البريد والرسوم المفروضة
كلنا يذكر ساعي البريد الذي كان الى عهد غير بعيد يحمل الرسائل الى اصحابها في المدن والقرى وحتى الهجر سواء بالسيارات أو حتى على الحمير دون أية رسوم ولا تأخير، وهذا مهم جدا.
وعندما مرت بنا سنوات التأخير لوصول البريد لأصحابه تطلعنا لليوم الذي سيتم فيه تحويل ادارة البريدالى مؤسسة تعمل على تطوير وسائله وتدريب القائمين به لايصال الرسائل والطرود في الوقت المناسب والى الجميع في المدن والقرى بدون تأخير ولا ضياع أسوة بما تعارف الناس عليه في العالم أجمع سواء في أمريكا أو بولاق الدكرور في مصر.
لكن الذي حدث أنه بتحول البريد الى مؤسسة فجع الناس بالتنظيم الجديد الذي اهتمت به المؤسسة قبل تطوير خدماتها من رفع لرسوم صندوق البريد من مائة ريال الى ثلاثمائة ريال مع ضرورة تحديد عدد المنتفعين به.. واستحدث نظام «واصل» الذي يفرض دفع خمسمائة ريال عند التأسيس وثلاثمائة ريال كرسوم سنوية لاستلام وايصال البريد، في الوقت الذي لا يمكن رسميا لأي مؤسسة أن تصدر نظاما بغير موافقة سامية، ولا نعرف في العالم ادارة للبريد تأخذ أجرا على ايصال البريد لأن الاجر مدفوع مقدما من المرسل بالشكل المتعارف عليه من طوابع وسندات وصول.. كما وأن صناديق البريد بجميع دول العالم من أمريكا اللاتينية الى سريلانكا مفتوحة لكل ما يصل وعليه رقم الصندوق سواء لصاحبه أو العاملين لديه وحتى اصحابه وجيرانه، بل وحتى الاعداء إن كان في الصندوق متسع.
مجلس الشورى المعبر عن المجتمع بجميع شرائحه أجل في جلسته الثامنة والثلاثين التي عقدها الاثنين 3 رمضان مناقشة تقرير مؤسسة البريد السعودي الى جلسة قادمة للاستماع الى رأي لجنة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات بشأن اعتراض اعضاء المجلس - كما نشرت عكاظ بعدد يوم الثلاثاء 3/9/1427هـ - على قيام مؤسسة البريد بتحديد رسوم تصل إلى 300 ريال لصناديق البريد الخاصة - واصل - والمطالبة بإعادة النظر في ابقاء اجور صناديق البريد الخاصة بالافراد والعائلات بالرسم المحدد مقداره بـ 100 ريال سنويا للصندوق حيث اكد عدد من الاعضاء أن ذلك لا يتوافق مع النظام الأساسي للحكم بعدم فرض ضرائب أو رسوم الا عند الحاجة وعلى أساس العدل.
وأكد عضو المجلس الدكتور عبدالله دحلان - كما تقول عكاظ-: أن المؤسسة التفت حول قرار سابق صدر منذ عشرين عاما ولم تستند الى نظام الحكم الاساسي الصادر في عام 1412هـ وقال: إن المطلوب الإبقاء على الرسوم القديمة وليس توصية بإعادة النظر في إبقاء اجور البريد.. وتساءل الدكتور عبدالعزيز النصر الله عن قيام أربع شركات للاستثمار في البريد بقيمة 1200 مليون ريال لتركيب 4 ملايين صندوق، ولماذا لم تربط تركيب وادارة الصناديق في منافسة واحدة؟!.
وأعود لما بدأت به من أن الأمل في مؤسسة البريد هو الإرتقاء بالخدمة ورفع مستوى كفاءة العاملين بها بالتدريب والتأهيل لايصال البريد لأصحابه دونما تأخير ولا عنت وليس فرض رسوم جديدة لا يقرها النظام الاساسي للحكم.. وتزيد في تحميل المواطن تكاليف مرهقة بغير مبرر ولا سابق عهد سواء في بلادنا أو في أي دولة بالعالم والله المستعان.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
زاوية مع الفجر بجريدة عكاظ للكاتب عبدالله عمر خياط http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/20061007/Con2006100753255.htm
http://www.okaz.com.sa/okaz/osf/2006...6100753255.htm