مـا ورد عن الـحـور العين . . .

[الـقـلــب الـكـبـيـر]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد القر المحجلين نبينا وحبيبنا وسيد البشر أجمعين محمد ابن عبدالله صلوات ربي وسلامه عليه إلى يوم الدين .

عند ذكر الله للمغريات الموجودة في الجنة من أنواع المأكولات والمناظر الجميلة والمساكن والملابس فإنه يعمم ذلك للجنسين ( الذكر والأنثى ) فالجميع يستمتع بما سبق , ويتبقى أن الله قد أغرى الرجال وشوقهم للجنة بذكر ما فيها من ( الحور العين ) و ( النساء الجميلات ) ولم يرد مثل هذا للنساء.. فقد تتساءل المرأة عن سبب هذا ؟



أن الله عز وجل لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون ، ولكن لا حرج أن نستفيد حكمة هذا العمل من النصوص الشرعية وأصول الاسلام .



ومن المعروف أن من طبيعة النساء الحياء كما هو معلوم ولهذا فإن الله عز وجل لا يشوقهن للجنة بما يستحين منه.



كما أن شوق المرأة للرجال ليس كشوق الرجال للمرأة كما هو معلوم ولهذا فإن الله شوّق الرجال بذكر نساء الجنة مصداقاً لقول الرسول علية الصلاة والسلام{ ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء } أما المرأة فشوقها إلى الزينة من اللباس والحلي يفوق شوقها إلى الرجال لأنه مما جبلت عليه كما قال تعالى أومن ينشأ في الحلية .



قال الشيخ ابن عثيمين رحمة الله رحمةً واسعه إنما ذكر أي الله عز وجل الزوجات للأزواج لأن الزوج هو الطالب وهو الراغب في المرأة فلذلك ذكرت الزوجات للرجال في الجنة وسكت عن الأزواج للنساء ولكن ليس مقتضى ذلك أنه ليس لهن أزواج.. بل لهن أزواج من بني آدم .



المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي

- إما أن تموت قبل أن تتزوج.
- إما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر.
- إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله.
- إما أن تموت بعد زواجها.
- إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت.
- إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غيره.



أما حالتها في الجنة تختلف

- فأما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله عزوجل في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله تعالى { ما في الجنة أعزب } قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إذا لم تتزوج أي المرأة في الدنيا فإن الله تعالى يزوجها ما تقر بها عينها في الجنة فالنعيم في الجنة ليس مقصوراً على الذكور وإنما هو للذكور والإناث ومن جملة النعيم الزواج.
- ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة.
- ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. قال الشيخ ابن عثيمين: فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم .
- وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي في الجنة لزوجها الذي ماتت عنه .
- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة .

- وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثروا لقوله تعالى { المرأة لآخر أزواجها } ولقول حذيفة رضى الله عنه لامرأته ( إن شئت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة ) .
-أن الرجل ومن الله عزوجل قد هيء له سبب تعدد الزوجات أما المرأة فحورها هو زوجها الصالح وأعتقد أن المرآة الصالحة لاطموح لديها أكثر من أنها تحشر مع زوجها وأبو أبنائها لذلك فحور المرأة زوجها ومن حوريات الرجل يوم القيامة زوجته الصالحة وهي سيدة الحوريات التي يهبه الله .



سؤل الشيخ العلامة أبن عثيمين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول ( وأبدلها زوجا خيرا من زوجها ) فإذا كانت متزوجة فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها ؟

- قال الشيخ رحمه الله تعالى : إن كانت غير متزوجة فالمراد خيرا من زوجها المقدر لها لو بقيت وأما إذا كانت متزوجة فالمراد بكونه خيرا من زوجها أي خيرا منه في الصفات في الدنيا لأن التبديل يكون بتبديل الأعيان كما لو بعت شاة مثلاً ويكون بتبديل الأوصاف كما لو قلت لك بدل الله كفر هذا الرجل بإيمان وكما في قوله تعالى { ويوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات } والأرض هي الأرض ولكنها مدت والسماء هي السماء لكنها انشقت .



بعض الاقوال التي وردة في النساء

- بأن النساء يكن أكثر أهل الجنة وكذلك أكثر أهل النار لكثرتهن. قال القاضي عياض: ( النساء أكثر ولد آدم ) .

- بأن النساء أكثر أهل النار للأحاديث السابقة , وأنهن أيضا أكثر أهل الجنة إذا جمعن مع الحور العين فيكون الجميع أكثر من الرجال في الجنة .

- بل هن أكثر أهل النار في بداية الأمر ثم يكن أكثر أهل الجنة بعد أن يخرجن من النار أي المسلمات –قال القرطبي تعليقا على قوله تعالى { رأيتكن أكثر أهل النار } ويحتمل أن يكون هذا في وقت كون النساء في النار وأما بعد خروجهن في الشفاعة ورحمة الله تعالى حتى لا يبقى فيها أحد ممن قال: لا إله إلا الله فالنساء في الجنة أكثر .


بعد هذا كله . . .

الجنة قد تزينت لكن معشر النساء كما تزينت للرجال في مقعد صدق عند مليك مقتدر فالله الله أن تضعن الفرصة فإن العمر عما قليل يرتحل ولا يبقى بعده إلا الخلود الدائم، فليكن خلودكن في الجنة – إن شاء الله – واعلمن أن الجنة مهرها الإيمان والعمل الصالح وليس الأماني الباطلة مع التفريط وتذكرن لقول الرسول صلى الله عليه وسلم { إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وحصنت فرجها وأطاعت زوجها قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت } .

هذا والله ورسوله أعلم وصلى الله على نبيينا محمد وعلى أهل بيته الطاهرين .