هل مجتمعنا الإداري يعاني من أزمة إخلاص كانت السبب في تأخر التطور الإداري لسنوات طويلة؟
ـ لا يوجد مجتمع مثالي على الأرض، ومع أن ديننا الإسلامي الحنيف يحثنا على الإخلاص في النية والعمل، إلا أنه من غير المتوقع أن يتمتع الجميع بدرجة واحدة من الإخلاص، وفي مجال العمل الإداري نحتاج بداية إلى أن يكون المسئولون قدوة للآخرين في إخلاصهم وولائهم للعمل. ووجود ثقافة تنظيمية يكون أحد أهم مكوناتها مكافأة المخلصين الجادين في العمل ومساءلة المقصرين المتهاونين ومحاسبتهم ومعاقبتهم وفقا لأنظمة ولوائح واضحة ومعلنه للجميع ويتم تطبيقها على الجميع من دون استثناء، والإخلاص على مستوى المجتمع وعلى مستوى العمل الإداري قيمة عليا يسعى لتحقيقها والعمل دائما وفقا لها القلة من أصحاب الضمائر الحية. بيد أن منظمات الأعمال العامة والخاصة يجب عليها ألا تكتفي بذلك وان تؤصل هذه القيمة وتعمل على انتشارها وسط موظفيها، من خلال سن وتطبيق الأنظمة واللوائح التي تحدد الواجبات والمسؤوليات للجميع، وتتخذ القرارات المتعلقة بالثواب والعقاب وفقا لذلك.
وأعتقد أنه آن الأوان للمساءلة، سواء كان الشخص مدير أو موظفا عاديا، ومطالبة كل مسئول بعد تعيينه، وبعد التعرف على عمله بفترة، ببرنامج عمل ومن ثم محاسبته على ذلك،