من يحرم المواطن السعودي والمقيم من عنوانه؟
أ.د. حامد بن محمود صفراطه (متقاعد) أستاذ في جامعة الملك سعود مستشار في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية
تناولت جريدة المدينة، الغراء في العدد 15668، يوم الثلاثاء، 4 رمضان 1427هـ 26 سبتمبر، 2006م مطالبة مجلس الشورى الموقر، البريد بإعادة النظر في رسوم الصناديق،(وقالت المطالبة بإعادة النظر في خدمة «واصل»، واتهمت المؤسسة بأنها لم تستند إلى النظام في فرض رسوم على المواطنين، وطالبوا بإيقاف مناقشة التقرير واستدعاء الوزير أو محافظ المؤسسة، وان أي رسم يفرض بعد صدور نظام الحكم ينبغي أن يعرض على مجلس الوزراء الموقر) .
فقد ارتفع سعر صندوق البريد 300% بدلا من 300 ريال لكل ثلاث سنوات إلى 900 ريال!، و 499 ثمن الصندوق، وقد تناولت جريدة المدينة الغراء، موضوع صناديق البريد كذلك في العدد 15668، يوم الجمعة، 17 صفر، 1427هـ 17 مارس، 2006م. وأود أن أضيف هنا بعض التساؤلات وبعض الحقائق بتركيز أكثر مما نشر: ليست المؤسسة العامة للبريد، في مملكتنا الحبيبة، عجبا في عالم، حتى تضع هي مقاييسه، ففي العالم كله، متقدمه ومتخلفه، طابع البريد هو الأجر الوحيد الذي يُحصّل من مرسل الخطاب حتى يصل إلى المرسل إليه، والمرسل إليه، في بلدنا الغالي، يدفع إيجار صندوق البريد، وعليه أن يترك عمله، ويذهب إلى هذا الصندوق في مقر البريد مهما كان مكانه بعيدا، ولما أنعمت علينا البلديات متأخرا، ومتأخرا جدا باسم للشارع، ورقم للبيت، وتأملنا خيرا، أن قد آن الأوان ليصل لنا البريد في البيت، ولا داعي لصندوق البريد، إذا بالمؤسسة الموقرة تفرض علينا رسوماً قاسية، ولكن تحت كلمات معسولة، لا تمس الواقع، وإليك أيها المواطن والمقيم، الكلمات المعسولة، وغير الصحيحة، ومن ثَّمَ تفاصيل الرسوم القاسية. 1) «عنوان... بدون لف ودوران»، (جميع الوثائق مرفق صورة منها) ثم تجد أن لصندوق البريد على باب بيتك، وفي شارعك، الذي أعطي اسما ورقما، رقما للصندوق، لا علاقة له برقم البيت أو اسم الشارع!! وهذا الرقم تمنحه لك المؤسسة العامة للبريد، وإن كنت تريد رقما مميزا، فعليك أن تدفع مقابلا ماليا؟؟ ويرجى إرفاق إشعار السداد، ولم تحدد الورقة، المبلغ، ولا مكان السداد؟؟ أين العنوان «بدون لف ودوران» وهو رقم، ولم يمنح المواطن المسكين ولا المقيم الحائر، عنوانا كما هو الحال في جميع نظم البريد في العالم؟؟ بل في بلاد فقيرة بلا إمكانات (سريلانكا مثلا)، كلام في كلام!! ولا زال اللف والدوران!!
2) «واصل» لمن؟؟ تَفضل هذه هي المتطلبات لكي يصلك هذا الواصل المريض، ( في العالم كله، اسم الشخص، اسم الحي، اسم الشارع، رقم المنزل والشقة فقط، وفقط) اما عند مؤسسة البريد فالطلبات هي: أ - «صورة صك المنزل، أو عقد الإيجار»، لماذا؟ هذا خطاب مرسل لي، ولا اعرف من المرسل، والهواجس الأمنية التي حشرت، وتحشر، لكي يخاف المعترضون، فان الأمن أمر لا نجادل فيه نحن، ولا أحد، ولكننا لا نقبل أن يتخذ مطية في كل موقف غير مبرر علميا أو عمليا!!!
ب - صورة من بطاقة الأحوال، أو الإقامة؛ إن كل هذه المتطلبات موجودة ابتداء لكي تمتلك منزلا أو تسكن في شقة، فما دخلها في عنوان «بدون لف ودوران»!! كلام في كلام!!
