بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
المديرية العامة للبريد هذا هو المصطلح الذي كان يطلق عليها قبل أن تتحول مؤخرا إلى مؤسسة البريد السعودي وهذا يعني بان هناك أشياء قد أوجبت التغير أو التحويل وبما أننا نتكلم عن التغير فهذا يعني بان التغير كان يجب أن يشمل جميع النواحي وإحداث مراجعات لإظهار الفرو قات بين ماكان وما هو مخطط له في المستقبل قبل التغير ، وإذا كان لا بد من الذهاب إلى المستقبل فلا بد أن يكون ذلك عبر بوابة الماضي والذي سوف نرمز إليه في تعليقاتنا على بعض الأمور (بالحقبة الأولى) والتي تمتد من بداية تأسيس المديرية العامة للبريد ونوعية المتغيرات التي حصلت خلال تولي مجموعة لا باس بها من القيادات وذلك للتعرف على الطرق أو السياسات التي كانت ترسم ومدى فاعليتها بذلك الوقت على المديرية وبالتالي مردودات تلك السياسات على العاملين بجميع الفئات وايظا التعرف على نوعية الإفرازات التي افرزها القائمون في المناصب العليا للمديرية الذين لم يتعدى فهمهم للمسميات الوظيفية التي هم عليها من أنها تشريف لهم وبرستيج وتقوية نفوذ في العلاقات للتعامل مع المجتمع ، وبطبيعة الحال فقد انصب اهتمام مسئولي الحقبة الأولى على تقوية المراكز الشخصية والاهتمام بالمظاهر الخارجية حتى أصبح أكثر ما يميز ما كان يسمى بالمديرية العامة للبريد تلك المساحات التي تشغلها الأبنية والدكاكين المنتشرة هنا وهناك . وللإنصاف فقط كان لا بد من الإشادة بالايجابية السلبية التي كانت تقوم على استيعاب بعض فئات المجتمع في الوظائف الدنيا كتطبيق لسياسة الإحلال الوظيفي من الأجنبي إلى الوطني دون الاهتمام والتحضير أو الإعداد السليم للكوادر من قبل معاهد البريد وبمساعدة ديوان الخدمة المدنية بإتباعهم سياسات الحشو الوظيفي في الإدارات والأقسام البريدية .
ولهذا فقد وفرت تلك التصرفات جميع الظروف المناسبة لتجميد الأوضاع داخل المديرية على مدى عشرات السنين بل إن تلك التصرفات أعطت الشركات الأجنبية الفرصة الذهبية لدخول السوق من خلال شركات البريد العالمية مثل Dhl و غيرها حتى ظهر فيما بعد ما يسمى بالبريد الممتاز .
قد يظن البعض أننا ننصب أنفسنا قضاة لمحاكمة تلك الحقبة الأولى --- أبدا فليس هذا هو المقصود لكن حتى نستطيع أن نبين بالوقائع والشفافية فقط ما تم انجازه بالحقبة الثانية مقارنة بالفارق الزمني بين الحقبة الأولى والحقبة الثانية ، وحتى لا يتعجل البعض في إطلاق العنان لمخيلته والوقوف على الحقائق وقراءة التاريخ وما تخلله من أحداث بعيد عن المصالح الذاتية الغير مجدية ولن تأتي بما نريد أن نصل إليه من المكاشفة والمصارحة من خلال أسلوب الطرح والرد عليه .
عندما نعلن من داخل أنفسنا وبنية صادقة عن حبنا لشيء ما ، وقد تعرض هذا الشيء إلى بعض المتاعب فهل يكفي أن نتكلم ونرفع أصواتنا ونشحذ أقلامنا لنقول لهذا الشيء انك تتعرض للمتاعب . أليس من المنطقي أن نقوم بالتعبير عن حبنا لهذا الشيء بالبحث عن الأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذه المتاعب ثم الاتجاه لإيجاد العلاجات المناسبة الفعالة لهذه المتاعب والتأكد من عدم عودتها بالتأكيد له من خلالا تواجدنا ومتابعتنا وتعهدنا إليه بأننا لن نتخلى عنه ولن نتهاون أبدا مع أي كائن من كان بان يؤذيه مرة أخرى . اعتقد بان هذا هو اقل ما يجب أن نكون قد فعلناه لأجله .
