د. بنتن لـ «الشرق الأوسط»: لم يرافق هذا التوجه أية أحداث غير لائقة
«البريد» يستعين بالكوادر النسائية للتصدي لاستفسارات العملاء
الرياض: تركي الصهيل
استعانت مؤسسة البريد السعودي أخيرا، بعشرات الكوادر النسائية المؤهلة، ليتولين مهمة الرد على استفسارات الجمهور الخارجي حول الخدمات البريدية عبر هاتف مجاني خصص لهذا الغرض، في بادرة هي الأولى من نوعها على مستوى الجهات الحكومية والمؤسسات التابعة لها التي توفر خطا ساخنا للإجابة عن الاستفسارات الملحة.
وتعد هذه الخطوة التي أقدمت عليها مؤسسة البريد، من الخطوات الداعمة للتوجه الحكومي، الرامي إلى إعطاء المرأة السعودية فرصا أكبر للعمل في القطاعات الحكومية، بما يتناسب وخصوصيتها.
وبلغ عدد النساء السعوديات العاملات في هذا المجال، قرابة الـ 90 امرأة، يتعاقبن على التصدي للاستفسارات الخدمية التي تقدمها مؤسسة البريد السعودي عبر ورديات ثلاث، بواقع ثلاثين امرأة في الوردية الواحدة.
وكشف الدكتور محمد بنتن، رئيس مؤسسة البريد السعودي، عن نية مؤسسته لزيادة عدد السعوديات العاملات في مجال الرد على استفسارات العملاء، وذلك للضغط الشديد الذي يواجه الرقم المجاني الذي خصصته المؤسسة، في ظل التوسع الخدماتي في خدمة البريد.
وقال بنتن لـ«الشرق الأوسط»، إن فكرة فتح المجال للمرأة للقيام بهذه المهمة، بمبادرة من جمعية النهضة النسائية، وهي من جمعيات النفع العام، حيث إن غالبية النساء العاملات في خدمة الرد على الاستفسارات من الجمعية ذاتها.
ولم تكن فكرة دخول المرأة في هذا المجال، من السهل تطبيقها، نظرا للظروف الاجتماعية المحيطة بالمجتمع السعودي.
وأوضح بنتن، أن غالبية النسوة العاملات في هذا المجال، هن من الأرامل، وغالبيتهن أيضا من حفظة كتاب الله، ولم نجد منهن إلا كل خير، لافتا إلى أن النساء العاملات في مجال الرد على استفسارات المواطنين، تمت تجربتهن من قِبل الشركة المشغلة للخدمة، وأثبتن كفاءتهن للعمل في هذا التخصص.
وخصصت مؤسسة البريد السعودي، مكان خاصا ومعزولا عن الرجال، لتمكين النساء من العمل في بيئة خالية من الاختلاط وذات خصوصية عالية.
وأكد مدير مؤسسة البريد السعودي، أن الكوادر النسائية التي استعانت بها مؤسسته للقيام بهذه المهمة، حريصات على ألاّ يفقدن تلك الوظائف، باعتبار أن غالبيتهن من المحتاجات، ولم يدفعهن للعمل في هذا المجال سوى حاجتهن للعائد المادي لإعالة أسرهن.
ووفقا للدكتور بنتن، فإنه لم يترافق مع تطبيق هذه الخطوة التي أقدمت عليها مؤسسته، أية أحداث غير لائقة، أو معاكسات من جهة العملاء، بل على العكس تماما، إذ سجلت المؤسسة ردود فعل إيجابية من عدد من الأوساط الاجتماعية التي باركت بدورها هذه الخطوة، لافتا إلى أن كافة المكالمات التي تجرى بين العاملات لديه والجمهور الخارجي، يتم تسجيلها، وتخضع للمراجعة بشكل دوري.
http://www.asharqalawsat.com/details...article=403806