ت - التسديد وهنا بيت القصيد. 499 ريالا لماذا؟؟ وتجديد كل سنة 300 ريال، هذا للأفراد، والأفراد محددون بعشرة أسماء فقط وما زاد يدفع لكل اسم خمسون ريالا، المؤسسات 1099 ريالا و1000 ريال كل سنة، الشركات 3099 ريالا و 3000 ريال كل سنة؟ (وأعجب من دقة الحسابات رقم 99 هذا عجيب لماذا لم يكن 100!!؛ ولكن كلام في كلام!! وللمواطن الذي يتلقى في الشهر، خطاب البنك، وفاتورة الهاتف، تكون تكلفة الخطاب الواحد في السنة الأولى؛ 799 تقسيم 24 هي 33,5 ريال، وبالتالي أيسر وارخص أن يمر بنفسه على البنك وعلى الهاتف، ويلتقط الخطابين، وفي الأعوام التالية تكون التكلفة 12,5 ريال للخطاب الواحد،
ث - تفويض مصدق من الغرفة التجارية، مؤسسة موجودة، وشركة موجودة في عنوان، حي وشارع ورقم!؟
ج - صورة من السجل التجاري، عجب في عجب.وكل ذلك «عنوان... بدون لف ودوران»
3) ويأتي بعد ذلك خطاب من سعادة رئيس مؤسسة البريد السعودي، على النحو التالي: أ- تهنئة باستقبال أول رسالة مباشرة إلى بابكم، لم يصلنا رسالة، بل ألقيت ورقة مثل ما يفعل أصحاب المطاعم، وغيرهم!!
ب - بشرى بحصول موقعكم على عنوان بريدي معتمد، نحن عندنا الآن هذا العنوان البريدي الواقعي، والذي لا يحتاج لاعتماد من احد، (في العالم كله، اسم الشخص، اسم الحي، اسم الشارع، رقم المنزل والشقة فقط، وفقط).
ت -مشروع «العنوان البريدي» الذي ينفذه البريد السعودي، والواقع أن البلدية هي التي وضعت أسماء الشوارع وأرقام البيوت، وليس البريد السعودي،
ث - الاسم «واصل» يمثل أحدث خدمات البريد السعودي، هذه معلومة صحيحة!! ولكن ما بعدها لا علاقة له بالصحة بل هو كلام في كلام، واسمعوا معي لكي لا نتجنى على الرجل:
أ - برنامج جديد طموح، أي طموح؟
ب - استراتيجية شاملة، لا تعليق!!
ت - تطوير قطاع البريد وفق معايير عالمية، الحمد لله هو الذي استشهد بالعالمية، فلا يوجد في العالمية اية سمة من سمات هذا النظام، الذي لا يستحق ان يسمى نظاما،
ث - تجربة تاريخية تنموية، أي تاريخية وأي تنمية؟
ج - تحدث نقلة حضارية، لا تعليق!!، لان التعليق لو تركت له قلمي سيكون قاسيا، ولكنه، كلام في كلام،
ح - تفتح آفاقا غير مسبوقة، لا تعليق!!،
خ - النمو الاقتصادي، لا تعليق!!،
د- ترسيخ خدمة المجتمع، مفهوما وممارسة؟ يالطيف!! بك نستغيث،
ذ- زيارة اقرب مكتب، واستلام العنوان، ما معنى كلمة عنوان، لغة واصطلاحا.
ر- أما للعاملين في البريد، يرحب بهم في «خدمة عالم واصل»، أي عالم نرجو أن يتفضل علينا بتحديد هذا العالم من العوالم المعروفة؟
ز- يشجع العاملين في البريد، نعم والله يشجعهم، على استخدامها والاستفادة منها،
س- ويؤكد عزمه، على أن يقدم خدمة بريدية عصرية، ترقى إلى طموحاتكم.
