سألتُ قلبي بحقِّ اللهِ: ما الخبرُ؟
حتَّى تبدَّتْ لنا في سحرِها الصورُ
أهدتْ إلينا بتحنانٍ مباسمَها
وردَّدَ القلبُ ما جادتْ به الفِكَرُ
عادتْ ليالي الهنا عادَ النقاءُ بها
والشَّهرُ ضاءتْ بهِ الآياتُ والسورُ
لا تستوي فرحةٌ بالصِّدقِ باسمة
وفرحةٌ قد أتتْ بالغشِّ تتزرُ
فينتشي الغرُّ مما لاصفاء به
ويحتذي حذوَ من قد نالَهُ الخَوَرُ
ولا يزالُ به فيما يكابدُهُ
حتى تماثلَ صفو العيشِ, والكدرُ
قلْ لي بربِّك يا مفتونُ كيف بها
مقابضُ الجمرِ حين النَّارُ تستعرُ؟
وهل علمتَ بأن العمرَ ضيَّعَهُ
بذل الثواني بشيءٍ ما له ظفرُ؟
وأنتَ ما أنتَ إلا نسمة وُجدتْ
بينَ الأنامِ بظهرِ الغيب تحتضرُ
فظاهرُ العمرِ في الدنيا نعيشُ بهِ
وباطنُ العمرِ علامٌ به القدرُ
فلا تغرَّنكَ الأيامُ باسمة
مالم يكنْ زادُها بالوعي ينتصرُ
مسافرٌ يا فتى يومًا براحلةٍ
إلى الحقيقةِ حيثُ القومُ قد قُبرُوا
صمتُ السكونِ بلا همس يحيطُ بـه
تغفو وحيدًا فـلا طيـفٌ ولا أثـرُ