النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: مقال اليوم ...

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2006
    الدولة
    موظف بريد
    المشاركات
    3,481
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0

    مقال اليوم ...

    السلام عليكم أحبتي في الله وبعد..

    تفاجأت هذا اليوم بمقاله أو ربما اكبر من ذلك في صحيفة الرياض فيها الكثير مما يلفت الانتباه عن العنصريه أو التعنصر كما جاءت من الكاتب ربما لتخفيف وقع الكلمه على القارىء ..
    وكذلك تحليل تاريخي لانسانية العرب من العصر الجاهلي حتى يومنا هذا مرورا بفجر الاسلام وتعاقب الدول الاسلاميه وموقع كل ذلك من عنصرية العربي أو التعنصر العربي ان صح تعبيره ..
    وأنصح الجميع بقراءته .. مره أو أكثر اذا لزم الامر .. وتقبلوا تحياتي وتقديري ..

    محمد بن علي المحمود
    إن الذي ينشأ في محيط يؤمن بالتمييز ضد الأنثى، يسري في وعيه أن الإنسان خاضع للتراتبية التي تطال قيمته الإنسانية. ومن ثم، لا يتحسس من مظاهر التراتبية الأخرى التي تظهر في الديني أو الطبقي أو العشائري أو المناطقي
    من البدهيات التي لا يورث تكرارها إلا مزيداً من الملل لدى القارئ النوعي؛ التأكيد على إنسانية الإسلام، وأنه - من حيث نصوصه الأولى - دين العدل والمساواة والإخاء الإنساني. لكن، وعلى الدرجة نفسها من الوضوح؛ يدرك المهموم بالثقافي والإنساني، أن الثقافة الأولى (العربية) التي تلقت الإسلام، واحتضنت مفاهيمه، وقامت بتعميمه، لم تكن ثقافة حضارة أو تسامح، وإنما كانت ثقافة عنصرية موغلة في التعنصر والإقصاء.
    إذن، كان هناك نسقان ثقافيان متجاوران في المنظومة الثقافية العربية؛ في لحظات انبنائها وتشكلها: نسق ثقافي إنساني، يمتاح من تعاليم الإسلام الواضحة في تأكيده على المساوة الإنسانية. ونسق عروبي آخر، مليء بالتعنصر والتحيّز وازدراء الآخر، وتأكيد التفاوت الطبقي والجنسي والعشائري.
    وبما أنهما نسقان متجاوران، وعميقان في الوجدان العربي، فقد كان من الطبيعي أن يحاول كل منهما إخضاع الآخر لنسقه؛ خاصة وأن كثيراً من القيم التي رافقت تشكل الإمبراطورية الإسلامية العربية، لم تكن تحتمل التقسيم؛ لأنها متضادة في اتجاهها القيمي، فكان لا بد من إدماج أحدهما في الآخر، أو ترويضه لقيمه؛ لكون الواقع العملي لا يحتمل هذا التضاد القيمي.
    النسق الثقافي العربي الجاهلي لعنصري، بقي كامناً في لحظات الانبهار الأولى بالإسلامي. وكان المشرع الأول يحاول قمعه؛ كلما حاول الظهور بمظهره اللاإنساني، حتى ولو كان ذلك على يد أخلص أتباعه. ف "إن أكرمكم عند الله أتقاكم"، و"كلكم لآدم، وآدم من تراب"، و"دعوها فإنها منتنة"، و"إنك امرأ فيك جاهلية"... إلخ نصوص الأنسنة، ليست إلا محاولة لقمع النفس العنصري الكامن في الثقافة العربية، والمتجذر في الوجدان العربي.
    لكن فترة الانبهار بالمشروع القيمي الإسلامي لم تدم طويلا. فقد كانت الثقافة العربية الحاضنة، والتي لم يستطع الوعي التخلص من أسرها بعد، تتحين الفرصة للانقضاض على المبادئ الجديدة التي لم تتجذر بعد في النسق الثقافي؛ حتى ولو كان بعض النفوس قد تشبعت بها، وكانت على استعداد للوصول بها إلى آمادها.
    لقد حدث هذا الانقضاض القيمي / الثقافي بعد مقتل الخليفة الثاني. ورغم أن الخليفة الرابع حاول - بإصرار لا حدود له - أن يعيد الحياة إلى تلك القيم، بتفعيلها في الواقع الاجتماعي والسياسي من جهة، وبضخها في الخطاب الثقافي - عن طريق الخطابة - من جهة أخرى؛ إلا أنه دفع حياته ثمناً لهذا الإصرار الذي كان به يعاند نسقاً جاهلياً يمتد لقرون، بينما كان تاريخ نسقه الإسلامي المضاد لأنساق الجاهلية، لا يتجاوز ثلاثة عقود.