الأعزاء الذين يعرفون معنى القصيد بما يخالجهم من شعور صادق وانتماء واعد لهذا الكيان الذي نعزه ونقدره ونحترمه لأنه لنا ونحن منه ووفائنا إليه يعود إليه ولن أبالغ في قولي لو أعلنت أن هذا الصرح هو البيت الأول لي من قناعتي بأنه لن يكون هناك أي بيت ثاني لو تعرض هذا البيت لأي أذى حمانا الله وإياكم من كيد الحاقدين .
وللعودة إلى ما سبق وبالتحديد لمعرفة الوقائع والأحداث التي تميزت به الحقبة الأولى والعوامل التي ساعدت على الجمود في الوضع العام لما كان يسمى بالمديرية العامة للبريد والتي يمكن اعتبارها بشكل واضح بأنها من المعوقات التي لها تأثير رئيسي ومباشر في بطئ العملية التصحيحية وبعض هذه العوامل نختصرها بالتالي :
1 – انعدام مصادر تمويل الكوادر المؤهلة فعليا للعمل حسب التخصصات البريدية في الادارت والشعب والأقسام .
2 – القراءات الغير دقيقة للسيرة الذاتية للموظف ووضعه في المكان الغير مناسب له وهذا الإجراء قد أدى إلى تراجع مستوى الأداء العام للعمل وأضاع الفرصة الحقيقية على الموظف في إظهار الملكات الكامنة داخله لو وضع في المكان الذي كان يستحقه .
3 – عدم الاهتمام بتعريف الموظف بالهدف الحقيقي من وجوده كموظف لدى الإدارة التي يعمل بها وأهمية العمل الذي سوف يقوم به والحقوق والواجبات المترتبة عليه وتذكيره بها كلما استدعى الأمر ذلك .
4 – التوزيع الغير عادل للفرص التي تنقل الموظف من وضع إلى أخر في جميع ما يتعلق بمسيرته العملية وإخضاع حصول الموظف على تلك الفرص للمزاجية النفسية لمتخذي القرار أو للحوليات. والتجاهل التام لكل من اظهر كفائه وإبداع في مجال عمله ومساواته بمن كالذي حاله يقول مع التحريف ( لو تجري جري الوحوش غير رضا رئيسك لن تحوش).
5 – بلوغ اليأس والإحباط في نفوس الكثيرين بعد أن افهموا عمدا أن قواعد اللعبة لن تتعدى ما هو مذكور أعلاه.
وهذا باختصار شديد .
وبهذا الحال دخلت الحقبة الثانية الجديدة وحملت اسم مؤسسة البريد السعودي وعلى رأسها معالي الدكتور محمد بن صالح بنتن الذي أعلنت أفعاله عن توجهاته وصرح ويصوتا عالي مدوي سمعت أصداءه كل من له أذان بان هذا الذي ذكر أعلاه شيء قد كان وعفا عنه الزمان .
فصدقناه .
ورأينا بأم أعيننا الإشارة الخضراء قد أضاءت وزرعت الأمل في نفوسنا بان القادم أقوى من أن يقف احد في طريقه أو يحد من اندفاعه .
وما دامت الإشارة خضراء فثق يا معالي الرئيس بن الجميع وحتى الذين لا زالت على أعينهم غشاوة لن يستطيعوا إلى أن يقفوا وينظروا إليك وأنت تحمل المشعل وتمضي أمامهم واثقين مطمئنين للخطى التي ترسمها لهم ليسيروا عليها من بعدك .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.