محمد مصطفى المصراتي من ليبيا
من نعم الله سبحانه وتعالى على المرأة ان خصها بنعمة الحمل والانجاب الذي يعمق الاحساس بالانوثة ثم الامومة .. والجنة تحت اقدام الامهات .. فهي تعاني وتتألم وذلك في فترة الحمل ومشاقه الكثيرة من الغثيان والقيء والآلام الاقدام والاسنان .. انها رحلة آلام وامال تستمر 9 اشهر بالاضافة الى آلام الولادة المضاعفة .. كل ذلك لتخرج انت للحياة .. ثم تبدأ مرحلة اخرى وهي فترة طفولتك حيث لاتقدر على فعل شىء فتتكفل امك باطعامك من صدرها الدافي وتنظيفك من فضلاتك وتهب مستيقظة عندما تصرخ في سكون الليل لتلبي احتياجاتك وهكذا تمر بها الايام .. فتسهر عندما تمرض .. تسهر بجنبك .. انت نائم وهي عند رأسك تنتظر اي التفاتة او امر منك لتنفذه .. وتكبر امالها وهي تجدك تزداد نموا وطولا .. وعندما تحتاج الى شىء تتجه اليها لانك بفطرتك تعرف انها الوحيدة التي ستتفهم طلبك .. وتمر الايام والسنوات .. فتدخل الى عالم المدرسة فتتابع خطواتك فيها وتساعدك لتحقق الامال الطيبة لك ولها ومع انك تكبر الا انها مازالت تعتبرك طفلها الصغير الذي تتألم لاي خدش يصاب به وتتمنى ان تراك دائما مسرورا مبتهجا ولاتألوا جهدا لتفرح صغيرها الذي تعتبره سندها في كبرها وعجزها .
وعندما كبرت واستقليت بمنزلك وكيانك .. قل لي اخي الشاب .. اختي الشابة .. ماذا قدمنا لامهاتنا ليفي بالم من آلام الحمل والولادة .. او مشاق سهر الليالي وتعب السنين وكدها عندما تصاب اخي الشاب .. اختي الشابة بالم في اسنانك مثلا ليوم او يومين تذكر ان امك لاجلك تحملته اشهر في فترة حملك واذا عانيت بالام المعدة ليوم او اكثر يجب ان تعود بك الذاكرة الى امك وكم عانت طوال تواجدك هناك في رحمها الحاني من حركتك ورفساتك .. فاربط كل ذلك .. وتذكر دائما فترة جهاد امك في سبيلك لتكون انسانا متكامل يمضي في الحياة ساعيا لتحقيق امال غالية غرستها في مخيلتك منذ نعومة اطفالك وعند كل ذلك سنعرف لماذا قال حبيبنا المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام لصحابي جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله : اردت الغزو وجئتك استشيرك فقال : فهل لك من ام ؟ قال نعم . قال : فالزمها فان الجنة عند رجليها .. (رواه النسائي وابن ماجه واحمد واللفظ له ) .
محمد مصطفى المصراتي من ليبيا almosrati_2010@yahoo.com
منقول من منتدى عوده ودعوه