بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وبعد:
فالادارة تقوم علىركيزتين اساسيتين هما :-
1- العلم
2- الفن
فلا تقوم الادارة الا بهما معا ونحن بصدد الحديث هنا عن الركيزة الثانية الا وهي فن الادارة وبالتحديد عن البعد الانساني لهذا الفن
فغياب الجانب الانساني لدى المدير يولد قصور شديد في ادارته وبالتالي فشله في تسيير دفة العمل بالشكل السليم وذلك لان التعامل مع الانسان ( الموظف ) ليس كالتعامل مع الالات فالانسان بطبيعته مجموعة من المشاعر والاحاسيس ويخضع لعدة ضروف ومتغيرات نفسية واجتماعية لا يمكنه التحرر منها اثناء العمل
ومن هنا تبرز قدرة المدير على التعامل مع الموظف في ظل هذه الضروف والمتغيرات دون المساس بمشاعره واحاسيسه فالمدير الناجح هو ذلك الذي يستطيع تحليل شخصية الموظف ومعرفة الاسلوب الامثل في التعامل معه بل الابعد من ذلك ان هناك من يستطيع ان يكتشف الطاقات الكامنة داخل موظفيه فيوظفها لصالح العمل
ولعلي استشهد بما ذكر لي احد الاخوان من انه كان يعمل تحت ادارة مدير لم يتجاوز تحصيله العلمي شهادة الابتدائية ولم يلتحق دورة تدريبية في مجال الادارة بل الاغرب من ذلك انه لا يملك الخبرة الكافية في مجال العمل ولكن كان مثلا اعلى في الانسانية وبعيدا كل البعد عن الانانية وهذا انعكس ايجابيا على سير العمل , فقد ذكر لي ان جميع الموظفين يتحاشون الوقوع في الاخطاء
ليس خوفا من عقابه بل حياء منه , وذكر ايضا انه يشجعهم على مواصلة التحصيل العلمي ويسهل لهم ذلك ويقول انها لم تسجل اي ملاحظات على تلك الدائرة خلال توليه ادارتها .
خلاصة القول ان البعد الانساني للمدير يجب ان يكون حاضرا بشكل دائم لان اغفاله امر يعود بالمتاعب على ذلك المدير وليتذكر ان الادارة علم وفن