جنّ اللّيل ......ذبُل ضوء النّهار .....
فخرج فكري مترنِّحاً يريد الإستسلام لِعالم الخفاء...عالم الهدوء.....عالم اللّيل
. فخرجتُ أنا الى عالمه .....لِأكتشف المزيد من أسراره....أنضر إلى إطلالةِ قمر في بِداية صيفيّتي ....
إنّها بِمعيّتي...
أسـتـمِع لِطرب أجمل معزوفات مدينتي
خرجت لِوضوح الآهات أسقي ليلي دفأً ليسقيني هياماً بحبّي له....
وبوحاً خفيّاً ....فأشاطِرهُ الهمسات .........
في رحلة قد تستغرِق السّاعة مع نسيم هذا الليل الجميل .........
لا أعلم لِماذا أُحِــــبّ ليالي صيفيّتي.....
قد تكون مكسيّة بِذكريات دافِئة عطِرة ممتلِئة النّقاء واللّحظات الجميلة الّتي تستحيل الذّاكرة نسيانها؟؟
فعيون ليلي (( حوراء )) تسحر نجوم ناضريها بها كسماء مدينتي تناضرني وتـتـتـبّع خطواتي من المكان الّذي
بدأت بالخروج منه إنّها خطوتي الأولى إلى جمال عالم سّكون اللّيل ........تناضرُني بـِـســِحرِها النّاعِم عند تنقُّلات
خطواتي ....أستميلُها فتستميلُني بِنسيم تشبع منه أنفاسي ....
فكم أُحِبّـُــكِ أيّـتـُـها الــنـّـفـَحات الهادِئة .......
,,,,,,,أيّتها النّفحاتُ العاشِقة لِـــعِشق مُـتَـنَـشِـّـقـُــك,,,,,,
هل تعلمين !! لقد أطلقتُ عليكِ مسمّى (( دواء العليل )) ....
أتعلمين !!!! لقد شفيتِ سُقم النّهار.........
أتعلمين!!!! أنتِ حُبّي فلا أكرهُ شيأً فيك حتّى لو كان عذاباً منك........
أتعلمين!!!! أحقِد على نومي الّذي يأخذني عنكِ من أجل أن أهنأ بليلي........
فمِن جمال هذا الليل ...أدعوه للسّهر ,,,,,فيدعوني لهمسات البدر,,,,,, ونفحات عاشِق على ضوء القمر......
إنّهُ ليلي الحالِم بِليالي صيفيّتي....
هناك حيثُ التقيتُ بِصوت في نهايات (( شارِع )) بِمدينتي ......
الّتي أترنّح بِها ومن سكرات نسيمها.....يمتلئ قلبي الحنين لماضي طفولتي
هذا الشّارِع في أواخِر مدينتي..... على ناصيتِهِ كان تِمثال فأصبح تراباً أزالتهُ أغبِرة الزّمن....
صوت صفير كأنّهُ صغير يُنادي أمّهُ من شِدة جوعة.......
إنّه السّكون فلا أسمع سِوى طقطقة وتلاطُم ما تبقّى من (( حديد الماضي )) قد زهِق منه الصّدأ فراح يُصفِّق
ويهتِف لِمقدمي .........هدوء جامِح وفائِح ورياحاً إشمئزّ منها مِعطفي ....ولكنّها تدخُل إلى روحي فتُنعِشُها ...
لِأتنفّس عــلــيلــُـها وأنفُـــثَ رذيلُها .......
أعمدة (( أنوارِهِ )) كشموع ذابِلة تحتضِر ولكنّها جميلة لازالت تضيء شارِعي كشموع ليالي الأعياد ....
أحتفِلُ بِها وترقُصُ لي رقصات عاشِق لليالي الصّيف الحالمة.......
فتترنّح خطواتي في ليلي وأتلذّذ بابتِسامات شوارِعُها لي !!!!!!!!!!!
فأُفاجأ بأنّني عُــدتُ إلى نفس مكاني الّذي
بدأتُ مِنهُ خطوتي فعُدتُ إلى منزلي ......فاكتشفت أنّهُ حنين لِلماضي الجميل أخرجني له ليلي بِنسيمِهِ العليل
شكراً لك أيّها الليل لقد أسعدتني فسأردّ الدين لك ولن أنام حتّى يتنفّس صُبحُك
حينها سأنام لِأستفيق على (( لــيــالــي صــيــفــيــّــتي ))
مُحِبّ اللّيل الجميل / أبو عدنان