حكاية الجاحظ و رسوم صناديق البريد !!!

[الرمادي]

زادت بنسبة 300 بالمائة

حكاية الجاحظ ورسوم صناديق البريد

عزيزي رئيس التحرير
أتذكر قصة جميلة ذات مدلول فلسفي أوردها الجاحظ في كتابه (الحيوان) وهو أحد أعلام الكتابة والتأليف في العصر العباسي الثاني وتتلخص في ان ابا الحارث (اسد الغابة) خارت قواه من شدة الجوع وأصبح غير قادر على صيد أحد الحيوانات ليملأ معدته الخاوية فلم يجد سبيلا الى ذلك إلا بافتراس أشباله الثلاثة الواحد تلو الآخر وبهذا التصرف وجد حلا لاشباع معدته ولكن بأي طريق او سلوك تم هذا؟ ما دعاني لتذكر هذه القصة ما قرأته على صفحة الاقتصاد من جريدتنا العزيزة ليوم الاحد 1426/6/25 من زيادة رسوم الصناديق البريدية بنسبة تتجاوز 1000 بالمائة ان مؤسسة البريد السعودي لم تجد حلولا في زيادة مصادر دخلها وتخلصها من العجز الذي يلازم موازنتها البريدية الا عن طريق اثقال كاهل المواطن البسيط ماديا وارهاقه اقتصاديا رغم ما يعانيه من تدني الرواتب والاجور وبطء الترقية وعدم تحسين المستوى الوظيفي فضلا عن المتسيب الذي لا يعمل وغيره من فئات مجتمعنا ومما يجدر ذكره لجوء هذه المؤسسة الى زيادة الرسوم دون سابق انذار وبمبالغ خيالية حيث كان رسم صندوق البريد طوال الاعوام الماضية مقداره 300 ريال لمدة 3 اعوام خاصة بالصناديق العائلية وفجأة ودون مقدمات اشرعت مؤسسة البريد السعودي سلاحها وفرضت امرا لا نقاش فيه واعتبرته من المسلمات التي لا يجوز مسها بزيادة رسوم الصناديق العائلية الى 900 ريال لمدة ثلاثة اعوام بنسبة تجاوزت 300 بالمائة أهكذا تورد الابل ام ان سوء الادارة وعدم التخطيط العلمي السليم والفشل في التخلص من العجز لا يتأتى الا عن طريق بسطاء الناس واستغلالهم ماديا وتحميلهم وزر مصروفات وخسائر المؤسسة؟ كنا نتوقع ان تكون نسبة زيادة الرسوم على اقل تقدير 50 بالمائة فتكون مقبولة الى حد ما لا الى 300 بالمائة (شتان بين مشرق ومغرب) وهذا ينم عن سوء تدبير وتخطيط منهجي حيث يتخلى الكثير من المواطنين والمقيمين عن صناديق بريدهم جراء هذه الرسوم التي تقصم الظهر حسب وجهة نظري الشخصية فليست هذه الخدمة تقف حاجزا في طريق تقدمنا او تأخرنا وليست خدمة اساسية لا يمكن الاستغناء عنها كالكهرباء والماء او حتى الهواء الذي نتنفسه.
علي عبدالمحسن السويق ـ الاحساء

***************

أترك لكم التعليق :

لأن وكما هو واضح من كلام صاحب المقال ( يدس السم في العسل )

رابط الموضوع في جريدة اليوم:
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=11743&P=10