    انتصر النسق اللاإنساني الجاهلي بعد مقتل الخليفة الرابع. وبدأت تجليات هذا النسق العنصري تظهر على السطح؛ بفضل النفوذ الأموي الكاسح، والذي كان هو - بذاته - من تجليات ثقافة التعنصر الجاهلية. أي أن هذا النفوذ (الدولة الأموية العنصرية) أتت كنتيجة لطغيان النسق، وفي الوقت نفسه، سيكون هذا النفوذ هو المعزز لهذا النسق الثقافي العنصري المتمحور حول العرب والعروبة؛ مع أنه كان يحكم باسم الإسلام الذي يقف في مواجهة هذه الثقافة: ثقافة الارتداد.
    وللأسف، فإن القرن الأول والثاني، هما القرنان اللذان كتبت فيهما مدونة العرب الأولى، وفيهما تشكلت هوية الثقافة العربية / الإسلامية، عن طريق وعيها بالاختلاف، بعد لقائها بالثقافة الأخرى. كانت ثقافة في تمظهرها إسلامية، بينما اللغة (الثقافة) الوعي، كانت مشدودة إلى واقع ومواقع الإنسان العربي. وبهذا صاغت الإسلام في جزئياته اللاقطعية، والمرتبطة بالواقع العملي؛ فجيرتها لصالح النسق العربي؛ لتطغى هذه الجزئيات التي أصبحت حياتية بعد ذلك، فتصبح ضاغطة على الوعي، ومن ثم على كل كتابة ثقافة، أياً كانت هويتها التخصصية، وأياً كان حقلها المعرفي.
    إذا أضفنا إلى كل ذلك، أن هذه المدونة، قد تمت صياغتها في زمن انتصار العربي، وامتداد نفوذه (فتوحاته) إلى مشارق الأرض ومغاربها، أي في لحظات تضخم الذات بفعل تضخم المكانة في الواقع، أدركنا أن الرؤية العنصرية الكامنة في الثقافة، قد وجدت لها من التاريخ ما يعززها، ويؤكد لها تفوقها على بقية الأجناس غير العربية. العربي الذي كانت ثقافته الجاهلية تحكي له تفوقه العنصري على كل الأجناس، وجد الواقع الإسلامي الجديد، لا ينفي هذا التأكيد الثقافي؛ كما كان إبان العصر الجاهلي، بل وجده تصوراً ثقافياً معززاً بفعل السيطرة الأموية، والنفوذ العربي الذي جعله الأمويون سيطرة عربية عنصرية، في مقابل المسلم غير العربي، أي في مقابل: الموالي أو الأعاجم.
    هذا الازدواج في الثقافة الإسلامية، التي هي - في هويتها العميقة - عربية، بفعل اللغة وبفعل الثقافة وبفعل التاريخ، هو المسؤول عن الازدواج بين قيم الإسلام العامة التي يصّرح بها الجميع، وخاصة من مقترحي الحل الإسلامي الشمولي، وبين الأبعاد السلوكية التي تمارس في الواقع، وتدعمها - على حد ما - جزئيات اجتهادية، تسربت إلى الوعي من جراء ضغط الموروث الثقافي المشحون بالعنصري واللاإنساني.
    الموروث بتشوهاته؛ بقي - للأسف - فاعلاً في التاريخ الإسلامي إلى عصرنا الحاضر. وقد أنتج ذواتاً مشوهة، لا تنكر من اللاإنساني منكرا، ولا تعرف من الإنساني معروفا. ولولا الأثر الإيجابي للحضارة الغربية التي حرمت الرق؛ فحررت الإنسان، وأنقذت البشرية من نير الاستعباد؛ لبقينا رهن سياقنا التاريخي الذي عجز عن تجاوز نفسه بنفسه. وكانت صرخات التحرير الأولى التي أسست لنهاية التمييز بأنواعه، تنبعث من أوروبا الحديثة، فتخرج الثورة من حناجر فلاسفة الأنوار، وتكتب آياتها بدماء أولئك الأحرار.
    وبفضل الكفاح الثقافي المتواصل للإنسان الأوروبي؛ أصبح (الرق) جريمة كبرى، والتمييز العنصري بأنواعه خطيئة تصم ممارسيها قبل غيرهم. واستطاعت المنظومة الثقافية الغربية - عبر جهاد طويل - أن تنشئ المؤسسات التي تتابع الخروقات التي تطال حقوق الإنسان، بحيث أصبحت تلك الثقافة الإنسانية، أشبه بالضمير العالمي الذي يحكم - أخلاقياً - تصرفات العالم اليوم. وبفضل كل تلك الجهود، أصبح الإنسان اليوم، يعيش زمن الإنسان.
    لكن، هل استطاعت الثقافة العربية، ومن ورائها الإنسان العربي، أن تشتبك مع هذه الثقافة العالمية التي تصوغ زمن الإنسان؟! هل تحررت ثقافتنا العربية التي تحدد رؤيتنا لذواتنا وللآخر من تشوهاتها العنصرية المزمنة، بعد أن أجبرت على أن تعيش حاضرها، وتؤسس لمستقبلها الواعد، أم أنها لا زالت أسيرة بؤسها الذي يخلق عالمها البائس، - وفي الوقت نفسه - يتخلق به؟!
    إذا بحثنا في الطروحات التقليدية المؤثرة في وعي الجماهير وسلوكها؛ وجدناها لا تتحرج من النفس العنصري الذي تنطوي عليه، بل ربما تواطأت عليه، في ظل غياب الوعي بالطروحات الإنسانية المعاصرة التي تؤسس لقيمة الإنسان.
