بنات التمريض
د. عبدالعزيز حسين الصويغ
وحكايتهن لا علاقة لها برواية (بنات الرياض) التي أثارت المياه الراكدة في وسطنا الأدبي حين تجرأت صاحبة القصة رجاء الصانع ابنة الرابعة والعشرين على التعبير فيها عن هموم جيلها فتصدى لها البعض ومنهم من تجاوزهم خريف العمر ليناقشوها بمفاهيم جيل مضى وانقضى غير مدركين ان لكل عصر أدواته وأن لكل جيل رؤيته وتطلعاته. وهو ما عبر عنه جبران خليل جبران بقوله “ابناؤكم ليسوا لكم، ابناؤكم أبناء الحياة”.
** **
القصة التي أتحدث عنها اليوم هي عن (أطباء وممرضات الامتياز) التي حسبت أنها انتهت وقبرت بعد صدور قرار ديوان المظالم بمنطقة مكة المكرمة، في شهر شعبان 1427هـ، بإلغاء قرار جامعة الملك عبدالعزيز بتخفيض مكافأة أطباء الامتياز والذي كان يقضي بخفض المكافأة من 10700 الى 6000ريال وتضمن الحكم إعادة المكافأة الى سابق عهدها، كما تضمن، حسب معلوماتي، ممرضات الامتياز اللاتي خفضت رواتبهن من 5400 الى 2500 ريال.
** **
لقد فوجئت أخيراً برسالة في بريدي الاليكتروني موجهة من مجموعة من طالبات التمريض بجامعة الملك عبدالعزيز السنة الخامسة (الامتياز) يشرن فيها الى دخولهن في نفس الدوامة التي خرج منها من سبقهن من زملائهن ولا ادري لماذا نعشق التضييق على انفسنا في تفسير الأنظمة واللوائح دون النظر الى وضع الطرف المعني. ومع ان للرحمة مائة باب فإن هناك من يسعى لاقفالها جميعاً ( بالضبة والمفتاح).
** **
ولا يسعني هنا سوى ان انقل رسالة ومعاناة طالبات التمريض اللاتي سيتخرجن قريباً ووضعها كما طلبن امام والدهن خادم الحرمين الشريفين فهن يأملن في أن (الحل لن يأتي الا من كرمك يا صاحب الكرم .. ملكنا وعزوتنا وابونا الملك عبدالله بن عبدالعزيز نظرة رحمة منك تغير الأحوال.. وترد لنا اعتبارنا . مجرد قراءتك لمشاعر فتياتك طالبات التمريض هي في حد ذاتها شرف لنا واعتزاز لنا ونحن مستبشرات بك الخير وكلنا أمل ان يتم ارجاع رواتبنا والنظر في ساعات العمل).
نافذة صغيرة:
( أنا طبيبة أحاول معالجة الجسد كما انني روائية كاتبة أحاول معالجة الروح) رجاء الصانع.
البريد يستعين بالكوادر النسائيه للتصدي لأستفسارات العملاء
سبحان الله ( التصدي ) بجريدة المدينه يختلف معناه في جريدة الشرق الاوسط
أختلف مثقفي وعلماء الصحافه في أختيار الكلمه المناسبه فـ أحتار القراء
المصدر (جريدة المدينه ليوم الثلاثاء 11محرم 1428