لماذا الاختلاف يفسد الود
مما لا شك فيه أن الناس يختلفون في طباعهم وأشكالهم كذلك هم يختلفون في وجهات نظرهم وفي قناعاتهم وتصرفاتهم وكما هي الحياة لا تخلو من عثرات تصيبنا من الناس أنفسهم فهذه مزحه ثقيلة وتلك كلمة نابية وذاك اختلافاً في وجهات النظر وغيرها الكثير مما يعترضنا في حياتنا العملية أو داخل المنتديات ولكن مما أعجب له عند الاختلاف في وجهات النظر على قضية ما داخل منتديات الانتر نت وهذا ينطبق على بعض المجالس مع الأسف فنجد من يخرج عن المألوف لينتقد شخصك ويبتعد كثيراً عن صلب الموضوع ثم يتحول ذلك إلي عداوة وبغض شديد وحالة من الانتقام فتجده يتتبعك ويداهمك بعشرات المعرفات فيها ما هي تبعه وبها ما تتبع بعض الفزاعة وكأنك في ساحة معركة من يكسب أخيراً 0
ونجد الطرف الأخر قد صنف ذلك الشخص ضمن القائمة السوداء وضمن قائم الأعداء ولا يقبل الاعتذار أو العفو عنهم وقد امتلأ صدره بالحقد عليهم ويعد العدة للاصطياد عليهم حتى ينقسم اغلب من حولهم إلي قسمين متباغضين وتسود بينهم البغضاء وتكثر الاختلافات وقد تتحول من شاشات الانتر نت إلي الميدان يا حميدان 0 فسبحان الله أن يتحول الاختلاف في قضيه إلي امرأ جلل قد يجلب علينا الكثير من المشاكل والفتن 0
يا سادة يا كرام يا أحبتي في الله
أين نحن من رسولنا الكريم علية أفضل الصلاة والسلام 00قالت عائشة رضي الله عنها (ما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط وما ضرب شيئاً قط بيده 00ولا امرأة 0ولا خادماً 00 إلا أن يجاهد في سبيل الله 00 وما نيل منه شيء قط 00فينتقم من صاحبه 000إلا أن ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله )
أذن أن الرسول الكريم لم ينتقم لنفسه وكان كل غضبه لله سبحانه
وعلينا أن تذكر قول الإمام الشافعي رحمه الله تناظر يوماً مع أحد العلماء حول مسألة فقهية عويصة فاختلفا وطال الحوار حتى علت أصواتهما ولم يستطيع أحدهما أن يقنع صاحبه وكأن الرجل تغير وغضب ووجد في نفسه 0 فلما انتهى المجلس وتوجها للخروج التفت الشافعي إلي صاحبه وأخذ بيده وقال (ألا يصح أن نختلف ونبقى إخواناً ) 0 ومن أقوال الإمام الشافعي رحمه الله ما ناظرت أحدا إلا وددت أن يظهر الله الحق على لسانه" ومثل قوله "رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب"
وقفة وتأمل
بعد الاختلاف ووصوله إلي درجة الخلاف أين نحن من هذه الآية الكريمة
قال الله تعالى :-
(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )
وقال (صلى الله عليه وسلم): (من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفثه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من أي الحور شاء).
اللهم اجعلنا من الكاظمين الغيظ
والاحسن00 العافين عن الناس
واللهم اجعلنا ممن يدعوهم الله على رؤوس الخلائق ويخيرنا من أي الحور نشاء
لكم حبي وتقديري