واصِل ولا تلتفت
صالح الشيحي
أحدهم ممن قد عاش في الغرب طويلاً ـ كما يردد دائماً ـ يتساءل قبل عدة أيام قائلاً: كيف تقوم هيئة البريد بدور الفتوة في بلد تحكمه الشرائع والقوانين والمؤسسات التشريعية والتنفيذية؟ ـ في إشارة منه إلى قيام مؤسسة البريد مشكورة بتركيب الصناديق على المنازل ـ والحقيقة أنني لا أعلم غاية هذا السؤال الغريب أو دوافعه.
على أي حال أنا لست موظفاً في البريد ولا تربطني أية مصلحة أو علاقة بالدكتور محمد بنتن ـ لكنني أعرف قدرات الرجل وأدرك حجم طموحاته وبالتالي فليس ذنب البريد السعودي ولا ذنب محمد بنتن عندما يقوم بعض المراهقين وأشباههم بتكسير صناديق البريد في بعض الأحياء.. إذ إنه ليس بوسع البريد وضع حارس على كل صندوق، هناك ملايين الصناديق ـ بمعنى آخر: هذه ليست مسؤولية البريد.
هذا أولا.. ثانياً: فيما يتعلق بالرسوم ـ حتى وإن كانت مرتفعة ـ هل يريد هؤلاء المهاجمون ـ لا أقول "المنتقدون" ـ أن تقدم لهم مؤسسة البريد السعودي خدمة بريد مجانية في بلد تعوّد سكانه على مجانية الحياة في أغلب مناحيها.. ثم إن هذه الأسعار المرتفعة لا تبرر عرقلة هذه الخطوات المهمة.
ـ يقول صاحبنا:كيف يجبر المواطن على استخدام خدمة لا يريدها.. ثم يدفع ثمن هذه الخدمة مضاعفاً؟ إنها شكوى عامة من الخدمة بالعافية.
ولا أدري هل كان ينبغي على مؤسسة البريد أن تطرق الأبواب وتستأذن ! ـ هل قامت شركة الكهرباء بالاستئذان منا عندما قامت بتركيب عداداتها على جدران منازلنا؟ هل قامت مصلحة المياه بالاستئذان منا حينما حفرت أرصفتنا لإيصال المياه لنا؟ بل إن صاحبنا انبرى للحديث بتعميم عجيب حينما قال: فالمواطنون على مختلف درجاتهم يرفضون هذه الخدمة.
ـ وهذا أمر غير صحيح.. هناك الكثير ممن يؤيدون خطوات مؤسسة البريد، وأرى من وجهة نظري أنها قفزة نوعية.. نحن في نهاية الأمر أمام مشروع جبار يحقق أمنيات الكثيرين بتأسيس بنية من العناوين الدقيقة الثابتة تدعم حركة التجارة الإلكترونية وتنشط تعاملاتها
.http://www.alwatan.com.sa/daily/2006...writers10.html