من أهم ما يزعج الكثير منا في مجال العمل تأخر الترقية، وقد يفقد البعض الفرصة في الحصول عليها أصلاً لأسباب قد لا يعلمونها أحياناً، وقد يعلمونها أحياناً أخرى ولكنهم لا يعيرونها الاهتمام اللازم ولا يكترثون كثيراً بها إلى درجة الشروع في تغييرها.
يذكر خبراء التنمية البشرية عدداً من الصفات التي يُعرف بها الموظف الكسول في أي مجال من مجالات العمل المختلفة:
* التسكع المستمر *
وهو أول سبب يمنعك من الحصول على ترقية، ويمكن أن تميز اتصافك بها إذا كانت إجاباتك على الأسئلة التالية هي نعم:
- هل تصل إلى العمل متأخراً بشكل متكرر؟
- هل تهوى الوقوف على باب الشركة بعد انتهاء ساعات العمل؟
- هل أنت ممن يحبون أن يتصلوا لأخذ إجازة مرضية في آخر يوم من الأسبوع أو أول يوم فيه؟
- هل لديك مشكلات في حاسوبك؟
- هل التعليمات بالنسبة لك ليست واضحة؟
إذا كانت إجاباتك على الأسئلة السابقة هي لا؛ فأنت لست متسكعاً، تصل في الوقت المحدد، تقوم بعملك بشكل جيد، وتمضي يوم عمل مفيد، بل وممتع أيضاً، ولكن دون ترقية وهنا تكمن المشكلة. فأنت تقوم بعملك بشكل جيد، هذا صحيح، ولكن قد يكون هذا ليس كافياً لتسليمك منصب أعلى ومسئوليات أكبر. إذا لم تقطع مسافة أكبر باتجاه مدير عملك، فلا تتوقع منه أن يقطع هو مسافة كبيرة باتجاهك.
* التذمر الدائم *
إذا كنت ممن ينشدون المثالية، ومن كثيري الشكوي والتذمر والذين يهتمون حتى بأصغر الصغائر، وإذا كنت تربك مديرك بطبعك حتى أنه يشعر بأنك تخلق جواً مشحوناً دائماً، إذا كنت قلقاً ولا يرتاح زملاؤك بالتعامل معك؛ فلا تنتظر الحصول على أي ترقية في القريب العاجل، بل عليك في الحقيقة أن تبحث عن عمل جديد مع مدير جديد قبل أن يطردك مديرك الحالي بنفسه.
* عدم الاحتراف *إذا لم تتمتع بالحرفية التامة فى عملك الذي تقوم به، ولكنك في ذات الوقت تشعر بأنك تقوم بأعمال أقل من مستواك، وتجد نفسك لا تكترث إذا جفت القهوة في الغلاية، أو اختلطت أوراق التقارير، أو كانت ملفاتك متناثرة وغير مرتبة، أو امتلأ بريدك الإلكتروني بالأخطاء المطبعية، أو نسيت اسم العميل أثناء كتابة رسالة له، فأنت تشعر بأن هذه الأعمال ليست سوى مضيعة لوقتك، وأنك ربما ستهتم بالعمل إذا ما أسندت إليهك مهام كبيرة تراها تتوافق مع إمكانياتك الحقيقية.
في هذه الحالة لا تتوقع ترقية، تذكر أن كل مهنة تحتاج إلى وافدين جدد، وإذا كنت لا تستطيع أن تدير أعمالاً بسيطة فمن غير المعقول أن تتوقع من صاحب الشركة أن ينسب إليك مسؤوليات أكبر.
* المظهر الغير ملائم *
قد لا يلتفت الموظفون إلى طريقة هندامهم ومظهرهم ونوعية الملابس التي يرتدونها، فهم غالباً ما يفضلون الملابس المريحة الفضفاضة التى تناسب الذهاب للنادي أو للتسوق أكثر من العمل، ولكن الخبراء ينصحون باتباع نمط اللباس الذي يقتضيه المنصب الذي ترغب في الترقي إليه، حاول أن تتعلم كيف يتكلم من يشغلون ذلك الموقع، وارتق بلغتك ولهجتك نحو المزيد من الرسمية وابتعد عن الألفاظ الشعبية المتداولة في مكان العمل.
* كثرة الأعداء *
إذا كان لديك كمية لا بأس بها من الأعداء فى العمل، فاعلم أن هؤلاء الأشخاص قد يقفون أمام تقدمك، ويستطيع زملاؤك أن يفسدوا عليك عملك. لكن الأفراد الأهم الذين يجب أن تتفاداهم هم أولئك الذين يملكون أمر ترقيتك، فإذا جعلت من نفسك عدواً لمساعد مديرك، أو إذا ما اشتكى منك زبائن أساسيون، فسيكون احتمال إجبارك على الاستقالة أمر وارداً جداً.
