المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاشف
هل تقبيل الحجر الأسود من العبادات
الله واعلم ...
وهو كااان احد الاسئله التي سئلتهااا ...
وانتظر الاجااابه عليهااا..
وعموماً اليك مااا حصلت عليه ...
الحكمة في تقبيل الحجر الأسود
قالوا: إن الحجر الأسود من الجنة، وقالوا: إنه مبدأ الطواف، وإنه من وضع إبراهيم خليل الرحمن، وقالوا: إنه يمين الله في الأرض، فمستلمه كمبايع لله تعالى واضع يده على يده تحقيقا لمعنى المبايعة، وتأكيدا لمضمونها، فهذه أمور كلها تقتضي تقبيل الحجر واستلامه، ونحن وإن سلمنا هذا فإنا نقول: إن الحكمة في تقبيل الحجر ليست مقصورة على ما ذكر فقط، بل هناك حكمة الحكم، وسر الأسرار في تقبيل هذا الحجر، وإنها لتلوح للمتأمل من قول الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إني أعلم أنك حجر لا تنفع ولا تضر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبلك ما قبلتك فمن هذا التصريح وحده تظهر الحكمة الحقة في تقبيل الحجر الأسود، وهي أن يعلم المؤمن الموحد أن السر في كل العبادات هو إذن الله تعالى بفعلها، فإن أية عبادة مهما كان شكلها تخلو من أمر الله تعالى وإذنه لا ينتفع بها فاعلها لأنها فاقدة لروح العبادة وسرها، وهو أمر الله تعالى الذي يكسبها التأثير في النفس بالإصلاح والتزكية، فالعبرة كل العبرة بالانقياد لأمر الله بفعلها، وإلا فمن المعلوم أن الحجر الأسود حجر من جنس الأحجار التي لا تنفع ولا تضر ولكن لما تعلق بهذا الحجر إذن بتقبيله أصبح المؤمن ينظر إليه نظرة الإجلال والاحترام، لأنه يتوصل به إلى ما يصبو إليه من حب مولاه ورضاه.
ومن هنا نعلم أن الحكمة العامة في كل العبادات هي اختبار مدى صدق إيمان المؤمن بربه، وإلى أي مدى هو مستعد لقبول أوامر الله تعالى وتنفيذها، حتى ولو كان بتقبيل حجر لا ينفع ولا يضر.
والتقبيل سنة عند الاستطاعة وبدون إضرار بالناس، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعمر "يا أبا حفص، إنك رجل قوي فلا تزاحم على الركن، فإنك تؤذي الضعيف، ولكن إذا وجدت خلوة فاستلم، وإلا فكبر وامض" رواه الشافعي في سنته.
وما هو السر في اهتمام النبي -صلى الله عليه وسلم- بتقبيله والبكاء عنده؟
قد يقال: إن ذلك من باب التشبه بتقبيل يد السادة والكبراء، والحجر -كما في بعض الروايات- يمين الله في الأرض يصافح بها عباده، فالتقبيل إعظام وإجلال لله -سبحانه- أو تعاهد معه على الطاعة والالتزام كما يحدث بين الناس في المبايعة والموالاة.
وقد يقال: إن الحجر هو الجزء الباقي بيقين من أحجار الكعبة التي بناها أبوه إبراهيم -عليه السلام- فالرسول يكرم هذا الأثر، ويتذكر به أصوله الأولى وما قاموا به من أمجاد وتضحيات هيأت لولادته وبعثته حول هذا الأثر الباقي وهو الكعبة.
وقد يقال: إن الرسول -عليه الصلاة والسلام- يقبله متذكرًا إكرام الله له وتهيئته من الصغر ليكون رسول هذه الأمة، حيث فصل في نزاع خطير بين القبائل من أجل نيل الشرف بوضع الحجر الأسود في مكانه عند تجديد بناء الكعبة قبل البعثة حيث ارتضوه -وهو الأمين- حكمًا في هذا النزاع، فأشركهم في حمله بثوب، ثم أخذه بيده ووضعه في مكانه، إنه شرف جدير بالاعتزاز به، يتذكره الرسول بعد سنوات طويلة ترك فيها مكة وحرمه أهلها من زيارة البيت، حتى مكنه الله منه بعد أن انتصر وعز، ورفع الله ذكره.
كل ذلك يمكن أن يكون حيثيات للاهتمام الزائد من النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحجر، مع العلم بأن تقبيل الحجر ليس عبادة له أبدًا، فالعبادة لله وحده، كما أن الطواف بالبيت ليس عبادة للبيت، بل لله -سبحانه- الذي أمر به في قوله {وليطوفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29] وقال في امتنانه على قريش {فليعبدوا رب هذا البيت} [قريش: 3] فتقبيل الحجر ليس عبادة له، ولو كان فيه خطأ لم يقر الله رسوله عليه أبدًا، والله لا يقر أحدًا على شرك في عبادته.
وشعور عمر عند تقبيل الحجر هو شعور الموحد لله -سبحانه- والمقتدي بالرسول -صلى الله عليه وسلم- فإن الاقتداء به مطلوب، وشعور الرسول بتقبيله هو أيضًا شعور الموحد لله -سبحانه- المعترف الشاكر لنعمه عليه وعلى أبيه إبراهيم -عليه السلام- وشعور المشتاق للجنة، فقد قيل: إن الحجر من الجنة وكان أبيض فسودته خطايا بني آدم، وإن لم يكن الخبر قطعي الثبوت كما قدمنا.
فالرسول -صلى الله عليه وسلم- بكل هذه المشاعر والأحاسيس يقبل الحجر الأسود، وهو في قمة التوحيد لله وإخلاص العبادة له سبحانه وتعالى .
المقال التالي :الاسراء والمعراج
المقال السابق:محاسن الإسلام
احترااامي لك اخي الكااااشف...
رحــــــــــــــــاااال...