مشاريع مؤسسة البريد زادت من فرص التوظيف للشباب والفتيات
خطت مؤسسة البريد السعودي خطوات كبيرة نحو تطبيق استراتيجيتها الرامية إلى جعل الخدمة البريدية متاحة ومتوفرة للجميع، ووفق عناوين واضحة المعالم تسهل من الاستدلال على مقر إقامة العميل. هذا إلى جانب أن المؤسسة مضت قدما في تنفيذ مشروع العنونة البريدية ومشروع تركيب صناديق (واصل) بالرغم من بعض السلبيات التي اعترضت عملية التركيب، وما تعرضت له بعض الصناديق من عبث، حيث تم إنجاز مشاريع وبرامج تطويرية كثيرة في المؤسسة وبزمن قياسي لم يتجاوز عامه الثالث، في وقت ظلت مشاريع أقل من حجم مشاريع البريد تئن تحت وطأته البيروقراطية والتأخير في الإنجاز. وللوقوف عن قرب على مشاريع مؤسسة البريد السعودي، وما تم إنجازه خلال العامين الماضيين، كان لنا هذا الحوار مع رئيس المؤسسة الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن.
*** تحدثتم في بداية عملكم في المؤسسة عن استراتيجية جديدة للعمل البريدية في المملكة. ما هي؟
ـ قمنا بوضع خطة استراتيجية للعمل تتكون من ثلاث مراحل: الأولى: هي تهيئة بنية تحتية بريدية، لأنه لم تكن هناك بنية تحتية للبريد، فلا يوجد أسطول نقل بريد بين المكاتب البريدية، ولا يملك البريد شبكة بريدية للتوزيع، لأن البريد يقدم خدمة شمولية بخلاف الشركات القائمة حاليا والتي لا تعمل إلا في المدن الرئيسية في الغالب، بينما في مؤسسة البريد السعودي لابد أن نوصل البريد إلى جميع مناطق المملكة. والمرحلة الثانية من الاستراتيجية هي: مرحلة التخصيص وتقديم الخدمات عبر القطاع الخاص بصورة تجارية، والمرحلة الثالثة: هي تخصيص كافة الخدمات التي يملكها القطاع العام لتكون مربحة ومنافسة، وتحرير سوق الخدمات البريدية مستقبلا.
*** دائما ما تتحدثون عن مشروع العنوان البريدي. فما هو مشروع العنوان؟
ـ «العنونة البريدية» مشروع عملاق يهدف إلى تنفيذ مسح ميداني واسع وشامل للتأكد من صحة العنوان البريدي الجديد وبيانات المواقع، ومن ثم تركيب الصندوق البريدي الجديد وترقيم الموقع وتحديث قواعد بيانات المؤسسة، تمهيدا لتفعيل الاشتراكات في هذه الخدمة الجديدة «واصل»،إضافة إلى أن هذا المشروع يهدف إلى تأسيس بنية تحتية للرموز البريدية القابلة للاستخدام محليا وعالميا والتي يمكن معها تقديم خدمات بريدية متقدمة.
*** وهل الاعتماد على الأرقام في العناوين يلغي أسماء الشوارع والأحياء؟
ـ لا طبعا فالعنوان الجديد لا يلغي اسم الشارع ولا الحي ولا المدينة، لأن اسم الحي والشارع والمدينة يكتب مع الأرقام في العنوان الجيد، وقد اعتمدنا على الأرقام لأن الاستمرار بكتابة بقية العنوان بطريقة الاسم قد تختلف من شخص إلى آخر، فكتابة اسم محمد باللغة الإنجليزية على سبيل المثال يكتب بعدة طرق، ومكائن الفرز الآلي التي سنعتمد عليها في الإسراع في وصول البريد، تعتمد على قراءة الرقم لتلافي الخطأ أو تأخير وصول الرسالة. والأرقام هذه وضعت حتى يتم قراءتها آليا عبر مكائن مخصصة لقراءة العناوين آليا بهدف سرعة وصولها.
**** بدأتم قبل فترة في حملة إعلامية للاشتراك في صناديق (واصل) في المنازل والمنشآت التجارية.. كيف وجدتم الإقبال على الاشتراك؟
ـ الحمد لله أن الحملة الإعلامية آتت ثمارها، وحققت أهدافها، وقد وجدنا الإقبال على الاشتراك في الخدمة كبير جدا وفاق التوقعات. والحملة تهدف إلى الاستفادة من مجانية الاشتراك في صندوق (واصل) وتملك الصندوق مدى الحياة. ومن خلال هذا الاشتراك يمكن للعميل استلام البريد العادي في موقع العميل (منزل أو عمل) مثل: الرسائل العادية، والفواتير، وكشوفات البنوك ماعدا بطاقات الائتمان والمواد المسجلة منهم، ويمكن الاستفادة من هذه الخدمة مجانا، من خلال تعبئة النموذج إلكترونياً عبر موقع المؤسسة وإرفاق المستندات أو من خلال الاتصال على الهاتف المجاني أو عبر مكاتب البريد المنتشرة.
