بسمـ الله الرحمن الرحيم ..
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ..
هل فكرتم . . . قط في معاني الموتـ!!
اغلبكم لم يفعل ذلك ..
لـ ذلك دعوني .. و اسمحوا لي .. بـ ان اُعلِمَكم .. ما معنى الموت
فـ الموت ليس فقط أن تكون جثة هامدة
قد فارقتها الحياة
أو
أن يتوقف قلبك عن النبض
و إنما ...
هناك عدة معاني لهذه الكلمة
ليس بالضرورة
أن تلفظ أنفاسك
و تغمض عينيك
و يتوقف قلبك عن النبض
و يتوقف جسدك عن الحركة
كي يقال عنك : { أنك فارقت الحياة }
فبيننا الكثير من الموتى يتحركون
يتحدثون
يأكلون
يشربون
يضحكون
لكنهم موتـــى . . . يمارسون الحياة بلا حياة
فـ مفاهيم الموت لدى الناس تختلف . . . .
فـ هناك من يشعر بـ الموت حين يفقد إنساناً عزيزاً
ويخيل إليه .. أن الحياة .. قد انتـــــهــت
وأن ذلك العزيز حين رحل ..
أغلق أبواب الحياة خلفه
وأن دوره في الحياة بعده ... انتهى
وهناك من يشعر بـ الموت ...
حين يحاصره الفشل من كل الجهات
ويكبله إحساسه بالإحباط عن التقدم
فــيخيل إليه .. أن صلاحيته في الحياة قد انتهت
وأنه لم يعد فوق الأرض ما يستحق البقاء من أجله
و البعض . .
تتوقف الحياة في عينيه في لحظات الحزن ...
ويظن أن لا نهاية لهذا الحزن
وأنه ليس فوق الأرض من هو أتعس منه
فيقسو على نفسه حين يحكم عليها بـ الموت
وينفذ بها حكم الموت . . .
بلا تردد
وينزع الحياة من قلبه
ويعيش بين الآخرين كـ الميت تماماً
فلم يعد المعنى الوحيد للموت هو
الرحيل عن هذه الحياة
فــ هناك من يمارس الموت بطرق مختلفة
ويعيش كل تفاصيل وتضاريس الموت
وهو ما زال على قيد الحياة
فـ الكثير منا ...
يتمنى الموت في لحظات الانكسار
ظناً منه أن الموت هو الحل الوحيد
والنهاية السعيدة لسلسلة العذاب
لكـــــن !!
هل أحدنا سأل نفسه يوماً ..
ترى .. ماذا بعد الموت ؟
نعـــــــم
ماذا بعد الموت ؟ ؟
فهم .. كانوا هنا ... ثم رحلوا
غابوا ولهم أسبابهم في الغياب
لكن الحياة خلفهم ما زالت
مستمرة ...
فـ الشمس ما زالت تشرق
والأيام .. ما زالت تتوالى
والزمن .. لم يتوقف بعد
ونحن ... ما زلنا هنا
ما زال في الجسد دم
وفي القلب نبض
وفي العمر بقية .. { بـ اذن الله }
فـ لماذا نعيش بلا حياة ؟ ؟
ونموت بلا موت ؟ ؟
إذا توقفت الحياة في أعيننا ..
فيجب ألا تتوقف في قلوبنا
فـ الموت الحقيقي هو . .
مـــــــــــــــوت القلــــــــــــوب
تخيل أن لديك كاس شاي مر وأضفت إليه سكرا ولكن لم تحرك السكر فهل ستجد طعم حلاوة السكر بالتأكيد لا . .
أمعن النظر في الكأس لمده دقيقه وتذوق الشاي
هل تغير شي ؟ هل تذوقت الحلاوة ؟ لا اعتقد
ألا تلاحظ أن الشاي بدأ يبرد ويبرد وأنت لم تذق حلاوته بعد ؟
إذن محاولة أخيرة
ضع يديك على راسك ودر حول كاس الشاي , وتمنى أن يصبح الشاي حلوا
إذن كل ذلك من الجنون وقد يكون سخفا
فـ لن يصبح الشاي حلوا بل سيكون قد برد ولن تشربه ابد ..
وكذلك هي الحياة كوب شاي مر والقدرات التي وهبك الله إياها والخير الكامن داخل نفسك هو السكر الذي إن لم تحركه بنفسك فـ لن تتذوق طعم حلاوته
وان دعوت الله مكتوف الأيدي أن يجعل حياتك أفضل فـ لن تكن أفضل إلا إن عملت جاهدا بنفسك وحركت إبداعاتك بنفسك ..
و بعد كل ذلك .. اقول لا تمت نفسك .. و انت لا تزال حيا .. ترزق