بسم الله الرحمن الرحيم
وأحييك مرّة أخرى أخي العزيز إداري لطرحك الدّائم للمواضيع البنائة والهادفة والتي يتميز بها هدوء ولباقة المعنى لتصل المعلومة إلى القارئ على شكل " قطعة آيسكريم " يتذوقها بسلاسة وإقناع حتى الإشباع!!!!!!
نعم أخي فدائماً يكون التجديد من الجديد , والتغيير من التحديث بالفنون العصرية والمعاصرة لأي جيل في زمنه!!!!
فدعنا نتحدث بمنطق ومنضور عام على " القائد والموظف " وإختلاف نضرة المجتمع " للطبقية في العمل " وماهية جذورها وأساساتها ومشاكلها وحلولها في نضرة المشاهد والمراقب وبكل شفافية!!!
فمما لاشك فيه بأن إختلاف دور "الرئيس" أو "القائد في العمل" في المؤسسات الحديثة عن دوره في البيروقراطيات التقليدية أثر كبير في عملية التأخر العصري – ففي هذه البيروقراطيات يقوم الرئيس في العمل بتركيز أكبر قدر من السلطة المركزية في يده ويقوم عبر السنين بتحويل العاملين معه إلى جيش من "الأتباع" (Followers) بينما يكون دوره في المؤسسات التي تعمل بتقنيات علوم الإدارة الحديثة قائماً على التفويض والقيام بأقل قدر من العمل المباشر والتركيز على التفكير الإستراتيجي وكذلك العمل بأسلوب "المايسترو" أكثر من أسلوب "القائد العسكري".!!!!!
وإذا كانت البيروقراطيات التقليدية تخلق أتباعاً ( Followers) فان الإدارة الحديثة التقنيّة والشابة تهدف لخلق كيان من الموارد البشرية ويكون أفراده بمثابة "مؤمنين حقيقيين" (Believers ) برسالة وأهداف مؤسستهم كما أن كل منهم يتولد لديه شعور بأن عمله ليس مجرد أداء واجب وإنما هو "أمر يملكه" ويملك آفاق نجاحه عندما ينجح، ويسمى هذا الشعور بملكية الإنسان للعائد الأدبي لنجاحه في العمل في مصطلحات علوم الإدارة الحديثة Ownership وغير خاف أنها "استعارة مكنية" ذات دلالة واضحة للغاية.!!!!!
وبإختصار شديد، فان "الإدارة الحديثة" لا تنظر للموارد البشرية كآلات وإنما تنظر إليهم بصفتهم "العامل الأكبر" للنجاح أو الفشل وانهم كما يصنعون النجاح (( أو نقيضه )) فإن من حقهم التمتع بمزايا وصيت هذا النجاح. وعن طريق هذه النظرة للبشر، لا يكون هناك إعتقاد أن للتقدم والنجاح والإزدهار سبل آخرى أهم من "البشر". فالمجتمع الفقير المتخلف يكون كذلك لأنه لم يخلق مناخاً مثالياً لأبنائه - للعمل والعطاء ، والعكس صحيح تماماً فليس ثراء الأمم منوط بثروات طبيعية وأموال مكدسة من الماضي – وإنما ثراء الأمم بثراء مواردها البشرية، وثراء الموارد البشرية "عملية" تتم بالتخطيط والتنفيذ الدقيق لنظم تكتشف أفضل ما في الناس من قدراتٍ وتطورهم وترتقي بإمكاناتهم وتعمل على تحفيزهم.!!!!
لذا ومن هذا المنضور وفي رأيي الشخصي بأننا يجب أن (( نضحي )) بمناصبنا العتيقة في سبيل نجاح ووضع بصمة أمل لأجيال قادمة تذكر أسمائنا المتنازلة عن شيخوخة أفكارها وإفساح المجال للدماء التقنية والأفكار العصرية المواكبة لتحديث البيئة الصحيحة والسليمة في زمننا!!!!!!
أخي إداري لقد سعدت بقرائة فكرتك التي أتمنى من الله العزيز الحكيم بأن يكون لها صدى قوي ونقطة إنطلاق فكري شبابي وعصري جميل!!!!!
أخوك ومناصر التطور العصري الحديث / أبو عدنان