السابق، بأن دخل بريطانيا من الموسيقى أكثر من الفحم.
وأشار إلى توقعات العلماء أن الكمبيوتر سيكون غير مرئى وسيوزع بالمجان وأن أمريكا تقدمت للعلماء بطلبات حول كيفية إعادة بنائها في حال نشوب حرب نووية.
وقال إن تقنية الشرائح المتطورة بالنظارات على سبيل المثال ستخبر المرء على سبيل المثال بالأشخاص المهمين ذوي التأثير. كما سيكون بكل جوال شاشة فيديو وإنترنت وتتوافر المعلومات الرقمية بالمجان.
وقال إن البريد سيواجه تحديات ولكن لن يختفي البريد التقليدي في مجال الخطابات العاطفية والأمور الحساسة، كما سيتم الاستغناء عن السائق في سيارة البريد بفضل التوسع في نظام الأقمار الصناعية.

وكانت فعاليات المؤتمر الدولي الأول التقنيات المعلوماتية والبريدية في المملكة، انطلقت البارحة الأولى، حيث دشنها نيابة عن الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة في فندق هيلتون جدة.
وقال الأمير خالد الفيصل إن المملكة إذ تدعو اليوم إلى هذا المؤتمر الدولي الأول للتقنيات المعلوماتية والبريدية إنما تنطلق من سياستها المعلنة الداعية إلى التعايش السلمي ونبذ الحروب وقيام منظومة حوار الحضارات بين الأمم بديلا وذلك حرصا على تعميم الفائدة المعرفية والتطبيقية في النطاق الإنساني على كل الأصعدة، وقال "إن المملكة بقيادة مليكها الشجاع وولي عهده الأمين وهي تغذ السير نحو العالم الأول مباشره تؤمن بأن التقدم العلمي والتقني هو مطيتها للوصول إلى الهدف كما تؤمن بحتمية أن تكون شريكا فاعلا ومنتجا في سباق هذا التقدم لا من أجل مشروعها التنموي الطموح فحسب بل من أجل التبادل النفعي مع كل دول العالم وما جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية إلا خطوة متقدمة في هذا الطريق، ولأنها لم تكن الخطوة الأولى فلن تكون الأخيرة إن شاء الله".
وأشار إلى أن حكومة المملكة حرصت على دعم الصناعة البريدية وتحديث خدماتها وآلياتها والاستثمار في العنصر البشري لحقل البريد ووضع خطة تدريجية لتعميم برامج التجارة الإلكترونية والوصول إلى أعمال الحكومة الإلكترونية وتطبيقاتها وعلى أساس تعظيم الشراكة مع القطاع الخاص.
عقب ذلك تسلم الأمير خالد الفيصل هدية تذكارية بهذه المناسبة من وزير الاتصالات وتقنية المعلومات بالنيابة محمد الفائز ثم تسلمه هدية مماثلة من رئيس البريد السعودي.
وخلال المؤتمر دشن الأمير خالد خدمة "واصل" لمؤسسة البريد السعودي وكذلك نظام الملاحة والوصول للعناوين البريدية في المملكة، ثم اطلع على أحدث التقنيات في مجال إيصال الرسائل البريدية في أسرع وقت. بعد ذلك شاهد عرضا مرئيا عن الخدمات البريدية للمملكة ثم تجول على المعرض المصاحب لنشاطات المؤتمر الذي تشارك فيه 30 شركة عالمية تقدم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة في مجال التقنية المعلوماتية.

المصدر :

http://www.aleqt.com/news.php?do=show&id=103681