في خطوة جديدة تعمل عليها وزارة العمل ، فقد أشار وكيل وزارة العمل إلى توجه الوزارة خل الفترة القادمة لتوظيف السعوديات كمديرات للمنازل بمرتب شهري يتراوح بين 1500 و 1800 ريال .
سعوديات يَقبَلن العمل «مديرات منازل»
تجاوزت سيدات نظرة المجتمع حول العمل كخادمات في المنازل، تحت وقع حاجتهن إلى المال، لإعالة ذويهن، ما حدا بهن إلى قبول المهنة، بعيداً عن ذل السؤال. ووفر رفض موظفات الاستعانة بخادمات أجنبيات، فرص عمل لهن، إضافة إلى عدم تفضيل عدد غير قليل من العائلات استقدام عمالة أجنبية.
وإن قصّر البعض عمل النساء السعوديات على أمور بسيطة، مثل الاهتمام بالرُضع أو مساعدة العجائز في المنزل، إلا أن أخريات تركن كل أعمال المنزل لهن، بما فيها الطبخ والغسيل والتنظيف. وعملت جمعية خيرية على تدريب نحو 24 فتاة، ممن تعولهم، على تدبير المنزل، وأقامت لهن دورات إسعافية أولية للتعامل مع الحالات الطارئة. وتخفي أم صالح، التي تعمل في مجال الخدمة المنزلية، طبيعة عملها، وتبرر ذلك «لو علم المحيطون بي إلى أين أتجه كل صباح؟ فسيقابلون ذلك بالنقد الجارح، وربما السخرية، من دون أن يحاولوا إيجاد حل أو تقديم عمل لا يتسبب في إحراجي أنا وأبنائي».
وعلى رغم ترددها في الحديث عن طبيعة عملها، والحرج المصاحب له، إلا أنها تقول: «ما يجبرني على العمل خادمة هو الحاجة الماسة، وبخاصة انني لا أجيد إلا القليل من القراءة والكتابة، وأتحمل مسؤولية بيت وأطفال، فماذا افعل؟»، موضحة «أتلقى مساعدة من الجمعية، ولكنها لا تكفي لتغطية حاجاتنا، سواء الطعام أو الشراب أو الملابس ودفع فواتير الكهرباء الملتهبة، إضافةً إلى طلبات الأولاد التي لا تنتهي»، مضيفةً «أشعر بالعجز عندما يُقارن أطفالي أنفسهم بغيرهم». وتؤكد أم صالح «لن يعذرني المجتمع لعملي خادمة في المنازل»، موضحةً «في البداية كنت أقوم بالخدمة في مجالس العزاء، وعادة ما يتصل بي ذوو المتوفى، وأقوم بعمل الشاي والقهوة وتنظيف المكان، إلى أن عرفني الناس، وعرضت علي إحدى المعلمات العمل لديها أثناء غيابها في الدوام، فأنظف المنزل وأغسل الملابس وأطهو الطعام»، مستدركةً «كنت أشعر بالحرج في البداية، وطلبت من صاحبة المنزل أن يبقى الأمر سراً بيننا، أما الآن، فأصبح الأمر شبه طبيعي بالنسبة لي». وامتهنت «أم علي» مهنة الخادمة، وهي لا تتحرج من هذا الأمر، وتقول: «إن العمل الشريف لا يعيب صاحبه، وإذا كانت هناك مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتقي، ولا أجيد أي عمل سوى الخدمة المنزلية، فهل أجلس وأطلب من الغير مساعدتي، أو امتهن التسول في الطرق؟»، مضيفةً «أعمل الآن من دون أن يدعي أحد علي فضلاً أو منّة». وتتذكر «أم حسين» عمل المرأة كخادمة في الماضي «قبل 50 عاماً، كان هناك الكثير من السيدات يعملن في المنازل كخادمات، وبخاصة بعد وفاة الزوج، وعدم وجود من يعينهن». وتقول «أم سعيد»: «لم يكن المجتمع في تلك السنوات ينظر إلى المرأة العاملة كخادمة، بازدراء، بل كانت تحظى باحترام الجميع، لأنها قادرة على أن تُعيل نفسها وأسرتها، ولا تحتاج للغير».
وذكرت أم ناصر لجريدة "الحياة" : «لم يكن يصدر من الخادمات السعوديات أي مشكلات، كما يحدث الآن من الخادمة الأجنبية، وكنا نأتمن الخادمة على المنزل وأسراره، كما كانت تربطها بصاحبة المنزل صداقة، ولا مجال للتعالي والتكبر من جانب صاحبة المنزل عليها، فهي تأتي لمساعدتها وتتقاضى أجراً مقابل ذلك، وكانت تحتسب لها أجرتها باليوم»، مضيفةً «كانت الثقة والمعاملة الحسنة هي السمة العامة في التعامل، ولا مكان للغيرة على الزوج أو الشك في التصرفات، كما يحدث الآن، أما في الوقت الحاضر، فتغير كل شيء، وأصبحت الخادمة السعودية محط النقد اللاذع والسخرية».
رابط الخبر
http://www.sabq.org/inf/news.php?action=show&id=2023