بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

أما بعد ... أحبتي في الله ....

بلغنا منتصف الطريق ، وهنا ينبغي علينا أن نقف وقفة محاسبة سريعة، نستدرك الفائت، ونعيد شحن طاقتنا الإيمانية ، نرتب أوراقنا من جديد، نتلمس قلوبنا، نتحسس معاني الإيمان الجديدة فيها ، إن الرب شكور فلابد من اثر للطاعة علينا .. فأين هو ؟؟؟

أجيبوني دون خداع ... ما الذي تغير فيكم ؟؟ ما الذي تحسستموه على مدى الأيام الماضية ؟؟

فتعال نجدد الإيمان :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " جددوا إيمانكم "
قيل : يا رسول الله وكيف نجدد إيماننا ؟ قال : " أكثروا من قول لا إله إلا الله " [ قال الهيثمي في المجمع : رواه أحمد وإسناده جيد وفيه سمير بن نهار وثقه ابن حبان ، وقال في كشف الخفاء : رواه أحمد والحاكم والنسائي والطبراني بسند حسن ]


(1) فالوصية : أن نكثر من التهليل بنية تجديد الإيمان .

فمن سيلبي النداء ليعتق من النيران ؟

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلا وهو في مسير له يقول: الله أكبر الله أكبر
فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم "على الفطرة"

فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله .فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خرج من النار "
[ رواه ابن خزيمة في صحيحه ]

(2) تأمل أعمال الإيمان التي لم تصنع إلى الآن ، ورتبها على الأيام القادمة

مثلا :

هل عدت مريضا ؟؟ هل شيعت جنازة ؟ هل أطعمت مسكينا ؟؟ هل جمعتها كلها مع الصيام لتدخل الجنة بهذه الأعمال الأربعة؟

هل تصدقت بصدقة سر ؟ أو بصدقة جارية ؟

هل قضيت حاجة من حوائج المسلمين ؟ هل أدخلت سرور على مسلم ؟ هل بررت بوالديك بشيء أثلج صدورهما ؟ هل وصلت رحمًا ولو بمكالمة طيبة ؟

هل ضعفت أجرك بدعوة أحد الناس ؟؟ هل أعنت أحدًا على طاعة ؟ هل كنت حريصًا على هداية الناس ولو بالدعاء والإستغفار للمؤمنين والمؤمنات ؟ أم أنت مشغول بالأوراد الخاصة بك فقط؟!

هل أعتكفت يومًا في سبيل الله ؟ أو حتى إعتكاف جزئي ؟؟

هل حرصت على جميع الأعمال التي تعادل الحج والعمة والتي ذكرناها في المحاضرات ؟؟


أنظر ماذا لم تعمل وأجتهد في فعل كل ما فاتك حتى تدخل على الله من جميع الأبواب المتاحة لك للخير ، حتى لا يفوتك أعظم الأجر في أعظم أيام الدنيا .

جاهد هواك في ذلك ، ولا تقف عند عمل واحد ، بل العمل مع المجاهدة للنفس أحرى للقبول .

هيا من ينافس؟؟

للمجتهدين فقط:

قيل لنافع : ما كان يصنع ابن عمر في منزله ؟؟ قال : لا تطيقونه !! الوضوء لكل صلاة ، والمصحف فيما بينهما .

وكان عامر بن عبد قيس لا يزال يصلي من طلوع الشمس إلى العصر ، فينصرف وقد انتفخت ساقاه ، فيقول : يا أمارة بالسوء إنما خلقت للعبادة .

فمن يصنع صنيعه لا سيما أن الأيام خير من الليالي ؟

من سيقول : لأرين الله أنه لا أحب منه في قلبي ؟ لأبذلن نفسي له ، لأتعبن جسدي له .

اللهم قد بلغت اللهم فأشهد

يا ليتنا كنا مع الحجيج فنفوز فوزًا عظيمًا ، وقد حرمنا بذنوبنا الحج هذا العام ، وليتنا نكون عندك معذورين ،

فاللهم لا تجمع علينا حرمان الأجساد والقلوب ، فلا تحرمنا الأجر .

كتبه: الشيخ هاني حلمي
موقع منهج الإسلامي