* الزملاء المتميزين *
إذا وجدت نفسك في تنافس مع زملاء متميزين ، خاصة إذا كان عدد الموظفين المتميزين أكثر من الوظائف الشاغرة التي توجد في الدرجات العليا من السلم الوظيفي، يجدر بك أن تقوم بعمل خارق وليس ممتازاً فحسب، بل وعليك أن تضاعف جهودك في كل فعالية من فعاليات العمل الصغيرة منها والكبيرة، كي تتمكن من إثبات مهاراتك كإداري موهوب.
خطوات نحو التغيير
مهما كانت أسباب تعثرك فى الحصول على ترقية فى مجال عملك، لا تنتظر كثيراً وابدأ التغيير على الفور، سيطر على حياتك واتبع أهم النصائح التي يوصي بها الخبراء كل من يطمح إلى التقدم والنجاح:
1- حفز نفسك دائماً، أيقظها من الخمول، داعب فيها نقاط القوة والطموح، أخبرها أن التغيير هو خطوة هامة في سبيل تحقيق النجاح والسلام الداخلي، وذكرها بقول: التقدم مستحيل بدون تغيير، وأولئك الذين لا يستطيعون تغيير عقولهم لا يستطيعون تغيير أي شئ.
2- اعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك، المرء الذي يعرف نفسه جيداً هو أقدر الناس على طرق باب النجاح. حدد ماهى قدراتك، وركز على الأشياء التى تحتاج إلى تنمية وتغيير.
3-يجب أن تكون لديك رغبة قوية شديدة وقناعة راسخة بالتغيير، يجب أن تتمتع بثقة فى النفس تدفعك للتعبير عن إبداعك فى مقابل عجزك وخوفك من الفشل، فالأمر ليس أن بعض الناس يمتلكون الإرادة وآخرون لا يملكونها؛ بل أن البعض مستعدون للتغير والبعض الآخر لا.
4- أنت مخلوق كرمه الله عز وجل، والوحيد الذي وهبه الله سبحانه وتعالي القدرة على الارتقاء وتحسين المستوى سواء الروحاني أو الإجتماعي أو الفكري أو المادي أو العملي، يجب أن تستعمل هذه النعمة الإلهية فى تغيير نفسك إلى الأفضل وفي أن ترتقي إلى مراتب المتميزين، وتذكر أن تغيير السلوك يدفع المرء نحو الارتقاء والتميز وتحديد المصير المناسب له في الحياة.
نصائح عامة للحصول على الترقية
يتخيل البعض أن الترقية فى الوظيفة يعتمد في المقام الأول على النفاق الوظيفي وإرضاء المدير سواء كان على خطأ أو صواب دون اعتراض أو إبداء للرأي، لكن الوصايا التي سنذكرها هنا تساعد الموظفين في تكوين أفضل علاقة مع أصحاب العمل على الرغم من طرافتها، وهذا وفقاً لاستطلاع للرأي أجري بين مجموعة من الموظفين، لذا ستجدها واقعية وأكثر جدوى من لأساليب سابقة الذكر:
1- الحضور مبكراً: أي في وقت مبكر للغاية، إذ أن أول من يجلس على مكتبه يمكنه إنجاز المزيد في العمل، ويمكنه أن يثير مشاعر القلق لدى باقي الزملاء، فالكل سيتساءل: “ماذا يفعل هذا الشخص هنا؟”، كما ويمكنه أن يكون أول من يتكلم مع صاحب العمل لدى حضوره.
2- اتخاذ جانب الطرف الأقوي: اعتبر الاستطلاع أن وسيلة هز الرأس؛ من أهم الأمور للحفاظ على علاقة متوازنة في العمل، فإذا حدث وكنت في موقف يحتاج إلى إبداء رأي معين في خلاف بين صاحب العمل وطرف ثان فلا تتسرع في إبداء رأيك واكتف بهز رأسك.
3- المشية السريعة: الحرص على رفع الرأس والمشي السريع أمر ضروري، يجب على الموظف الذي يرغب في إثبات مكانته في العمل أن يمتنع عن المشي ببطء في الطوابق أو الاستناد على الحائط لأن المشية السريعة تنم عن شخصية مهمة وربما يعتقد الزملاء أن المدير كلفه بعمل شديد الأهمية.
4- الشخصية القيادية: من يرغب في الترقي من الممكن أن يبدي رأيه أمام الآخرين من وقت إلى آخر، إن هذا السلوك سيولد انطباعاً بأنك شخصية قيادية وسيجعل الجميع يتسابق لنيل رضاك.
5- تدخل فى كل كبيرة وصغيرة: ينصح الاستطلاع بـأن تدس أنفك في كل شيء، ولا تدع الفرصة تفوتك في أي موقف لإبداء رأيك فيه حتى وإن لم يكن يخصك مطلقاً، لأن هذا سيجعل رئيس العمل يبحث عنك دائماً عندما يبحث عن متطوعين لحل خلاف، ولكن احذر فالمسألة حساسة.
6- حساب الإنجازات: لا تتجاهل تسجيل جميع ما أنجزته مع الزملاء في كل يوم عمل لأنك ربما تحتاج في يوم ما إلى وثائق تدعم موقفك في أي خلاف أو تفاوض محتمل.