قد بلغ بك الأمر يا فارس أن نصبت نفسك مفتياً حتى ترضي اسياد نعمتك!!!
قبل ان تلقي موعظة تذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار).
فانت حكمت على زميلك بالويل والثبور لمجرد انه طالب بحقوقة الوظيفية التي تكفل له بها النظام مستشهد بمقولة عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه بعد ان نسبتها الى نفسك . فاعلم أن هناك فرق بين الإبتلاء والعقوبة ففي الابتلاء وردت عدة احاديث منها على سبيل المثال لا الحصر قوله صلى الله عليه وسلم( أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل). لماذا؟؟ لأن الله احبهم أما العقوبة نسال الله العافية لنا ولكم ولجميع المسلمين فهي بسبب الذنوب...... والسؤال كيف تعرف ما نزل بك هل هو عقوبة ام بلاء؟؟؟
الجواب عليه بإختصار أن العبد إذا كان على معصية وأدركته بعد ذلك مصيبة في نفسه وأهله، فإن ما حدث هو من آثار المعصية، كما قال الإمام الشافعي رضي الله عنه:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ... فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال اعلم بأن العلم نور ... ...... ونور الله لا يعطى لعاص
أما إذا كان الإنسان على طاعة وقرب من الله عز وجل، ثم وقعت له مصيبة، في نفسه أو أهله، فإن هذا يكون من باب الابتلاء والاختبار.
وقد يكون الابتلاء والعقوبة من باب التذكرة والإنذار للعبد بمراجعة نفسه، وعلاقته بالله عز وجل، قال تعالى: (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ، وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآَمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) .
فارجوا إعادة النظر فيما طرحت ( لإجل سواد عيون ربعك الذين اكلوا الأخضر واليابس) لإن الأمر جدُّ خطير.