قال بن خلف: حدثني بعض أصحابنا قال: بلغني أن الرشيد خرج يوما متنزها وانفرد عن عسكره والفضل بن ربيع خلفه , فاذا هو بشيخ قد ركب حمارا له , وفي يده لجام كأنه مبعر محشو , فنظر اليه فاذا هو رطب العينين , فغمز الفضل عليه , فقال له الفضل : أين تريد ؟ فقال : حائط لي ,قال: هل لك أن أدلك على شيء تداوي به عينيك فتذهب هذه الرطوبه ؟ قال ما أحوجني الى ذلك . قال له: خذ عيدان الهواء وغبار الماء وورق الكمأه فصيره في قشرجوزه واكتحل به , فانه يذهب عنك ما تجد , قال فاتكأ على قربوسة فضرط ضرطه طويله , ثم قال: تأخذ هذه أجرة لوصفتك , فان نفعتنا زدناك , قال فاستضحك الرشيد حتى كاد أن يسقط عن ظهر دابته.... وأنتم بكرامه .....