هي فِعلاً وصمة بلاء علاجها البحث عن الأصل وبتره ولكن من هو الّذي يبتره ؟؟
هي فِعلاً فقد عنصُر تعريفُه التّرابط الرّوحي بجوهر سنّة الحياة وهي (( الأسرة )) بِكلّ مكوّناتِها الأوّليّة....
هي فعلاً جسد بريئ كفراشة طآآآآئِرة بين دبابير الضّلام بـِفعل ضالم لم يتعلّم من هذه الحياة ترتيب الحروف الإنسانيّة.....
هي فِعلاً أُمثولة لِجرح فِكري مشتّت لا يعرِف سوى الصّراخ في وجيه (( القـِـرَب المتفـقــّعة )) بِفعل الأنا.....
هي فِعلاً ضحيّة إنعِدام المخزون العاطفي الرّوحي الدّيني التـّفاهُمي الّذي وهبه الله للزّوجين..........
هي فِعلاً كريمة بِبرآآآآآآئة معرِفتها بــ(( مالّذي يحدُث الآن )) وبرااااائة (( مالّذي فعلت ليحصُل معي هكذا ألم ))..
هي فِعلاً وقفة صادقة من (( إنسان )) صادِق حينما تصادقتِ بِصِدقك أيّها الصّادِقة لتخفيف ألم كذبة الدّنيا في وجه تلك
البريئة..............
فتتجلى مسؤولية الآباء والأمهات تجاه أبنائهم من خلال تربيتهم على العلم والإيمان والتقى، وأطرهم على صراط الله
المستقيم، وأن يسلكوا بهم في فجاج الخير لينهلوا من منابع النور والمعرفة؛ فيشبوا أقوياء العقيدة، أمناء على
مصالح الأمة.. هنا فقط تقر بهم أعين والديهم؛ فمن ذا يفرط في جميل العاقبة حين يرى أولاده أتقياء لله، بررة به،
يحملون عنه صعاب الحياة وكدرها، ويحيطونه بسياج الرعاية والرحمة.. وتلكم هي ثمرة حسن التربية المنبثقة من هدي
الكتاب والسنة..
هذا هو الأنموذج الأمثل لآباء المسؤولية، آباء الصدق والأمانة؛ فحازوا السبق في ذلك.. وكم يسر المسلم حين يرى هذه
النماذج الخيرة في مجتمعنا ولله الحمد والمنة.. ولكن على النقيض من ذلك الآباء المتخلون؛ رفعوا أيديهم، وسلموا العنان
لمضلات الأهواء والفتن؛ لتقود أبناءهم إلى الرزايا والآثام والتي لها آثارها على المجتمع.......
(كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)!!.. صدق الرّسول الكريم......
ولا ريب أن المحصلة بائسة المصير؛ سفلى العاقبة؛ حيث يغادر البر والوصل، ويحل العقوق والقطيعة؛ فحين يضعف
داعي الإيمان يتأصل الجفاء، ويتعاظم العصيان؛ فيذوق الآباء نقيض رغبتهم بما جنت أيديهم!!..
كيف تتأسس الحياة الزوجية؟
الأسرة لن تكون درعًا إلا إذا تأسست على ميثاق بين الزوجين كما أوصى الشرع، ولن يكون ذلك إلا إذا كان بنية
التأبيد، ونشدان الإحصان والعفاف، وحفظ النوع المتميز بالرسالية، وحفظ الأمانة، والخضوع لمقتضيات العقد، وما يتطلبه
من ضوابط تنظيمية كالقوامة، ومعنوية كالود والاحترام.. وهذه الصفات، والمقومات، والأركان إن هي إلا تجسيد
اختزالي لروح التوجيه الشرعي، المستفيض، الذي يحرص على توفير كل العوامل والشروط التي تؤمن المقاصد المتوخاة
من إقامة مؤسسة الأسرة.........
مفهوم القوامة الذي يشكل الموقف السلبي منه لكلا الزوجين أو أحدهما أثرًا ساحقًا وخطيرًا على تماسك الأسرة؛
فقد يقع مفهوم القوامة ضحية تعسف في الفهم والاستعمال من طرف الرجل؛ فيحوله إلى أداة للقمع والطغيان..
وقد يقع المفهوم ضحية استهتار به من قبل المرأة (الزوجة) نبعًا من فهم سقيم للحرية بفعل تأثير التيارات الليبرالية
المنفلتة من أي ميزان؛ مـما يتحول معه بيت الزوجية إلى بؤرة للمشاكسة والنشوز والعناد!!.. وليست الطاعة أبدًا في ظل
المنظومة التربوية الإسلامية مرادفًا للخنوع الذي يجرد شخصية الإنسان من خصائصها المميزة، وقدرتها على الإبداع؛
بل إنها ذلك السلوك النبيل؛ النابع من شعور مرهف بجملة من المعاني السامية التي لا يعقلها إلا العالمون!!..
آآسِف على الإطالة ولكن إستوقفني هذا الموضوع الهام في جميع أمور دنيانا من (( برآئة مخلوق لايعرِف سوى :
مالّذي يحدُث هنا؟؟ ))
صادقة رحِم الله والديك وزادك من حِكمتِه ولِلّهِ درّك فيما استنهضتِهِ في أحاسيسنا واستقويتِه
أخوكِ (( أبو عدنان ))