الجزيرة - عبدالله الحصان
نأسف لعدم توفر محروقات، هذه اللافتة استقبلت صحيفة الجزيرة في جولتها الميدانية لاستطلاع أزمة الوقود في محطات الرياض، قضية طفت على سطح الساحة دون مقدمات، وفي تزايد مستمر، حاولنا معرفة الأسباب وقمنا بالاتصال على إدارة التوزيع بأرامكو، ولكن لم يستجب أحد.
قمنا بسؤال العمالة المتواجدة بهذه المحطات، ولم تصلنا إجابة واضحة، وبعد ذلك قمنا بالتوجه لكبريات شركات المحروقات وبدأنا بالاستفسار عن أسباب هذه القضية التي تكاد تعم 20% من محطات الرياض، وجاءت الإجابة القاسية (لا يوجد بنزين). وقالوا نطالب عبر الجزيرة الجهات المسؤولة بسرعة النظر لمعاناتنا إزاء النقص الحاد في إمدادات الوقود الكافي للاستهلاك اليومي من شركة أرامكو.
وقال أحمد الدباسي مالك محطات الدباسي للمحروقات: إن عدداً كبيراً من محطات الوقود أغلقت أبوابها لعدم توفر البنزين والبعض الآخر قام بتغيير نشاطه، مضيفاً أن ما يقارب 20% من محطات البنزين في الرياض أغلقت أبوابها نتيجة نقص الوقود.
وأوضح الدباسي أن جميع الشركات الوطنية سعت كثيراً في اجتماعاتها مع أرامكو لاحتواء المشكلة ولكن الاجتماعات أصبحت وسيلة لامتصاص الغضب بدلاً من إيجاد الحلول.
من جانبه قال محمود مغربي مدير قطاع البترول في شركة الدريس للخدمات البترولية والنقليات: إن هناك معانات حقيقية يواجهها هذا القطاع الحيوي والذي يمس كافة شرائح المجتمع نظير النقص في كميات المحروقات المطلوبة ببعض مصافي أرامكو وعدم تزويد الناقلات باحتياجاتها اليومية على الرغم من تأكيد أرامكو بأن الشركات تحصل على الحصص المحددة لها في بداية العام.
وأبدى استغرابه عن مصير التعاقدات الجديدة مع الجهات والتي يكون أغلبها حكومية وعن توسع الشركة في إضافة محطات جديدة الأمر الذي تعطل معه العمل وترتب عليه خسائر مادية وتوقف الناقلات لساعات طويلة بالمصفاة والتي تصل إلى 12 ساعة يومياً وعدم تمكن الشركات من الوفاء بالتزاماتها التعاقدية مع الجهات الحكومية ومنها الجهات العسكرية والأمنية والتي تتطلب آلياتها ومعداتها وأجهزتها المحافظة على مستوى ثابت من المحروقات بخزاناتها وتأمين احتياجات المسافرين على الطرق وتأمين محطات المحروقات المتعاقدة معنا لنقل المحروقات والذي يترتب عليه غرامات تأخير وما إلى ذلك.
وأضاف أننا كشركات نقوم بالاتصال على أرامكو لرفع المعانات والضرر ولكننا نقابل بعدم الرد وهذا ما يدعونا للتوجه للإعلام لاطلاعه على الواقع الذي نعيشه.
من جانبه طالب وليد يوسف الدرويش مدير عام شركة وقود السعودية بضرورة وجود تعاون مشترك بين الشركات وأرامكو للحيلولة دون الوقوع في مثل هذه الأزمات، مضيفاً أن الأزمة لا تستدعي التأخير وإن استمر الوضع على هذا الحال فإن المركبات لن تجد محطات تزودها بالاحتياج خلال الخمسة أيام القادمة على أقصى تقدير.
وحول مبررات سبب النقص قال الدباسي: إن السبب الرئيس هو نظام الحجز الجديد والذي اتبعته أرامكو حيث تضطر الناقلة للانتظار لما يزيد عن 12 ساعة للتعبئة مرة واحدة مقارنة بالفترة الماضية والتي كانت المحطات تعبئ بمتوسط مرتين إلى 3 مرات يومياً لتلبية كافة الاحتياجات من الوقود، أما العامل الآخر وهو المهم هو تهريب المنتجات لخارج المملكة.
وتنعكس تأثيرات هذه القضية على إنتاجية المصانع واضطرار بعض مستأجري المحطات من شركات وأفراد إلى التراجع في عقود التأجير نتيجة للخسائر المتلاحقة وخسائر وحدات الخدمات الأخرى العاملة داخل المحطات المنقطعة عنها المحروقات مثل محلات غيار الزيوت والمغاسل والبناشر والبقالات وغيرها من الوحدات الأخرى وكذلك اضطرار بعض الشركات والأفراد لإغلاق بعض المحطات وفتح الفرصة لأصحاب المحطات الفردية لتأجير المحطات على بعض عمالها هروباً من الخسائر وبالتالي قد تفتح باب التستر والتلاعب في خلط المحروقات والغش من بعض ضعاف النفوس.
كما أن هذه الأزمة قد تؤدي لتوقف في خطط التطوير لدى الشركات الكبرى العاملة في خدمة السيارات وتوزيع المحروقات نتيجة الخسائر المتكررة، كما أن بعض هذه الشركات تعتبر مساهمة ومن الممكن أن يكون لهذا الإجراء رد فعل سلبي على أسهم الشركات.
المصدرهنا
هل فعلا اصحاب المحروقات
يقومون بتجفيف السوق من مشتقات البتروليه لرفع السعر والاستفاده من فارق السعر
واين الرقابه ولاتم اعطائهم الضو الاخضر لرفع السوق
انتظر تعلقاتكم