القطيف - منير النمر:
قام أحد الآباء في محافظة القطيف بحلق رأس وحاجب ابنته ( 18عاما) بعد علمه بعدم تمكنها من تقديم امتحان جيد، وأفادت مقربات من الفتاة أن الأب اشتد غضبه بعد أن عرف أن ابنته لم تقم بتأدية امتحانها بالشكل المطلوب.
وعلمت "الرياض" أن الفتاة التي ضربت مساء أول من أمس الأربعاء طلبت من والدها إحراقها بدلا من حلق شعرها واحاجبيها، وبخاصة أنه جزء لا يتجزء من مظهرها، ووصفت مقربة من الفتاة ما حصل لصديقتها ب"المأساوي جدا"، وأضافت "حاولت اقناعها بالانتقال لمنزل عمها، بيد أنها ترفض"، مضيفة "اشتريت لها شعرا مستعارا لكنها تعاني من الخوف داخل أسرتها نتيجة ضربها من قبل والدها".
وتشير بعض الدراسات إلى أن حالات العنف الأسري آخذة في التزايد، إذ أكدت غير دراسة ارتفاع معدله في شكل ملحوظ، منها دراسة "العنف الأسري في المملكة العربية السعودية"، ورأى مختصون اجتماعيون أن حالات العنف لا يصل معظمها إلى الجهات المسؤولة التي تعتبر الحامي الوحيد من العنف الأسري، بيد أن بعض حالاته يتم حلها في شكل أسري عبر تدخل الأقارب.
وتجمع الدراسات المتعلقة بالعنف الأسري على أن عدم إبلاغ الجهات المسؤولة يكمن في حساسية الحادثة، إذ يعتبر خروجها منافيا للعادات والتقاليد الاجتماعية، وهو أمر يدرج ضمن "الفضيحة"، ما يسبب عدم الإبلاغ عن قضايا العنف الأسري.
وعلى رغم التستر على حالات العنف الأسري، إلا أن ناشطات سعوديات في مجال حقوق الإنسان يشجعن على البوح به كي يتم تسليط الضوء على هذه الظاهرة، وفي هذا الصدد قالت عضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين: "يجب أن نشجع على عدم السكوت على العنف الأسري"، مضيفة ل"الرياض" "هناك حالات عنف كثيرة، بيد أنها يتم التستر عليها"، ودعت المتضررين من العنف الأسري للتوجه للجهات المسؤولة والإبلاغ عن ما أصابهم، وبخاصة حين يكون الأذى كبيرا.
يشار إلى أن أشكال العنف الأسري تتفاوت، بيد أن أشدها يكمن في العنف المتسبب في تشوهات قد لا تزول مع تقادم الزمن، كالكي أو الكسور الناجمة عن الضرب المبرح، ما قد يساهم في التفكير الجدي في الانتحار.http://www.alriyadh.com/2008/02/08/article315777.html