*** وهل خدمة (وصل) مقتصرة على هذه الخدمات؟
ـ لا طبعا، خدمة (واصل) لها عدة باقات تمكن العميل من اختيار ما يناسبه، ومن هذه الباقات أو الخدمات هناك (واصل) المميز، وهذه الباقة تتيح مميزات وخدمات اختيارية بالإضافة إلى باقة واصل المذكورة أعلاه منها:
صادر واصل، التسليم بختم الكتروني، الحفظ الموقت حتى ثلاثة أشهر إذا كان العميل مسافرا، والتحويل الموقت كأن ينتقل العميل إلى مكان آخر موقتا ويرغب في وصول بريده إلى مقره الحالي، والتحويل من الصندوق العادي الموجود في مكاتب البريد إلى عنوانه الحالي، بالإضافة إلى إمكانية الإطلاع على ما يحتويه صندوقه عبر البريد الإلكتروني.
**** وماذا عن الصناديق التي تعرضت للتخريب من قبل بعض المراهقين؟
ـ هذه سيتم إصلاحها، وأي عميل تعرض صندوقه للتخريب ويرغب الاشتراك في صندوق (واصل)، فإن المؤسسة تقوم بإصلاح أو استبدال صندوقه، لكن عليه بعد ذلك أن يحافظ عليه كحال بقية الخدمات المقدمة من الجهات الحكومية الأخرى مثل عداد المياه، وعداد الكهرباء وغيرهما.
**** مجلس الشورى وبعض العملاء طرح موضوع ارتفاع الأسعار التي أقرتها المؤسسة على صناديق المشتركين وأنها وضعت دون الرجوع للجهات العليا. ما تعليقكم على ذلك؟
ـ قامت مؤسسة البريد بتنظيم الاشتراك في الصناديق، ولم تعدل الأسعار، فالاشتراك الفردي بقي كما هو عليه بـ (100) ريال في السنة، ووضعنا خدمة جديدة هي الاشتراك العائلي أو (الصندوق العائلي) أو الجماعي، وهذا تم وضعه بعد دراسة لوضع كثير من صناديق البريد والمشاكل التي كانت تعترضها، حيث إن كثير من المشتركين يشتكي من وصول رسائل ليست له، أو يأتي شخص آخر وضع نفس عنوانه على هذا المشتكي ويريد استلام الرسائل، فكانت هناك الكثير من المشاكل التي تواجه المشتركين، فقمنا بوضع خدمة الصندوق الجماعي، وإتاحة الفرصة لعشرة أشخاص في الاشتراك فيه بواقع 30 ريالا في السنة لكل شخص، وهذا مبلغ بسيط، والهدف منه إتاحة الفرصة لجميع أفراد العائلة في الاشتراك في الصندوق، وكذلك صندوق المؤسسات الفردية وهذا موجه لأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورسومه بـ (1000) ريال في السنة، وصندوق الشركات الكبيرة كالبنوك وشركات الكبيرة وهذا اشتراكه في السنة بـ 3 آلاف ريال، وقد وضعت المؤسسة أسعار الاشتراك للمؤسسات الصغيرة والشركات الكبيرة لأنها تضم أسماء كثيرة جدا من موظفيها ولذلك فإن معظم الجهد الذي يبذل في فرز الرسائل والطرود هو لهذه القطاعات، والسعر تمت دراسته بعناية. كما أن المؤسسة لم تسن نظاما لهذه الأسعار، وإنما نظمت الخدمة بهدف تطويرها ورفع مستوى جودتها، وأقر ذلك مجلس إدارة مؤسسة البريد.
**** للمؤسسة تجربة في الشراكة مع القطاع الخاص في النقل البريدي عبر تأسيس شركة (ناقل). حدثنا عن هذه التجربة؟
ـ النقل البريدي يعتبر العنصر الأساس في منظومة العمليات والخدمات البريدية، فهو يمثل العمود الفقري لأجهزة البريد في جميع أنحاء العالم. وتتلخص مهام النقل البريدي في نقل الأكياس والحاويات البريدية التي تحتوي على الرسائل، بدقة وأمان، بين مكاتب البريد المنتشرة في أنحاء المملكة وذلك لمعالجتها وتوزيعها في الأوقات المحددة. ولأهمية ذلك فقد قامت المؤسسة بدراسة وضع النقل البريدي بهدف زيادة كفاءته وجودة الخدمة المقدمة وكانت نتيجة الدراسة ضرورة إعادة هيكلة وحدة النقل البريدي في المؤسسة والدخول في شراكة مع القطاع الخاص عن طريق الدخول في شراكة مع إحدى الشركات العاملة في نفس المجال حيث إن ذلك من النشاطات التي أجاز تنظيم المؤسسة ممارستها، وقد تم حصر الشركات والمؤسسات العاملة في مجال النقل لتسهيل عملية تحديد المناسب منها للقيام بخدمة النقل البريدي بجودة عالية، وقد حددت المواصفات والإمكانيات المطلوب توفرها في مقدم الخدمة، وتم دراسة وتقييم هذه الشركات باستفاضة إلى أن تم اختيار الشركة المناسبة كشريك في تأسيس شركة ناقل.
