السعودية.. فتيات يخطفن الرجال
29.06.2006
حسن المصطفى من القطيف: تراها تتربصك دون أن تشعر بها. فجأة تنتصب أمامك، أو تتسلل بهدوء إلى مقعد سيارتك. تأخذك الدهشة من تصرفها، ويساورك الشك في انتمائها إلى جنس "حواء".
في أحد شوارع القطيف العامة، شرق السعودية،
تطل عليك فتاة أنهكتها حرارة الشمس، تطلب منك المساعدة وإيصالها إلى دارها. ما أن تمد لها يد، حتى يمتد عليك لسانها السليط "إما أن تعطيني 1000 ريال، أو ألم عليك الناس، وأقول أنك تحاول اختطافي". تقذف هذه الكلمات في وجهك وكلها ثقة أنك ستكون المهزوم، وأنها الرابحة لا محالة.
فتاة في بدءِ ربيعها. عمرها لا يتجاوز الثالثة والعشرين عاما. بعباءتها السوداء، و"البوشية"، التي تسبلها ردفا واحدا شفافا على وجهها، وكأنها تريد أن "تشوقك ولا تذوقك". جسم بض أبانت بعض تفاصيله، وألقتها لمن حولها شِباك صيد.
فصبية في مثل عمرها، طُعمٌ لا يمكن كثير من الرجال مقاومته، حتى لو علا نهديها الصغيرين شيء من ملوحة، ملوحة الفقر والتسكع في القيظ.
جريئة في حديثها، وواثقة من نفسها وضعفِ فريستها. وقصص كُثر لعدد من الفرائس ممن كانت الطيبة، أو الغفلة، أو الفضول، وربما الرغبة، ما قادهم إلى شراكها.
أبو عبد الله، كان لتوه خارجا من أزمة صحية ألمت به، كاد معها أن يغمض جفنيه، لولا لطف ربك. بسيارته "الكابرس" البيضاء
كان سائرا في أحد شوارع القطيف، والشمس توسطت السماء. الرجل بشيمته المعهودة، لم يهن عليه أن يرى فتاة من بلده تقف في الشارع والعرق يتصبب من جسدها دون أن يوصلها. أوقف السيارة، أركبها، ليكون المرض مرضين. أوصلها إلى القرب من مبنى الشرطة. ساعتها باغتته، ورمته بنبالها: إما المال، أو الفضيحة. أبو عبد الله الذي تفاجأ، حاول مع الصبية بكل الوسائل، ترغيبا تارة، وأخرى بالترهيب. إلا أنها من كثرة مِراسها لم تكن لتلين، بل زادت من تهديدها، وعرفت كيف تستغل نقطة الضعف لديه كونه رجل متزوج. قالتها له وكلها ثقة "أنت رجل متزوج. واكفي نفسك المشاكل، وأعطني 1000 ريال،
واستر على نفسك. وإلا فالشرطة قريبة، وسألم عليك الناس، وأصرخ بأعلى صوتي".
أمام صلافة الفتاة وإصرارها، لم يجد أبو عبد الله بدا من التنازل والتفاوض معها بغية
تخفيض المبلغ المطلوب، وفي النهاية، دس في يدها بضعة مئات، رفضت أن تنزل من السيارة قبل أن تتأكد من حصولها عليها.
لم تكتفِ الفتاة بأخذ النقود، وما أن نزلت، إلا وأمطرت المسكين بوابل من الشتائم اللاذعة، وقذفت سيارته بأداة حادة كانت في الشارع، أدت لتهشم زجاجتها.
صاحبنا المسكين لم يكن هو المخدوع الأوحد، فهناك الكثير غيره. ناصر الذي كان أحدهم. ركن سيارته بالقرب من ماكنة للصرف الآلي، وترجل منها ليسحب مبلغا من المال، وما عاد إلا ليشاهد فتاة تجلس في المقعد الأمامي من السيارة. المشهد الذي أثار استغرابه، دفعه للسؤال منها عن سبب وجودها في الداخل، وأنها ربما ركبت عن طريق الخطأ، إلا أنها لم تجبه عن كل ذلك. قالت له بكل هدوء "أعطني النقود التي سحبتها من الصراف الآلي، أو سأصرخ وأجمع الناس عليك". الرجل الذي كان حديث عده بالزواج، انسحب بهدوء، واستسلم لقدره، وأعطاها ما طلبته من نقود، لتخرج من السيارة، وقد أسمعته مثل سابقه القبيح من شتائم.
هناك من كان أحسن حالا من الرجلين. ففي بعض الحالات، كانت تعرض على بعضهم مقايضتهم الجنس قِبال المال. هنالك من قبلَ، وقضم تفاحتها وإن كانت غير شهية، وهناك من رفض، ليدفع لها الـ"إتاوة"، وهو مذعنٌ صاغر.
المال، الجنس، الفضيحة، الشتائم اللاذعة، وبنت حواء التي ينظر لها المجتمع دائما على أنها المصدقة، والضعيفة، والمعتدى عليها. وضحايا يخافون من عارٍ سيلازمهم طوال الزمن، مفضلين دفع "الفلوس"، على خراب البيوت.
منقول....