4) هناك عجز في ميزانية المؤسسة العامة للبريد، ولكي تزيد الطين بلة، قامت بتصنيع صناديق للبريد على حسابها، ونفقتها الخاصة، وعلى صورة رائعة، وغالية، انظر الصورة، المادة صاج مرشوش رش فرن كما يستخدم في أحسن سيارة!! وله مفتاح، لكنه موجود عند البريد ، (يجب أن تدفع قبل أن تحصل عليه، وإذا لم تشترك في الخدمة كما هو الحال في حينا كله، لم تشترك إلا فلة واحدة، فسوف تبكي المؤسسة العامة للبريد، على الخسارة الفادحة، لأنها لم تسأل أصحاب البيوت والفلل، السؤال البسيط والمنطقي: ورقة صغيرة تسأل هل ترغب في الاشتراك؟ التكلفة هي كذا وكذا؛ لكن المؤسسة العامة للبريد لم تقم بهذا الإجراء المنطقي والبسيط وغير المكلف، (ولم تستأذن أصحاب البيوت بوضع هذا الصندوق على جدران بيوتهم، وبطريقة مشوهة، فهو مائل ؟)، وقامت برفع الأسعار على المساكين لتغطي هذا الإسراف غير المبرر). إني أطالب الجهات المسؤولة بالتحقيق الدقيق للكشف عن المستفيدين من هذا المشروع الرابح، صندوق ثمنة 499 ريالا (بالتمام والكمال) تصنع منه مئات الألوف، والسعر إذا كان بهذا العدد المهول لن يتجاوز في رأيي، وأنا مهندس، 99 ريالا أو اقل فالعدد يحدد السعر. إن تحقيقا دقيقا سوف يظهر من استبدل الورقة التي تسال، بالصندوق الكامل الذي يركب. 5) وعندما انكشف عوار الصناديق التي لم يطلبها أصحاب البيوت، وذلك أن الرقم، الذي يركب في مجرى مخصوص، فوق الصندوق، أسرعت المؤسسة العامة للبريد، بملء جميع المجاري في جميع الصناديق!! فلا يستطيع احد غيري أو مثلي، أن يقول في حَينا صندوق واحد فقط تم استخدامه!! وبناء على ذلك، لكي يقوم احد بهذا الإحصاء، أن يدق باب كل بيت ويسال: هل أنتم مشتركون في صندوق البريد؟. لكن المريب يكاد يقول خذوني، فان الترقيم الذي وضعه البريد السعودي، الذي «ويؤكد عزمه، على أن يقدم خدمة بريدية عصرية، ترقى إلى طموحاتكم» كان عشوائيا، فلا ترتيب منطقيا أو غير منطقي، بل إن الأرقام، الفخمة والغالية، تدل ألوانها على أنها جمعت على عجل!! واني اسأل رئيس مؤسسة البريد السعودي، أن يعطى أي نظام أو خطة ترقيمية لأرقام الصناديق في حينا، حي الواحة بمدينة الرياض. ولا تستبعدوا أن تنزع غدا وتوضع أرقام أخرى!! ولكن والحمد لله على نعمة التصوير في الجوالات قد سجلت الأرقام!! 6) اشتكى سعادة رئيس مؤسسة البريد السعودي، من أن الناس قامت بتخريب الصناديق، وقد تم استدعاء الشرطة لمعرفة المخربين؟ اتهام للمواطن والمقيم بغير دليل! إشغال للشرطة بأمر لا ناقة لها فيه ولا جمل. ولو تساءل أي احد لماذا يقوم أي إنسان بتحطيم الصندوق؟ لكانت الإجابة البسيطة والمنطقية: أن الناس نظروا فوجدوا أوراقاً في الصندوق المعلق على بيتهم. وحاولوا رؤية هذا الأوراق فقد تكون خطابا من صديق، أو من العمل أو إعلان هام. ولكن أين المفتاح؟ فقاموا بفتح الصندوق بالطريقة الوحيدة المتاحة، وهي كسر بابه، فهو على جدارهم وحائط بيتهم!! 7) يقرر احد المسؤولين في المنطقة الشرقية، كما ورد في جريدة المدينة الغراء، في العدد 15668، يوم الجمعة، 17 صفر، 1427هـ 17 مارس، 2006م، أن القرار واقع لا مرد له، وعلى المواطنين التعاطي معه!! 8) سوف يقوم البريد، الذي يخطئ الآن في الأرقام، وكم من مرة، تم إعادة مجموعة من الرسائل، لان الموظف لم يهتم، ولم يفرق بين الـ 3 و 2 ، أو بين 5 و 9، سوف يقوم نفس الموظف السابق الذكر، بالتَأكد من أن المرسل إليه، ضمن القائمة المسموح بها لهذا الصندوق، يفرق بين أسماء الأهل وأسماء النساء، وأسماء الأبناء، وأسماء السائقين والخادمات، الذين لا نستطيع نحن قراءتها!! إنها كارثة يا سادة، فلن تصلكم الخطابات إلا بعد أشهر عددا!! ذلك إذا لم تُرد لعدم وجود الاسم في القائمة؟؟ هذا والله من وراء القصد، ولكم خالص الدعاء
http://www.almadinapress.com/index.a...ticleid=188108