    ليست المأساة في وجود توجهات وممارسات عنصرية في هذا المكان أو ذاك، فالجريمة لا تنفصل عن الاجتماع الإنساني، أنى وجد، وإنما المأساة أن تجد هذه التوجهات، وتلك الممارسات، من يبرر لها، وربما؛ من يدافع عنها!؛ فضلاً عن الجريمة الكبرى في الشرعنة لها؛ بغية بقائها واستمرارها.
    إن التمييز والعنصرية والنفي، ممارسات سلوكية متعينة في واقعنا، نراها بأعيننا ليل نهار، بصور شتى، وعلى درجات متفاوتة؛ حتى وإن حاولنا التغاضي عنها، أو التقليل من آثارها الاجتماعية التي لا يمكن إلا أن تكون مدمرة في مؤداها الأخير. وهي ليست ممارسات سلوكية عابرة، بل هي ذات أبعاد ثقافية، تستحيل مكافحتها دون التصدي لحقلها الثقافي، دون أن يعنى ذلك التهوين من أثرها السلوكي المتعين .
    التمييز الديني، ومنه التمييز المذهبي والطائفي، أصبح من الظواهر النامية التي تستدعي مزيداً من القلق الإنساني على مصير الإخاء الاجتماعي في كثير من أقطار العالم العربي. ومع أن هذه العنصرية الدينية التي تقيم التمييز (التمييز الذي يطغى على الإنساني) على أساس الدين، لها امتداداتها في الثقافة التقليدية الجماهيرية، إلا أن ذلك لا يبرر تناميها، بل يقودنا إلى تلمس المداخل الموضوعية للحد من استشرائها؛ عبر مساءلة الثقافي ابتداء..
    لقد كان المتوقع من الخطاب الديني العصراني، الذي طال أكثر الفرق والطوائف الإسلامية، على امتداد أكثر من قرن كامل من الفعل الثقافي، أن يكون أدى دوراً إيجابياً في التخفيف من حدة التعنصر الديني. لكن الواقع يشهد بعكس ذلك. وهذا دليل على أن التقليدية كنسق، مازالت هي المهيمنة على السياق العام للخطاب الديني، عند معظم الطوائف والمذهبيات.
    الصورة التي تحملها كل طائفة عن الأخرى، هي صورة من صنع الأنا؛ وليست من صنع الآخر. الهويات الدينية والطائفية والمذهبية قائمة على التمايز. وهذا طبيعي في تشكل الهويات. لكن، ليس بالضرورة أن تقوم على التمييز والتعنصر وازدراء الآخر. فالتمايز الذي يحدد معالم الاختلاف، لا يستدعي - بنفسه - التعنصر الذي يستدعي العداء، بل يستدعيه الفاعل الثقافي المؤدلج، داخل كل دين أو مذهب أو طائفة. ويبقى الإنسان ضحية هذه العنصرية العمياء.
    وإذا كان التمييز الديني يتشرعن بالديني، فإن التمييز الطبقي، يأخذ شرعيته من منظومة الأعراف والتقاليد. وهي أعراف وتقاليد، لم تأت من فراغ، وإنما صنعتها الثقافة في جدليتها مع الواقع، وتكفلت هذه الجدلية باستمرارها وتناميها. ومع أن الدين يحث على الإخاء، ويرسي قواعد المساواة، إلا أن الثقافة التي تشكلت عبر قرون من التمييز الطبقي، لم تكن لتفسح المجال للفاعلية الدينية في الوعي الجماهيري العام؛ فبقي وعياً يعاني من الازدواجية بين وعيه المتشكل بفعل ثقافة ترسخ التمييز، وبين مبادئ الإسلام التي تحث على الإخاء والمساواة.
    هذا التمييز يظهر أشد ما يظهر في طريقة التعامل مع الوظائف الدنيا، وخاصة طبقة العمال. فالحد الأدنى من الأجور، أو من المسكن، أو طريقة التعامل، لا يتوافق مع كوننا نعيش زمن الإنسان. من حق العامل أن يعمل نوع العمل الذي يريد، بالمكان الذي يريد، والزمن الذي يريد، والأجر الذي يريد، أي لا يجبر (لا يجبر بالقوة، ولا أقصد أنه يختار؛ فيجب تحقيق خياره) على أي من ذلك. وبهذا المعنى، لا يصبح هناك مبرر للتساؤل عن إشكالية هروب العمال، من رجال أو نساء، إذ لا معنى للهروب من العمل إلا القسر والإجبار على العمل، والذي يدخل في سياق مفهوم الاسترقاق. أما في سياق التراضي الحر، فالعامل - في ضوء نوع العمل وزمانه ومكانه وأجره - بالخيار.
    ولعل التمييز الجنسي هو الأشد استشراء في مجتمعاتنا التقليدية التي تحدد مواقع وحقوق الإنسان على أساس من جنسه، ذكراً كان أم أنثى. وبما أن الثقافة العربية ثقافة فحولية، تتحيز للذكورة ضد الأنوثة؛ فإن التمييز ضد الأنثى يظهر في معظم صور التراتبية الاجتماعية، بحيث تصبح المرأة - دائماً - في المنزلة الدون، لا لشيء، إلا لأنها أنثى.
