تبرز الحاجة الى التدريب عند ادخال خدمات أو أساليب عمل جديدة ، ولتأهيل مؤظفين للعمل على الاساليب الحالية ، ولقد كان للبريد مسيرة حافلة من التجارب التدريبية والتي كانت في أغلبها قاصرة عن أداء الدور المراد منها ابتداء بمعاهد البريد التي خرجت النسبة العظمى من موظفي البريد وانتهاء بالحلقات التطبيقية والتي دخلت الى البريد مؤخرا .
الملاحظ أن التدريب لم يكن يفيد كثيرا في مجال العمل فلم يكن الشيء الذي يدرس في الفصول التدريبية هو الذي يعمل به في الميدان ، لذلك كان لابد لخريج معهد البريد من التأهيل مره أخرى بعد نزوله الى ميدان العمل لكون المعمول به مغاير تماما لما تعلمه خلال دراسته البريدية ، وينطبق الحال على الدورات البريدية والتي لم تكن سوى فصول مختزلة من بعض المواد التي تدرس في المعاهد البريدية يتم تدريسها للمتدربين والذين يكون أغلبهم قد درسها في معهد البريد أو هو قد تفوق عليها بممارسته للعمل الميداني فترة طويلة من الزمن .
لم تكن دورات البريد تؤخذ للاستفادة منها في العمل بل كانت توخذ لكسب نقاط للترقيه وكذلك لكسر روتين العمل المتكرر ، لذلك كان حضور الدورة غير مهم بالنسبة للمتدرب بقدر أهمية النقاط التي يجنيها من ورائها .
في الاونة الأخيرة تم تحديث دورات البريد وتغيير بعض مسمياتها وتقليص بعض مددها ولكنها بقيت على حالها من حيث الفائدة التي تجنى من ورائها وكذلك من حيث محتوى الحقيبة التدريبية والتي تم اعدادها من قبل المدربين في المراكز التدريبية والذين مع احترامي الشديد لهم غير مؤهلين لاعداد مثل هذه الحقائب ، فهناك جوانب كثيرة في اعداد الحقائب التدريبية ليس لهؤلاء المدربين أي المام بها ، فالحقائب يجب أن تعد من قبل أناس متخصصين في مثل هذه الأمور لهم الدراية الكافية في الكيفية التي تصاغ بها قواعد واجراءات العمل بطريقة سلسلة وأفكار متسلسلة وبلغة يسيرة ومفهومة .
وماقيل عن الحقائب التدريبية ينطبق تماما على الحلقات التطبيقية والتي كان يراد منها تقديم التدريب في موقع العمل بما يضمن ايصال المعلومة الى المتدرب في موقعه بأقل تكلفة وأقصر مدة ، ولكن الذي حصل أن المدة كانت قصيرة بالفعل ولكن المنهج التدريبي كان كبير جدا اذا ماقورن بمدة الحلقة الامر الذي يدل على اعداد هذه الحلقات بطريقة لم تكن مخططة باحكام بل هي أقرب للعشوائية منها الى العمل المتقن المنظم ، ثم ان المدرب الذي يأتي لتنفيذ الحلقة التطبيقية غير مستعد اساسا لها ولم يحضر لها التحضير الجيد ويبرز ذلك في كثير من جوانب قصور الاداء والتي من ابسطها كثرة الاخطاء التي يقع بها خصوصا عندما يقرأ من المنهج المعد والذي يكون في الغالب على قرص كمبيوتر ، وبالتالي كانت هذه الحلقات التطبيقية عبئا ماليا على البريد دون أن يكون له مقابل .
الان وقد تغيرت العديد من أساليب العمل الى الأحسن باذن الله وبقية الاساليب في طريقها للتغيير والتطوير الامر الذي يبرز حاجة جديدة للتدريب ومع دخول الات جديدة اتمنى أن لايسند اعداد البرامج التدريبية الى المدربين في المراكز التدريبية وأن لاتتكرر أخطاء الماضي ، وكذلك اتمنى أن تسند مهمة التدريب الى جهة مؤهلة فعليا لأداء هذه المهمة والتي تنعكس بدورها على اكساب الموظف البريدي المهارات اللازمة لأداء مهامه على أكمل وجه ..
دمتم بكل الود ..... محبكم .. نكبه