أخيراً طفح الكيل وقررت الزوجة أن تشتكي زوجها للشرطة فقد ضاقت ذرعا بكل العذاب الذي تلاقيه على يديه، ضرب، شتائم وإهانة لم تعرف يوما أن تضع لها حداً. فقررت أن تشكوه ورزقها على الله..
فالزوج لم يترك مناسبة إلا ويضربها بسبب وبدونه، على مسمع من الجيران ولم يكن من مخلص للمرأة المغلوبة على أمرها سوى الشرطة فاتصلت بالشرطة ليجد لها حلاً مع هذا الزوج الذي لم يجد ما يردعه من أخلاق أو قانون ضاربة بعرض العادات والتقاليد رافضة أن تكون ضلعا قاصرا، في الوقت الذي لا تعتبر نفسها متمردة على المجتمع التقليدي المحافظ وإنما هي طالبة للحماية وللعيش السوي والاستقرار في بيتها الذي ينبغي أن يكون لها المصدر الأول للحماية والملجأ الأول من المخاطر، لا أن يكون السجن الذي تهان فيه وتتلقى يوميا وجبات من الذل والعذاب الكلامية والجسدية.
إذ نفتح ملف الشكاوى التي تقدمها الزوجات ضد الأزواج لن يفوتنا التذكير ببعض الحالات التي قدمت فيها الزوجات شكاوى كاذبة ضد الزوج، لغاية في نفس يعقوب، ودون أن يكون الزوج قد أهان أو اعتدى على الزوجة، وإنما اشتكته بدافع التخلص منه أو لتلقينه درسا يبقى يتذكره ما دام حيا، وليعرف حدوده في التعامل معه.
وسؤالنا هو هل تعتقد بإمكانية مواصلة العيش المشترك في بيت واحد بين زوجين تبادلا الشكاوى بينهما في الشرطة؟ هل تعتقد أن على الزوجة أن تشتكي زوجها بعد أول اعتداء أو إهانة تتعرض لها من قبل الزوج؟ هل تعتقد أن تحمل الزوجة للمهانة يجعل الرجل يعود إلى رشده ويحاسب ضميره، أم أنه يجعله يتمادى لدرجة القتل؟ ..