    والتمييز الجنسي من أخطر أنواع التمييز، إذ لا يقتصر ضرره على شريحة دون أخرى، وإنما يطال المجتمع كله، عندما يشطره إلى شطرين متمايزين: الذكر يتمتع بأقصى ما تسمح به القوانين المكتوبة، بينما الأنثى تبقى أسيرة قوانين منظورة وغير منظورة، يؤسس لها التمييز الجنسي الضارب في أعماق الوعي، بفعل ثقافة الفحول العنصرية، التي تشكل وعي المرأة بنفسها؛ كما تشكل وعي الرجل بالرجل وبالجنس الآخر: المرأة.
    هذا التمييز بحكم امتداده الأفقي الكاسح، يؤسس للتمييز وللتعنصر، من حيث هو تمييز وعنصرية، أياً كان نوعه، ومهما تعددت ميادينه. إن الذي ينشأ في محيط يؤمن بالتمييز ضد الأنثى، يسري في وعيه أن الإنسان خاضع للتراتبية التي تطال قيمته الإنسانية. ومن ثم، لا يتحسس من مظاهر التراتبية الأخرى التي تظهر في الديني أو الطبقي أو العشائري أو المناطقي... إلخ، إذ أصبح التراتب ذاته مبرراً من قبل في محيط الأسرة الواحدة.
    وإذا كان الوعي بالانتماء الوطني وعياً إيجابياً من حيث المبدأ، فإن تحويله إلى تمييز ضد الإنسان اللامواطن، وتعنصر يطال قيم المشترك الإنساني، ينقله من دوره الإيجابي في البناء والضبط الاجتماعي، إلى نفي لإنسانية الآخر/ اللامواطن. وهذا يقود - على المدى البعيد - إلى كارثة قيمية، يكون فيها الإنسان / المواطن أول الخاسرين.
    العنصرية الإقليمية والمناطقية، ليست إلا فرعاً للتعنصر الوطني؛ عندما لا يكون التفافاً حول الإنسان / المواطنين، وإنما يوظف كأداة لنفي الآخرين / غير المواطنين. إن آلية التشرذم واحدة، فكما أن النفي قد يحدث داخل الدائرة الكبرى، فإنه يحدث في الدوائر الأصغر؛ متى لم يرافق التأسيس للدوائر الأولى نوع من الوعي الأولي بالإنسان كقيمة أولى، لا تنهض منظومة القيم - ومنها المواطنة - إلا عليها وبها.
    وتبقى - في الأخير - الإشكالية العشائرية هي الإشكالية العنصرية الأولى؛ بوصفها عنصرية قدرية؛ تقوم على رابطة الدم / النسب؛ حسب سياق الدعوى، دعوى القبيلة !. التمييز الديني والمذهبي والطبقي والمناطقي تمييز ثقافي أو شبه ثقافي، بحيث يكون قابلا للتحول والانزياح، بينما التمييز القبلي تمييز يقوم على دعوى امتياز بيولوجي قدري، يدعي التمايز في التكوين ذاته. أي أن الرابطة عنصرية من حيث وجودها الابتدائي أو دعوى وجودها.
    ومع أن الدراسات العلمية الأنثروبولوجية قد فضحت دعوى النقاء العرقي، وأكدت أنه وهم عشائري لا أكثر، مع أن ابن خلدون في القديم قد أكد أن النسب العشائري وهم، وأن المهم ليس حظه من الحقيقة، وإنما الوظيفة التي يؤديها آنذاك، إلا أن العشائرية العروبية، لا تزال خارج العلم القديم والحديث، وخارج العصر ومنطقه؛ في بقائها على تصورات التمايز القبلي.
    المجتمع المدني الحديث، بمؤسساته المتأنسنة، يقوم بأضعاف المهام التي كانت القبيلة تؤديها في التاريخ. ووظيفة القبيلة في التاريخ، كان مبرر وجودها، وليست حقيقتها التي لاحظ ابن خلدون، أنها مجرد دعوى، لا تستند على حقائق واقعية، وإنما حقيقتها - وليست حقيقة هنا - في وظيفتها؛ لا غير. وبانتهاء الوظيفة الإيجابية التي كانت لها في القديم؛ يبقى التشبث بها، مجرد تشبث بالنفس العنصري القائم على دعوى التمايز، ومن ثم، التمييز. وهذا ما تؤكده سياقات الراهن المحلي والعربي.
    كل هذه التوجهات العنصرية، توجهات لا إنسانية، تؤدي إلى ضمور الإنساني في أمة لا تزال تتلمس طريقها في التأنسن؛ لتخرج من أدغال التوحش والهمجية التي تحاصرها. ومع الأسى لكل هذه التمظهرات العنصرية التي تنبئ عن ثقافة عنصرية؛ فإنها على قتامتها وبؤسها، أهون من أن تقوم الثقافة بمحاولة شرعنتها؛ عبر إدماجها في سياق الخطاب الشرعي؛ لأنها بهذه الصورة تصبح جريمة تطال الإسلام، وتطالنا باسم الإسلام. وهذا عبث بنا وبالدين، لا يمكن قبوله بحال.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    المشاركات
    1,981
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك أخوي ابو فوزان على النقل وما قصرت


