ﺳﻘﻄﺖ ﻗﻄﺮة ﻋﺴﻞ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﺠﺎءت ﻧﻤﻠﺔ ﺻﻐﯿﺮة ﻓﺘﺬوﻗﺖ اﻟﻌﺴﻞ ﺛﻢ ﺣﺎوﻟﺖ اﻟﺬﻫﺎب ﻟﻜﻦ ﯾﺒﺪو أن ﻣﺬاق اﻟﻌﺴﻞ ﻗﺪ راق ﻟﻬﺎ ﻓﻌﺎدت وأﺧﺬت رﺷﻔﺔ أﺧﺮى ﺛﻢ أرادت اﻟﺬﻫﺎب ﻟﻜﻦ ﯾﻈﻬﺮ إﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﻤﺎ أﺧﺬﺗﻪ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ ﺑﻞ أﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﺎرﺗﺸﺎف اﻟﻌﺴﻞ ﻣﻦ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻓﺔ اﻟﻘﻄﺮة و ﻗﺮرت أن ﺗﺪﺧﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﺴﻞ ﻟﺘﺴﺘﻤﻊ ﺑﻪ أﻛﺜﺮ وأﻛﺜﺮ ودﺧﻠﺖ اﻟﻨﻤﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻄﺮة اﻟﻌﺴﻞ وأﺧﺬت ﺗﺴﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺨﺮوج ﻣﻨﻪ ﻟﻘﺪ ﻛﺒﻞ أﯾﺪﯾﻬﺎ وأرﺟﻠﻬﺎ واﻟﺘﺼﻘﺖ ﺑﺎﻷرض وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﯿﻊ اﻟﺤﺮﻛﺔ وﻇﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻫﺬا اﻟﺤﺎل إﻟﻰ أن ﻣﺎﺗﺖ
ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻗﻄﺮة اﻟﻌﺴﻞ ﻫﻲ ﺳﺒﺐ ﻫﻼﻛﻬﺎ وﻋﺪم اﻗﺘﻨﺎﻋﻬﺎ ﺑﻤﺎ ارﺗﺸﻔﺘﻪ ﻣﻨﻬﺎ (ﻛﺎن ﺳﺒﺐ ﻟﻨﻬﺎﯾﺘﻬﺎ اﻟﻤﺮﯾﺮة)
وﻟﻮ اﻛﺘﻔﺖ ﺑﺎﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ اﻟﻌﺴﻞ ﻟﻨﺠﺖ.
ﺑﻌﺪ أن رأﯾﺖ ﻫﺪﻩ اﻟﻘﺼﺔ أﺧﺬت أﺗﻔﻜﺮ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﻨﺎ
وﺣﺎل اﻟﺪﻧﯿﺎ ﻓﺎﻟﺪﻧﯿﺎ ﻫﻲ ﻗﻄﺮة ﻋﺴﻞ ﻛﺒﯿﺮة
وﻧﺤﻦ ﻧﺮﺗﺸﻒ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻤﻦ اﻛﺘﻔﻰ ﺑﺎﻟﻘﻠﯿﻞ ﻣﻦ ﻋﺴﻠﻬﺎ ﻧﺠﺎ وﻣﻦ ﻏﺮق ﻓﻲ ﺑﺤﺮ ﻋﺴﻠﻬﺎ ﻗﺪ ﺗﻬﻠﻜﻪ ﻓﺒﻌﺾ اﻟﺬﻧﻮب واﻟﻤﻌﺎﺻﻲ ﻗﺪ ﺗﺤﻠﻮ ﻟﺼﺎﺣﺒﻬﺎ وﺗﺸﺪﻩ ﻟﯿﻐﺮق ﻓﯿﻬﺎ
وﻣﺘﻌﺖ اﻟﺪﻧﯿﺎ وزﺧﺮﻓﻬﺎ ﻗﺪ ﯾﻐﺮي اﻟﻜﺜﯿﺮ ﻣﻦ اﻟﺒﺸﺮ ﻓﯿﻨﺼﺮﻓﻮن ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺎدات و ذﻛﺮ اﻟﻠﻪ و اﻟﺘﻘﺮب ﻣﻨﻪ ﻓﯿﻐﺮﻗﻮا ﻓﻲ زﺧﺮف اﻟﺪﻧﯿﺎ وزﯾﻨﺘﻬﺎ
ﻓﯿﺨﺮﺟﻮا ﻣﻦ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺑﻼ زاد
ﻓﯿﺘﺤﻮل ﻣﺬاق اﻟﻌﺴﻞ إﻟﻰ ﻣﺮارة داﺋﻤﺔ
وﯾﺘﻤﻨﻰ اﻹﻧﺴﺎن اﻧﻪ اﻛﺘﻔﻰ ﻣﻦ ﻋﺴﻞ اﻟﺪﻧﯿﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﯿﻞ وﻟﻢ ﯾﻐﺮق ﻓﯿﻬﺎ
وﻗﺪ ﺣﺬرﻧﺎ ﻧﺒﯿﻨﺎ اﻟﻜﺮﯾﻢ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﯿﻪ وﺳﻠﻢ ﻣﻦ اﻻﻧﻐﻤﺎس ﻓﻲ ﻣﻠﺬات اﻟﺪﻧﯿﺎ وﺣﺬرﻧﺎ اﻟﻠﻪ ﻧﻔﺴﻪ ﺟﻞ ﺟﻼﻟﻪ
ٌﻗﺎل اﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :اﻋْﻠَﻤُﻮا أَﻧَّﻤَﺎ اﻟْﺤَﯿَﺎةُ اﻟﺪُّﻧْﯿَﺎ ﻟَﻌِﺐٌ وَﻟَﻬْﻮٌ وَزِﯾﻨَﺔٌ وَﺗَﻔَﺎﺧُﺮٌ ﺑَﯿْﻨَﻜُﻢْ وَﺗَﻜَﺎﺛُﺮ َّﻓِﻲ اﻷَْﻣْﻮَالِ وَاﻷَْوْﻻَدِ ﻛَﻤَﺜَﻞِ ﻏَﯿْﺚٍ أَﻋْﺠَﺐَ اﻟْﻜُﻔَّﺎرَ ﻧَﺒَﺎﺗُﻪُ ﺛُﻢَّ ﯾَﻬِﯿﺞُ ﻓَﺘَﺮَاﻩُ ﻣُﺼْﻔَﺮّاً ﺛُﻢ ُﯾَﻜُﻮنُ ﺣُﻄَﺎﻣﺎً وَﻓِﻲ اﻵْﺧِﺮَةِ ﻋَﺬَابٌ ﺷَﺪِﯾﺪٌ وَﻣَﻐْﻔِﺮَةٌ ﻣِّﻦَ اﻟﻠَّﻪِ وَرِﺿْﻮَانٌ وَﻣَﺎ اﻟْﺤَﯿَﺎة ِاﻟﺪُّﻧْﯿَﺎ إِﻻَّ ﻣَﺘَﺎعُ اﻟْﻐُﺮُور