*** هذه المشاريع لابد وأنها تحتاج إلى قوى عاملة مؤهلة، فكيف تعاملتم معها؟
ـ نحن عملنا في مؤسسة البريد السعودي على تأهيل الموظفين الموجودين عن طريق إعطائهم دورات تدريبية مكثفة، وتوجيههم للأماكن التي تناسب وضعهم، بحيث نضمن إنتاجية أكثر منهم، وفيما يتعلق ببعض الوظائف التي تحتاجها المؤسسة فقد تم الاستعانة بكوادر شابة مؤهلة لقيادة فرق العمل، بهدف الإسراع في تأسيس البنية التحتية للبريد في المملكة والانطلاق نحو تقديم خدمة متطورة وبمعايير عالمية تراعي مستوى الجودة في الخدمة.
*** إذاً مؤسسة البريد فتحت فرصا وظيفية للشباب السعودي؟
ـ هذا صحيح فالمؤسسة ولتحقيق أهدافها من هذه المشاريع فتحت فرص عمل كثيرة للشباب السعودي، وذلك في مجالات عديدة أهمها في القطاع التقني، وقطاع التوزيع البريدي. وهؤلاء الشباب تم تدريبهم وإعطاءهم دورات وبرامج تدريبية تتواكب ومستوى هذه المشاريع والخدمات. والمؤسسة ماضية في تدريب وتأهيل جميع منسوبيها في كافة أمور العمل.كما أن منسوبي المؤسسة يحصلون حاليا على عدد من الامتيازات الجيدة منها: 20 في المائة من الراتب تصرف شهريا، وتأمين صحي للموظف وعائلته، وصرف راتبين مع شهر رمضان في كل عام، وفي المستقبل إن شاء الله سوف يتم صرف بدل سكن للموظفين.
*** وهل كان للعنصر النسائي نصيب من هذه الفرص الوظيفية؟
ـ انطلاقا واستشعارا بأهمية العنصر النسائي في العمل البريدي ولتمكين المرأة السعودية من أخذ فرصتها في العمل بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية، فتحنا باب التوظيف للمرأة السعودية في مكان مستقل تماما. وبلغ عدد النساء السعوديات العاملات في هذا المجال، قرابة الـ 90 امرأة، يعملن على الرد على استفسارات الخدمة التي تقدمها مؤسسة البريد السعودي عن طريق الهاتف المجاني للمؤسسة عبر ورديات ثلاث، بواقع ثلاثين امرأة في الوردية الواحدة. وغالبية النساء العاملات في خدمة الرد على الاستفسارات من الجمعية ذاتها، وهن من الأرامل، وغالبيتهن أيضا من حفظة كتاب الله، ولم نجد منهن إلا كل خير، وتمت تجربتهن من قِبل الشركة المشغلة للخدمة، وأثبتن كفاءتهن للعمل في هذا التخصص. وهؤلاء النسوة يعملن في بيئة خالية من الاختلاط وذات خصوصية عالية.
**** هذه الجهود الكبيرة والمشاريع التطويرية لابد وأنها تتعرض لبعض النقد باعتبارها أشياء جديدة وغير مألوفة لدى البعض. كيف تتعاملون مع منتقديكم؟
ـ لاشك أن أي تطوير في الأساليب والإجراءات في أي منشأة سواء كانت في القطاع العام أو الخاص قد يصاحبه جوانب يراها البعض صعبة القبول ويصبح إثر ذلك النقد الهادف البناء واحداً من انعكاسات هذا التحول والحقيقة أننا نواجه الانتقادات بعرض الحقائق وبسطها للجميع، وفي نفس الوقت الذي نتعرض له للنقد فإننا وجدنا إشادة من كثير من الناس سواء كبار مسؤولي الدولة أو رجال الأعمال أو حتى الناس العاديين، ونحن لا ننزعج من أي نقد هادف، فجميع ما يطرح نضعه في عين الاعتبار لأننا في النهاية نوجّه خدماتنا إلى هذه الفئات ويهمنا رأيهم
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=211167
رد مع اقتباس