    ودمتم سالمين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    وسيع صدر
    المشاركات
    1,391
    Thumbs Up/Down
    Received: 0/0
    Given: 0/0
    مشكور اخوي ابو فوزان على النقله وعلى الاطراء

    احس ان فيه بعد تكمله صح والا انا غلطان

    قلي ليش حسيت ان فيها تكمله

    <=========== اخس يا الفراسه

    لي انك ما ختمت القصيده قصدي الموضوع

    وتقبل فائق الاحترام والتقدير لشخصكم الكريم ابو فوزان

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مقال اعجبني
    بواسطة مأمور نقل في المنتدى ســاحة منسوبي البريــد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-03-2016, 07:26 PM
  2. المكافآت تنهال على لاعبي هجر والفتح قبل لقاء الديربي اليوم
    بواسطة ابو حسن في المنتدى ساحة البريد العامة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-09-2007, 06:34 AM
  3. لقاء الساعتين
    بواسطة طيمشه ونيمشه في المنتدى ساحة البريد العامة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-30-2007, 02:46 PM
  4. حريم امس ونساء اليوم يوم كان لنا اما اليوم علينا الله يعين
    بواسطة يحي الحذيفي في المنتدى ساحة البريد العامة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-09-2006, 05:14 PM
  5. مقال في جريدة الرياض اليوم l
    بواسطة بريد الشفا في المنتدى ساحة البريد العامة
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 11-06-2005, 03:32 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
تعرف علينا
الساحة البريدية منتدى لمنسوبي البريد
للتعارف فيما بينهم ، وتبادل الآراء والأفكار
وطرح المشكلات وإيجاد الحلول لها
إن ما يطرح في الساحة البريدية هو تحت مسئولية العضو نفسه ،
والساحة البريدية تخلي مسئوليتها تماما من أي نشر أو طرح غير مسئول ،
ومع ذلك نحن نبذل قصارى جهدنا للسيطرة والتحكم بكل ما يطرح حسب استطاعتنا ،
ونرحب بأي تواصل عبر البريد الالكتروني لإدارة الساحة
arapost@hotmail.com
تابعنا
للتواصل معنا
arapost@hotmail.com