يُقال بأن الخدمة المدنية تدّعي أنّ جهل بعض المدراء في إخفاء تقارير الأداء الوظيفي وعدم شفافيّتِهم مع موظفيهِم هو سبباً لِتجاوز النظام !!! ومن المسلّم به بأن هذه المعلومة معروفة جدلاً ولكنها من المؤكــّـد أُضِـيفت مؤخراً من ضِمن التعديلات اللتي لا تزال تــُصَحّح و تــُعدّل به ليتوافق مع لائِحة المؤسّسات الجديد فمع الأسف أننا نــُـقِرّ بأنهُ نظام كهل قد سُنّ للأجداد ولا زالوا يتبعوه وتـُـناط نواصينا بأعشاشِه ,, لا يزال التعديل والتــّــرقيع جاري به ومستمِر إلى أن تـُـنكأ جراح ضحاياهـ مِن الموظّفين الذين أفنوا أعمارَهُم في خِدمة مصدر قوتِهِم وقوت أبنائِهِم ,, فحُقِنت منهُ دماء الصّبر , وصُــبّت ونقــِّعَت في آنيَةِ الكَبـَـدِ والسّهَر , شهراً وسنةً بل دهر .
إنّ مُستَحكَم البلاء والوباء ليس مِن المُدراء بل من الّذين في أقسامِهِم رؤساء ولأقسام ربِّهِم حلاّفون وحُلفاء فهُم مَن لزم عصيّ الإفادة وأُمِّنوا بها إمّا بطشاً مُعلَن و إمّا لَيّاً للأذرعةِ سِرّاً إلاّ مَن رحِم المولى وكان عوناً ليدٍ ثكلى!!!
إن نزف المشاعر في هذا الأمر قد يجعلُنا نفقِد الثقة والثقاة ونحزن كثيراً وكثيراً على واقع وحال كل موظف بسيط في كياننا الوظيفي فالفروق والإختلافات في هذهِ الأنظِمة المشروعة ككيان أمر يدعونا أي الوقوف مطوّلاً نرقب حالها وقد زعزعها الزمن وفرقتها المصالح والتبَعيّة والتعالي بعرق او جنس او لَون لتخالف نصوص لطالما أصبحت معاصِرة وواقعيّة لم يُؤخَذ بها في سبيلٍ صحيح بل لقوقعة إمبرياليّتِها المحسوبة على ماذا !! مع الأسف على وطن قلبُهُ وقالَبُهُ مُسلِم فإلى أين تقودنا هذهِ الثلّة اللتي لم تتماسك وتتمسّك بمبادئها الحقيقية حتى أصبح كل شيئ ظاهري مجرّد شكليات وهرطقة وكلام فارغ من المضمون .
إنّ عدم الشفافية وإهمال شأن الموظف يجعلهُ في قالَب ممزوج بالحيرة , مملوء بالدهشة عشرات السنين ليست دقائق أو ساعات , فقد صـُـنــِع لكلمة (( شفافية )) منظمة دولية تحارب الفساد , وتبطِل الكسَاد , وتعطــّـل الأحقاد , لتصنع الأمجاد بين رجال اليوم وغـَـدِ الأحفاد!!! فشمَل مصطلحها في ثقافتِهِ الانسانية معاني عديدة ليست صعبةً ولا مُبيدة منها : الإنفتاح والإتصال والمحاسبة المشروعة ودرء سوء المعاملة الموضوعة , والشفافية بمعناها هي الوضوح في الإعداد والزجاجية في الضهور بحيث يمكن رؤية الطرف الاخر من خلالها , والشفافية هي عكس السرية في مجالات عديدة منها مصارحة الموظفين بما يؤول إليهِ مصيرهم , الكلّ يطمح لقطرات بسيطة عن مصير الكثير من ما في البئر الغزير فالقطرات القليلة تصنع جــدولاً من (( الأمل )) في نهر الحياة العملية لينتِج به بحراً من الإبداع فيلِد ولاء الموظف لوظيفته ولاءاً لايهرم !!!
إتّقِ الله ياكاتم طَلَقات الحقّ المبين , إتّقِ الله يامُحارب الشّفافية فتمامُ الصّدق هو الإخبار بما تحمله العقول وتذكّر بأن الذي يعمل في الظلام إذَا خَـــلى بريبَـــةٍ في ظُلمــــةٍِ ونــَـفــسُهُ داعِيـــــةٌ الى الطــُّغيَـان فليخشَ مِن نظرِِ الإلــَـهِ وليـقــُل لهَا أنًّ الذي خَلـقَ الظَلامَ يرانـــِـي !!!!!
ما استوقفني ودعاني بالإسهاب في هذا الشّأن هو ما كانَ أمرّ مِن الصِّبر وأحدُّ مِن السّيف الّذي طمَسَ الهويّة الوظيفيّة الحقّة ,, واغتالَ سُلـّم النّجاح ثمّ أجهز عليهما وطواهما في أدراج النسيان ذات الألسِنة المكبوتة المكتوب بل المسكوب عليها (( لدخول التقارير والملفات فقط )) ,, فيا أيُّها الصّابرون سلامٌ عليكُم ونِعمَ عــُـقبى الدّار مِن ربِّنا الرّحيم إلى يومِ الدّين ..