حب الوطن الذي نريد أن نعلمه للشباب يبدأ من الطفولة حين يؤمن الطفل أن وطنه ومجتمعه المتمثلين في (المعلم والمدرسة والشارع الذي يعبره) يحبونه ويعطفون عليه ويراعون مصالحه ويعززون نمو ذاته الفريدة, فالحب والانتماء يبدآن من الطفولة.
أرجو أن نحتفل العام القادم في مثل هذا الوقت بتطبيق حقوق الطفل في التعليم بدءًا من تدريب المدرسين. فنحن لا نريد مدرساً يبدأ بغرس آفة الخوف في نفوس الأطفال ويصنفهم ويميزهم بتقى مزيف أو انسلاخ فج. والتدريب وإعادة التدريب لأن ما تغافلنا عنه في شخصية المعلم لسنوات حتى أصبح مبرمجاً لمئات المرعوبين وأحياناً المُرعبين لم ننل منه سوى الحصرم. نريد معلمين يتم إعدادهم لتمكينهم من تطبيق ممارسة وتعليم حقوق الطفل للطلاب والطالبات. نُريد من المناهج يا وزارة التربية والتعليم أن تكون هناك مادة دراسية من ضمن الكتب التي يحملها الأطفال الصغار على ظهورهم الغضة تخص سلامتهم وحقوقهم في هذا العالم الجميل والخطر. مادة تندرج مع مراحل الطفل الإدراكية تُحدثه عن العالم وكيف ينبغي أن يُعامَل ويُعامِل. كيف وإلى من يلجأ الطفل ليبلغ عن الأفكار والمعاملات الخطرة على سلامته النفسية والجسدية في البيت أو المدرسة أو الشارع. وأن يكبر معه المنهج ليعرفه في كل مرحلة وما الذي يتوقعه من حقوق وما هي في المقابل واجباته ومسؤولياته وحقوقه كمواطن وبالطبع مواطنة أيضاً. إن بإمكاننا الاستفادة من خبرات الشعوب التي تطورت وحققت لنفسها وللإنسانية رفاهية ومكاسب وفتوحات علمية في كل مجالات الحياة, وأن نتمعن في خبراتها التربوية في مجالات تطبيق حقوق الطفل في بيئة أسرية مدرسية مجتمعية آمنة خالية من العنف والإيذاء والتعدي النفسي والبدني والعقلي. أساليب تُساعد الإنسان أن يكون إنساناً غير قابل للمسخ والنسخ والتعبئة المؤذية التي تجعل منه آلة قتل. ومع كل الحب والتقدير لآلاف من المعلمين والمعلمات الذين يصنعون مستقبلنا ومستقبل العالم مع هؤلاء الكنوز الصغيرة وحتى تصدر حقوق الطفل في كتيب يدرسه الطفل مع أول حرف والأهل من أول يوم مدرسي, أرجو أن تلطفوا بأكبادنا, قبل أن تعلموهم الأبجدية وجدول الضرب, علموهم معنى الطفولة, حقوقاً وواجبات, معنى أن تنتمي لمدرسة تحبك ولمجتمع يهتم بك ولوطن هو مستقبلك وعالم مليء بالبشر المختلفين عن الناس في البيت الصغير. وكل عام والوطن ونحن والعالم بخير.
الـوطـن
وافتخر اني سعودي
اخوكم