[frame="7 80"]الإبداع .. إتيانٌ بالشيء الجديد الذي لا يوجد له شبيـة .. وهو يناقض التقليد ... قال أدونيس.. إذا كان الإبداعُ تجاوزا .. فهو يتضمّن اختيارا ؛ لأن من يبـدعُ يتخلى عن شيء ليتبنى غيره ..
والكتابـة الفنية الإبداعيـة.. عملية فكرية تعتمد على الإبتكار المعتمد على التقليد نوعا ما.. إذ لابـد للمبتديء من أن يقلـد غيره ثم يرسم لنفسه خطا خاصـا به ..
الكتابة الإبداعية الفنية
يقـوم هذا النوع على كشف الأحاسيس والمشاعر.. والعواطف الإنسانية .. ووالإبتكار في الفكـرة.. وتخيل المعاني والتحليـق بها0
الخصائص العامة للكتابـة الإبداعيـة :
تتميز الكتابة الفنية بالآتي :
1) تحتاج إلى مَلكة مركوزة في النفس ومستقرة في الوجدان 0
2) تُبنى على الأفكار لا التقليد 0
3) تختلف من شخص إلى آخر 0
4) تتوفر في صاحبها مهارات خاصة وخبرة فنية وجمالية 0
5) أساليبها مبتكرة .. فيها بلاغة وفصاحة ، وأفكار بديعة 0
6) تعتمد على الأسلوب الأدبي والصور الجمالية المعبرة 0
7) تنمو ملكتها الفطرية بالتدريب ، وتزدهر بالقراءة 0
عناصر الكتابة :
تتكوّن الكتابة من عناصر أساسية تتمثل في : الكلمة ، والجملة ، والفقرة ، وكل هذه العناصر هي ماتسمى : أسلوب الكاتب 0
أولا : الكلمة : هي الوحدة الصغرى من وحدات الكلام ، أو هي العنصر الأساس في تكوين النص المكتوب والمنطوق على حدّ سواء ، وهناك أصول ينبغي أن يراعيها الكاتب عند اختياره للكلمات التي يصوغ منها جمله وفقراته 0
1) معرفة المترادف والمشترك والمتضاد من الكلمات : والحرص على أن يكون اختيار الكلمة مناسب للمعنى المقصود دون لبس أو غموض .. وإليك توضيح لكل مصطلح مما سبق :
الترادف : هو الدلالة على المعنى الواحد بألفاظ مختلفة قابلة للتبادل فيما بينها.. مثل : السيف ، والمهند ، والصارم، والبتار ، والحسام ، وكلها اسماء للسيف 0
المشترك : هو أن يؤدي اللفظ الواحد معنيين أو معانٍ مختلفة مثل : ( العين ) تطلق على عين الماء ، وحاسة البصر ، والجاسوس ، واسم مدينة في دولة الإمارات ومثل قول الشاعر :
ياعامر بن مالك ياعمّا..... أفنيت عمّا وجبرت عمّا
فالعم الأول أخ الأب .. والعم الثاني الجمع الكثير .. والمعنى : ياعمي أفنيت قوما وجبرت آخرين 0
التضاد : يقصد به تسمية المتضادين باسم واحد مثل ( الجون ) بفتح الجيم .. للأبيض والأسود ، و ( الجلل ) للأمر العظيم والصغير .. و( الصارخ ) للمستغيث والمستغاث به ، و ( المولى ) للسيّد والعبد .. وألفاظ التضاد قليلة غير شائعة 0
2) إدراك الدلالات المختلفة للكلمات .. واختلاف مرادفها من عصر إلى عصر ومن بيئة إلى بيئة مثل كلمة ( الحاجب ) فقد كانت تطلق على حاجب الخليفة وهو مايساوي رئيس الوزراء .. وأصبح في عصرنا الحاضر يطلق على حاجب المحكمة ... وعبارة ( جبان الكلب ) فقد كانت صفة مدح.. ومعناها
أن الكلب لا ينبح لتعوده على الضيوف فكأنه جبان ... فهي كناية عن الكرم .. والآن تعتبر صفة ذم .. ومن هنا يجب على الكاتب معرفة معنى الكلمة والعبارة قديما وحديثا واختلاف مدلولها من بيئة إلى أخرى 0
3) التمييز بين الكلمات الجيدة والرديئة : وذلك عند إختيـار الكلمات .. فعلى الكاتب أن يحسن إختيـار اللفظ المناسب للمعنى والمقام.. فلكـل مقام مقـال 0
4) معرفة شروط الفصاحـة.. المتمثلة في الكلمة من : بُعـد عن الغرافـة والتعقيد وتنافر الحروف ومناسبة الألفاظ للمعاني .. وتصنّع المحسنات البديعية ...وكل هذه الأصول تُعرف من خلال دراسة علم البلاغة والنقـد 0
