رفض المليك للتصنيفات الفكرية وثيقة شرف سعودية لتقبل الرأي الآخر
قال عدد من اعضاء مجلس الشورى ان تحذير وتنبيه ورفض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله من شيوع التقسيمات للمواطنين وتصنيفاتهم الفكرية التي يروج لها البعض جاء ليضع حداً للغط الدائر في الاوساط المحلية، وقال عدد من اعضاء الشورى في تصريحات لـ «عكاظ» ان كلمة المليك المفدى تعتبر بمثابة حجر اساس لتدشين وثيقة شرف ثقافية سعودية يتم فيها قبول الرأي والرأي الآخر يؤخد بآلية الحوار والشفافية والنقد في اطار الوحدة الوطنية التي تضم الجميع بلا مزايدة وضمن سياج الاحترام المتبادل من والى جميع الاطراف.
يصف عضو الشورى الدكتور عبدالله بن يحيى بخاري كلمة خادم الحرمين الشريفين بأنها نبراس مضيء للتعامل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، فقد حث سلمه الله على تجنب استخدام تلك الاوصاف والنعوت العشوائية وتصنيف المواطنين ما بين علماني ومتطرف ولبرالي، وما شابه ذلك من مسميات واوصاف لا تؤدي سوى الى التفرقة والتباعد او حتى التنافر بين فئات المواطنين والى تمزق وتشويه المجتمع السعودي الذي يضمنا جميعا بما يجافى الحقيقة ولا ينصف واقعنا الاجتماعي وتعايشنا السلمي وتآزرنا الوطني.
ويضيف قائلا: في رأيي أنه يجب أخذ كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في هذا الشأن كأوامر تدعو الى الخير والمعروف، والى تقبل الرأي الآخر ضمن شريعتنا السمحة برحابة صدر وسعة افق فنحن جميعا نعيش تحت راية واحدة، ونهدف الى شيء واحد في مجتمع واحد، وهو عزة شأن الدين الحنيف والحفاظ على رفعة هذا الوطن ومقدساته، واضاف: لذلك كله وكما اشارت كلمات مليكنا المحبوب عبدالله بن عبدالعزيز رعاه الله، نحن جميعا أخوة في عائلة كبيرة واحدة، تحت راية الوطن، نعم قد نختلف في الرؤية وقد نختلف في وجهات النظر، وقد تتعدد رؤيتنا للأمور، ولكن كما يقال «الاختلاف في الحق لا يفسد للود قضية»، طالما بقيت هذه الاختلافات بعيدة عن ثوابتنا ولا تمس عقيدتنا او تضر بمصلحة الوطن الذي يحمينا ونحميه.
واكد عامر اللويحق عضو الشورى ان كلمة المليك المفدى كان لها اثرها الواضح لجميع شرائح المجتمع كونها وضعت الامور في نصابها الصحيح وكانت نبراساً لكافة المختلفين في الآراء ان هناك مظلة تجمعهم وان هذه التقسيمات لن تكون لها سوى آثار سلبية لا تطال الفرد وانما المجتمع بأكمله.
ويضيف اللويحق بقوله: استطيع ان اؤكد ان كلمة المليك اضاءت الطريق للجميع في عدم اطلاق النعوش والمسميات فالجميع سواسية مهما كان اختلاف الرأي.
اما الدكتور سالم بن علي الوهابي القحطاني عضو المجلس فيشير الى ان كلمة خادم الحرمين الشريفين تحمل بُعداً وطنيا كبيرا كون هذه التصنيفات تثير التنافر والحقد ووضع المواطنين في فئات او شرائح غير مقبولة من النواحي الدينية والوطنية وتتعارض مع مصلحة افراد المجتمع السعودي وبناء التكامل والتعاضد والتعاون بما يخدم مصلحة الوطن حاضرا ومستقبلا.
ووصف الدكتور عبدالرحمن العطوي عضو الشورى أن تصنيف الناس الى مسلمين متشددين ومنفتحين واصلاحيين ومحافظين وعلمانيين وغير ذلك من التسميات والاتهامات بأنه من أهم وانجح وسائل الاعداء لتفريق الصف وتشتيت الكلمة وزرع الفرقة كون سياسة فرق تسد استخدمت ضد المسلمين منذ زمن بعيد وقد آتت ثمارها كما نشاهد في عالمنا الاسلامي والعربي اليوم. ويضيف العطوي: يجب ان نقف صفا واحدا مع ولاة امورنا حتى لا نفتح بابا لاعدائنا ليتسلطوا علينا.