أكد الدكتور محمد بنتن رئيس مؤسسة البريد السعودي، أن هناك الكثير من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفنية التي تواجه البريد، مشيرا إلى أن تبادل الخبرات الدولية وبالتعاون الإقليمي والمتابعة الحثيثة من اتحاد البريد العالمي والقائمين عليه، سيتمكن البريد من تخطي هذه التحديات والتغلب عليها، يبقى دائما الدعم الحكومي بجميع أبعاده هو الركيزة الأساسية لاستكمال البنى التحتية، وبالتالي تحقيق متطلبات المستفيدين والوصول إلى الطموحات المنشودة.
وقال رئيس البريد السعودي في كلمته التي ألقاها أمس بالنيابة عن الهيئات والمؤسسات البريدية في الدول العربية في مؤتمر استراتيجيات اتحاد البريد العالمي 2006، الذي انطلقت فعالياته أمس في دبي تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبحضورالشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام، وتنظمه مؤسسة الإمارات للبريد "بريد الإمارات": "كما تعلمون جميعا فإن البريد قد لعب دورا مهماً خلال القرون الماضية لتهيئة الاتصال بين البشر في أنحاء المعمورة. وقد أثبت رجال ونساء البريد أمانتهم ومصداقيتهم وكفاءتهم على القيام بالأعمال المناطة بهم على خير وجه، وفي فترات لاحقة ليست بالبعيدة, تمكن البريد من أن يواكب تطلعات المستخدمين بعد ظهور المنافس التجاري العالمي والمحلي، بل إنه استطاع أن يتحالف مع هذا المنافس لتقديم الخدمة التي يتوقعها المستفيد، وها نحن الآن في عصر التقنية والاتصالات المتقدمة والإنترنت, العصر الذي قد يوحي إلى البعض بأن البريد قد أفل هلاله، ولكن كما تعرفون فإنه لا حكومة إلكترونية من دون بريد فاعل يقوم بإنهاء الخطوات الأخيرة لتسليم الوثائق واستلامها، ولا تجارة إلكترونية من دون بريد فاعل أيضا يسلم المستهلك بضاعته أو يعيدها إلى مصدرها لعدم مطابقتها لرغبته وفي كثير من الأحيان ليأخذ منه أو يعيد إليه قيمة تلك البضائع. لذلك فإن التطلعات على أداء البريد كبيرة خصوصا ونحن نعيش عالما سريعا متطورا كسر حاجز الصورة والصوت وينتقلان فيه آليا بين جميع مناطق العالم، ولكن يبقى البريد بخدمته الشمولية وتواجده في الأماكن النائية مهيئا، لأن يكون نقطة التقنية المجاورة للمستهلكين في تلك المناطق وليمارسوا حقوقهم الإلكترونية مثل نظرائهم في الأماكن المتمدنة. وخطط رواد التقدم، وها نحن اليوم نجتمع في هذا المؤتمر لنطلع على تجاربنا ونقييم أنفسنا ونعد العدة لبريد يستطيع أن يواكب عصر الاتصالات والإنترنت".
وبين بنتن، أن المرحلة الحالية التي يمر بها البريد وسوق البريد والبيئة العصرية تتطلب إعادة النظر في هيكلة البريد الحالية والتوجهات الإصلاحية، وزاد: "نحن على أبواب هذا العصر يجب علينا أن نعد البنية التحتية لبريد المستقبل وذلك بأن نعمل على إنشاء بنية تحتية بريدية مناسبة تعتمد كليا على ميكنة المعالجة البريدية وأجهزة الفرز الآلي و استخدام أنظمة الملاحة المتقدمة لتوزيع البريد، وأن نعد لبنية تحتية تجعل من جميع الإرساليات البريدية يمكن تقفي أثرها ومعرفة مكان تواجدها لتقديم خدمات يتطلع إليها العميل وتمكنه من تتبع جميع مراحل معالجة إرساليته، ونخطط لكي يكون البريد رائدا في استخدام التقنية في جميع مجالاته، وذلك ببناء بنية تقنية قوية وصلبة تهيئ البريد ليكون حلقة الوصل بين جميع التقنيات العالية، وليكون له زمام المبادرة في عصر التقنية، كما نعمل على توفير البنية التحتية التنظيمية والإدارية المناسبة والخطط التي تأخذ في الحسبان توفر القوى البشرية الوطنية القادرة على تشغيل بريد المستقبل، لتكون أساسا لانطلاقة صحيحة توصلنا إلى ما نصبو إليه".
وتمنى رئيس البريد السعودي الذي سيكون متواجدا غدا في إحدى جلسات المنتدى، بأن يخرج المؤتمر الاستراتيجي برؤية تصورية ستسهم في بلورة استراتيجية نيروبي البريدية العالمية بشكل يتفق وواقع الأحوال البريدية عبر العالم وبما يحقق التقدم والنجاح للجميع.
وحضر المؤتمر، الذي يعقد كل أربع سنوات نخبة من الخبراء وصناع القرار من أكثر من 130 دولة حول العالم، بينهم أكثر من 40 وزيراً، وعدد من رؤساء وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، إضافة إلى ممثلين عن شركات القطاع الخاص، وذلك لمناقشة القضايا والأمور التي تؤثر في قطاع البريد، والعمل على صياغة استراتيجية جديدة سيتم تبنيها خلال أعمال مؤتمر اتحاد البريد العالمي الذي سيعقد في العاصمة الكينية، نيروبي في عام 2008م.
من جانبه، قال إدوارد دايان مدير عام اتحاد البريد العالمي: "تكمن أهمية المؤتمر الاستراتيجي لاتحاد البريد العالمي في كونه يمهد لمؤتمر اتحاد البريد العالمي، كما يعتبر هذا الحدث منبراً يجمع تحت سقف واحد صناع القرار وممثلون عن الجهات المشتركة في هذا القطاع، بما في ذلك الجهات الحكومية والمنظمات الدولية، وخاصة هيئات الأمم المتحدة، وذلك لمناقشة الأفكار والقضايا التي ستشكل استراتيجيات البريد العالمي في المرحلة المقبلة، في جو تسوده الشفافية والوضوح".
وتتضمن القضايا التي سيبحثها المؤتمر تأثيرات العولمة على القطاع البريدي والتحركات السكانية، ونمو معدلات استخدام التكنولوجيا الحديثة، ومنافسة القطاعات الأخرى، وتحديد احتياجات العملاء، ودور القطاع البريدي في مجتمع المعلومات وعملية إصلاح وتحويل القطاع البريدي.
رد مع اقتباس