ثانيا : الجملة : وهي ماتكونت من مسند ومسند إليه .. وبمعنى أدق.. هي ما تكونت من كلمتين وأكثر وأفادت معنى مفيدا ، أو هي مركب إسنادي أفاد فائدة .. ، وهناك أصول ينبغي مراعاتها من الكاتب عند إختياره للجملة في الكتابـة .. ومنها :
1) أن تكون الجملة متفقة مع السياق طـولا وقصرا ، وتشكيلا ، أو تنظيما وارتباطها بما قبلها وما بعدها ، من حيث كونها سببا أو تعليلا أو نتيجة .. ويفضل استخدام الجمل القصيرة في البناء مالم تدعُ الضرورة إلى استخدام الجمل الطويلة 0
2) البعد عن الجمل التي تحتاج إلى توضيح بالإشارات الحسية ؛ فهذه تناسب الحديث الشفوي لا الكتابي 0
3) معرفة شروط البلاغة التي ذكرها البلاغيون للجملة وهي مثل ماذكر في الكلمة سابقا 0
ثالثا : الفقرة .. هي جمل مترابطة تدور حول فكرة واحدة ، وتعالجها تفصيلا وتطويرا 0
يراعى في اختيار الفقرة عند الكتابة مايلي :
1) تناسق الفقرة وانسجامها مع الفكرة التي تعالجها ، والانضباط داخل سياق محدد بعيد عن التشعب والاستطراد ــ وهو الخروج من الغرض الاساسي إلى أغراض أخرى ــ الذي يبعد الإنسان عن المعنى الأصلي ، فيؤدي إلى ضياع الفكرة وغموضها ، فالجمل التي لا تتفق مع السياق يجب إبعادها ؛ لأنها تهدد وحدة الفقرة وتبعدها عن هدفها الأصلي 0
2) يراعى أن تكون الفقرة مترابطة وغير مفككة لفظا ومعنى 0
3) أن يكون الهدف من توالي الجمل في الفقرة هو تطوير الفكرة وتنميتها وليست مجرد تراكم إنشائي 0
4) التناسق الزماني والمكاني .. والسببي ، والتعليلي ،والمعنوي داخل الفقـرة .. وهذا يتضح في الإنتقال من القديم إلى الجديد ، ومن السؤال إلى الجواب.. ومن المقدمة إلى النتيجة .. وهكـذا ، ويظهـر ذلك بوضوح في كتابة القصص والروايات والأحداث 0
5) يراعى البعد عن التكرار اللفظي أو المعنوي داخل الفقرات .. أو بين الفقرات وبعضها ؛ لأن التكرار يخل بتوازن الفقرة ، ويؤدي إلى الركاكة والضعف ويستثنى من ذلك التكرار البلاغي لغرض معين 0
المقومات العامة للكتابة :
1) التمكن من أدوات الكتابة : وأدواتها الأساسية هي: اللغة بعلومها المختلفة من نحو وصرف وبلاغة وفقة لغة .. وكتب الأدب من شعر ونثر .. فهي ضرورية في صياغة المعاني والأفكار والألفاظ . وبدونها لا تستقيم الكتابة ولا تتحسن 0
2) التدريب على إستخدام الأساليب الأدبية الرفيعة .. لكي يتمكن الكاتب من إستخدام هذه الأساليب عليه أن يكثر من الرقاءة الواعية للكتب الأدبيـة المشهورة .. ويطالع النصوص النثرية والشعرية الراقية 0
3) الإلمام بالثقافة العصرية الجيدة .. والمقصود بالثقافة هو هضم ما فيها من معلومات وفهمها ..والتأثر بها ..والإفادة منها 0
4) فهم الموضوع الذي يراد الكتابة فيه .. فــ الكتابة ليست صياغة إنشائية فقط .. بل هي معاني واضحة ومرتبة ..ومعلومات محققة يستمد منها الكاتب عناصره الأساسية في الكتابة 0
نصائح عامة..
1) ضرورة إختيار وقت الكتابة في ساعة نشاط ..وهدوء البال 0
2) البعد عن التكلف في إستخدام الالفاظ والأفكار .. والبعد عن التعقيد في أداء المعاني 0
3) أختيار العبارة الجيدة .. واللفظ الجميل البسيط ..والمناسب للمقام 0
4) التوسط والإعتدال بإستخدام الأسلوب السهل الممتنع 0
5) الحذر من الكتابة في حالة الإرهاق .. أو في ضوء خافت .. فــ هذا يؤثر سلبا على الكتابة 0
======================================
المصدر : المهارات اللغوية : ماهيتها ، وطرائق تنميتها / للدكتور أحمد فؤاد عليان 0
تحيـاتـي [/frame]