حوار قصير..( قليل من الحوار يثمر ) .. درس الزهرة ..!
- - -
هذا مقطع من حوار طويل ، غير أنه مقطع غني بالفائدة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد..
= = =
قال : طبيعة الزهرة أن تعطي ولا تأخذ !
وصمت .. ولما طال صمته ، قلت له :
_ والمعنى ..؟!
فابتسم ابتسامة ملأت صفحة وجهه ، ثم قال :
المعنى الذي أريد إيصاله هو :
لماذا لا يكون الواحد منا كهذه الأزهار التي تزين وجه الدنيا ،
وتعطر أجواء الناس ، وتوزع شذاها للغادي والرائح ،
ولا تزال تتبسم لكل من يمر بها ، ثم هي بعد هذا كله ، لا تنتظر من أحد جزاء ولا شكورا ..!
وعاد إلى صمته .. وبقيت فاغراً فاي ، أتطلع لما سيفيض به .. فقال :
يُخيّل إليّ في كثير من الأحيان ، وأنا أتأمل زهرة يداعبها النسيم ،
وتتمايل هي معه ، منتشية بهمساته في أذنيها ،
يُخيّل إليّ أن هذه الزهرة تنظر إلى عالم الناس في رثاء !!
نظرة من يقف على قمة الهرم ، لمن يراهم في قاعدته ،
يتطلعون إليه حتى تكاد رقابهم تتكسر ،
وهو ينظر إليهم في إكبار وشموخ من جهة ، وفي رثاء وشفقة من جهة أخرى .!
أن الدروس التي تقدمها الزهرة لكل ذي عقل ، دروس كثيرة ،
ولكن اين الذين يتأملون ويتدبرون وينقبون عن مثل هذه الدروس ،
فينتفعون ، لينفعوا بعد ذلك الحياة والأحياء ..!
ولله در القائل :
كلّ ما في الكونِ من بحرٍ وبرْ ** لوحُ تعليمٍ لأربابِ النظرْ
قلت : بل لله درك أنت ..!
لقد وضعت قدمي اليوم ، على طريق مشرق مبهج ورائع ،
ولكن ترى هل أستطيع أن أقتنص مثل هذه الدروس مما أمر به في حياتي ..؟!
أرجو ذلك ..وأسأل الله العون والمدد ..المهم لقد انفتح لي الباب ،
وعليّ أن أكرر المحاولة ، ومن الله التوفيق والسداد ..