حكى عثمان بن سواد الطفاوى وكانت أمه من العابدات وكان يقال لها: راهبة
قال: لما احتضرت رفعت رأسها إلى السماء
وقالت: يا ذخرى ويا ذخيرتي ومن عليه اعتمادي في حياتي وبعد مماتي لا تخذلني عند الموت ولا توحشني في قبرى
قال: فماتت
فكنت آتيها كل جمعة وأدعو له اوأستغفر لها ولأهل القبور ، فرأيتها ليلة في منامي فقلت لها: يا أماه، كيف أنت؟
قالت: يا بنى، إن الموت لكرب شديد وأنا بحمد الله في برزخ محمود يفترش فيه الريحان ويتوسد فيه السندس والإستبرق إلى يوم النشور
فقلت: ألك حاجة؟
قالت: نعم، لا تدع ما كنت تصنع من زيارتنا فإني لأسر بمجيئك يوم الجمعة إذا أقبلت من أهلك فيقال لى: يا راهبة، هذا ابنك قد أقبل فأسر ويسر بذلك من حولي من الأموات
****************
وقال بشار بن غالب: رأيت رابعة في منامى وكنت كثير الدعاء لها
فقالت لى: يا بشار هداياك تأتينا على أطباق من نور مخمرة بمانديل الحرير
قلت: وكيف ذلك؟
قالت: هكذا دعاء الأحياء إذا دعوا للموتى واستجيب لهم جعل ذلك الدعاء على أطباق النور وخمر بمناديل الحرير ثم أتى به إلى الذي دعي له من الموتى
فقيل له: هذه هدية فلان إليك
****************
وعن أنس بن منصور قال: كان رجل يختلف إلى الجنائز فيشهد الصلاة عليها فإذا أمسى وقف على باب المقابر فقال:
آنس الله وحشتكم
ورحم غربتكم
وتجاوز عن سيئاتكم
وقبل حسناتكم ولا يزيد على هؤلاء الكلمات
قال ذلك الرجل: فأمسيت ذات ليلة ولم آت المقابر فأدعو كما كنت أدعو فبينا أنا نائم إذا أنا بخلق كثير قد جاؤوني فقلت: من أنتم؟ وما حاجتكم؟
قالوا: نحن أهل المقابر إنك كنت عودتنا منك هدية
فقلت: وما هي؟
قالوا: الدعوات التي كنت تدعوا بها
قلت: فإني أعود لذلك، فما تركتها بعد
****************
كانت امرأة متعبدة تقول : والله لقد سئمت الحياة حتى لو وجدت الموت يباع لاشتريته شوقاً إلى الله تعالى وحباً للقائه
فقيل لها: فعلى ثقة أنت من عملك؟
قالت: لا
ولكنى لحبى إياه وحسن ظني به أفتراه يعذبني وأنا أحبه؟؟؟
****************
اللهم ارحمنا وارحم والدينا وارحم موتانا وموتى المسلمين وادخلهم فسيح جناتك
اللهم آميين