قررت فـكان هـو قـراري النهائي تلك الليلة:
بأنه لن أكذب أبدا.. ولن أعود عنه بعدم الكذب مهما أضطرني من ظـروف .. ولو على حساب نفسي
ليس أعتراضاً على مبدأ الكذب نفسة .. لا سمح الله بل لمجرد أنني وددت الدخول في تحدي و رهان مع ذاتي
فكرت كثيرا وتدبرت .. وغداً سيكون هناك يوما مع التحدي.. سـأصحوا باكـرا.. بالطبع أحدث نفـسي.. سأخرج من المنزل مسرعاً..أتبادل وأتجاذب أطراف الحديث مع زملائي وأصدقائي .. سـأقف.. وسأمشي.. أحاور الجميع بمنتهى المصداقيه الصادقة.
أعرف مكمن ماقد يواجهني من صعوبات بالغه .. و ماأخشاه.. هومايكمن في مكالمات الجوال.. سيسألني أحدهم أين أنت.. وسأحدد له المكان وبكل دقة.. سأبتعد عن إختلاق الأعذار خوفا وهرباً من أمر ما لا يعجبني..و حتما سأقول رأيي الأكيد
وبمنتهى الصراحة في وبكل الأشياء والأشخاص .. هذا هو الأمـر الذي لا يعجبني ولن أفعله.. إنتهى.
وما هي إلاثوان بل لنقل لحظات حتى غططت في سبات عميق.. لم يعكر صفوه إلا صوت من يوقظني في الصباح، "إصحى.. قـد تأخرت عن الدوام"..و ماذا بعد؟
أستيقظ من نومي خائفا مذعوراً والنعاس لايفارقني .. وقد تملك جفناي ولم أكـن قادرا على النهوض.. أمسك الجوال وبدون أن أفتح عيناي لأرى نور الصباح. أتصل بزميلي "ألو مرحبا".. لو تكرمت وتعطفت ممكن تقدم لي إجازة إضطراريه ..ومن المستحيل أن أداوم اليوم .. لأنه جـدي مات ليلة البارحة"..
أستيقظ جيدا من النومً.. أفتح عيناي بصعوبة أنظر إلى الأشياء حولي لا استطيع أميزها.. أضرب كفـاً بكـف .. متذكراً قراري في الليل الذي قـد محاة النهار.. أبتسم ولم أكن غضبان .. فأنا وبـكل بساطة وأبسط من البساطه .. لم ولن أكذب على نفسي..وبكل تأكيد لا أستطيع أنا إلا أن أكون هـو أنا.
ولكن كيف أستطيع أوضح لزميلي وباقـي زملائي الذين قد يتوافدون تباعا لتعزيتي أنني لم أكذب عليهم ..
تحية لـكم .. بل تحية للحاجة الى الكذب.
==========
وحـدي ..
كما الأفراد أحيا ..
كي أُجرب كُلَّ شيء .. كي أُغطي كُلَّ شيء ..
بالتغاضي .. والتفادي .. والنِداء ..
ولايُجربني غِطاء .. غير أبواب القبور 0