دبي، الإمارات العربية المتحدة (cnn) --
إتسم تناول الصحف العربية لأزمة الرسوم المسيئة للرسول، بالاتزان والموضوعية.
فقد امتنعت معظم الصحف - باستثناء حالات محدودة - عن نشر الرسوم احتراما للتعاليم الإسلامية التي تحظر نشر صور النبي.
وحرصت الصحف في تغطيتها على عرض ردود الأفعال لكافة أطراف الأزمة، سواء في الشارع الإسلامي، وفي أوساط الحكومات الأوروبية والمنظمات الدولية.
ونشرت صحيفة "الحياة" اللندنية الأربعاء، في تناولها لقضية الرسوم، تقارير عن أعداد القتلى من جراء التظاهرات، إلى جانب دعوة الاتحاد الأوروبي إلى "التهدئة والاحترام"، واتهام إيطاليا وألمانيا لسوريا بتنظيم المظاهرات.
وفي صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية الأربعاء، جاء عنوان الموضوع الرئيسي عن الأزمة أن "الدنمارك تدعو إلى التهدئة ومتظاهرون إيرانيون يقتحمون مقر سفارتها."
وقالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إن رئيس الدولة، خليفة بن زايد آل نهيان، أكد أن العالم بحاجة إلى التخاطب وفتح الحوار مع جهات إسلامية كبرى، كمنظمة المؤتمر الإسلامي، التي تقع على عاتقها مسؤولية تفعيل حوار الحضارات، والتأكيد على سماحة الإسلام ووسطيته واعتداله.
ونقلت صحيفة "الإمارات اليوم" الأربعاء قرار وزير التربية والتعليم الإماراتي، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، فصل مُدرسه أجنبية عرضت صورا لرسوم الصحيفة الدنماركية المسيئة للنبي على الطالبات داخل الفصل الدراسي.
وقال وزير التربية والتعليم إن " ما قامت به مُدرسة اللغة الإنجليزية في جامعة زايد لا ينطبق من قريب أو بعيد على أي من مفاهيم الحرية."
ونشرت صحيفة "الأهرام" المصرية تقريرا عن تطورات الأزمة على الساحة المصرية جاء فيه "نظم طلبة الجامعات المصرية، وفي المحافظات،, مسيرات للتنديد ورفض المساس بالمقدسات الدينية., وأصدر مجلس جامعة القاهرة بيانا ندد فيه بنشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم في الصحف الدنماركية.
كما نظمت حركة "كفاية" الثلاثاء مظاهرة أمام مبني السفارة الدنماركية في القاهرة، ورددوا هتافات ضد الدنمارك وصحافتها التي أساءت إلى الرسول.
وأبلغت مصر حكومة الدنمارك رسميا بعدم تأييدها لمرشحها لعضوية لجنة الأمم المتحدة لمكافحة التمييز العنصري، وذلك خلال اجتماع مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية مع سفير الدنمارك في القاهرة، الذي تم استدعاؤه.
وفي بورسعيد، أعلن المستوردون توقفهم تماما عن الاستيراد من الدول التي شاركت في حملة الإساءة إلي الرسول."
ونشرت صحيفة "الرأي" الأردنية ثلاثة تقارير عن الأزمة، وهي: تواصل الاحتجاجات الإسلامية الغاضبة على الإساءات الصحفية للنبي الكريم، وأوروبا تدعو للحوار وموسكو تتفهم الغضب الإسلامي وتحذر من مواجهة دينية، وتوقيف 416 متهما بإثارة الشغب في بيروت نصفهم غير لبنانيين.
وذكرت صحيفة "الأيام" البحرينية أن الرئيس الأمريكي جورج بوش* يتضامن مع الدنمارك، وفرنسا تعتذر عن نشر الرسوم المسيئة للرسول، مشيرة إلى استمرار الغضب الإسلامي* وسقوط أربعة قتلى في* أفغانستان.
وقالت صحيفة "تشرين" السورية إن الدنمارك تواجه خسائر اقتصادية وتشكو عدم التضامن الأوروبي، فيما استمرت تظاهرات الغضب الإسلامي، وقرر المحامون السوريون تعليق مرافعاتهم الخميس احتجاجاً.
وأكدت صحيفة "الوطن" الكويتية أن غالبية قوانين معظم الدول الأوروبية، بدءا بالدنمارك، حيث نشرت الرسوم الكاريكاتورية عن النبي محمد، تتضمن بنودا أو أحكاما تحظر الإساءة إلى الأديان غير أنها نادرا ما تطبق.
ولا تستخدم تلك القوانين عبارة "التجديف" التي تشير إلى الإساءة لما هو مقدس أو ديني إلا في قوانين عدد قليل من البلدان، فيما تتحدث قوانين معظم الدول عن "الإساءة إلى الدين" و"التحريض على الحقد الديني."
وفي اليمن، قالت وكالة الأنباء اليمنية الثلاثاء إن النيابة العامة أمرت الاثنين بالقبض على ناشر ورئيس تحرير صحيفة الحرية عبد الكريم صبره "لتقديمه للمحاكمة بسبب إقدام صحيفته على اعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول، والتي نشرتها احدى الصحف الدنماركية".
ومن جانبه، قام مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين بتجميد عضوية صبره "لتعمده الخروج عن ضوابط أخلاقيات المهنة"، بنشر صور الرسول.
وفي مقالها الافتتاحي الأربعاء، دعت صحيفة "الرياض" السعودية إلى الحوار مع الغرب، وقالت إن "التصعيد الراهن بين المسلمين والغرب لا يخدم الطرفين."
وتابعت الصحيفة "الحوار أمر ضروري باسم قداسة الأديان، أو حوار الحضارات، أو التقاء المصالح والاعتراف بحريات شعوب العالم كلها، لكن أن يكون الحوار مجرد شكل ما يعالج قضية آنية، ولا يرتقي إلى تحديد أسباب الصراع المتنامي بجميع سماته وأشكاله، فإن ذلك لا يرتفع لسقف المعالجات الصحيحة."
يُذكر أن Cnn تمتنع عن نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد احتراما لمشاعر المسلمين.