مشكور أخي سعيد القحطاني على هذه الفكرة .
و في الحقيقة أن فحول الشعراء قديماً و حديثاً قدّموا لنا درراً نادرة من الفصيح والعامي ، وهي من عيون الشعر الذي يأسر الألباب ويُبهر السامع بجزالته وجماله وقوته ، فلذلك يحتار المرء ماذا يختار وماذا يدع ؟
ولعلي أرى من المناسب هنا ذكر شعر المتنبي ؛ مالئ الدنيا وشاغل الناس ؛ الذي لم يأت مثله أحدٌ من الشعراء ؛ لا قبله ولا بعده ، وللاختصار فقد أحببت أن أورد بعضاً من أبياته التي جرت مجرى الأمثال على مر الدهور والأزمان ، وهي من قصائد متفرقة ، ومنها :
[POEM="font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]ماكل مايتمنى المرء يدركه = تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
وإذا أتتك مذمتي من ناقص = فهي الشهادة لي بأني كامل
وإذا ما خلا الجبان بأرض = طلب الطعن وحده والنزالا
وكم من عائب قولاً صحيحاً = وآفته من الفهم السقيم
إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه = وصدّق ما يعتاده من توهّم
وليس يصح في الأفهام شيءٌ = إذا احتاج النهار إلى دليل
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته = وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
بذا قضت الأيام ما بين أهلها = مصائب قوم عند قوم فوائد [/POEM]
وغيرها كثير جداً ، تركتها تجنُّباً للإطالة .
المواصل