كشف لـ "الاقتصادية" عبد الحكيم التميمي؛ رئيس الهيئة العامة للطيران المدني، أنه خلال العام الجاري، سيتم تخصيص جميع مطارات المملكة عبر تحويلها إلى شركات.
وقال إن استراتيجية التخصيص في الهيئة تستهدف تحويل جميع المطارات في المملكة وبعض قطاعاتها، إلى شركات مملوكة بالكامل لشركة الطيران المدني القابضة، ومن ثم نقل ملكية الشركة القابضة إلى صندوق الاستثمارات العامة.
وأضاف أن الهدف من برنامج التخصيص هو تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين، وتحويل القطاعات المستهدفة بالتخصيص إلى مراكز ربحية تغطي تكاليفها، وتكون مصدر دخل للجهة المالكة.
وحول الطرق التي ستتبعها الهيئة في التخصيص، أوضح التميمي أن مشروع التخصيص سيتم من خلال ثلاث طرق: الأولى تتعلق بتحويل المطار إلى شركة مثل ما يحدث حاليا في مطار الملك خالد الدولي، حيث يتم بيع حصة أقلية منه، ومن ثم تكوين مجلس مديرين للمطار، له الصلاحيات في إدارة الشركة.
وأفاد بأن الطريقة الثانية تتمثل في التشغيل والصيانة مثل ما حصل في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد، على أن تتحمل الهيئة التكلفة الرأسمالية لإنشاء المشروع، وتشارك المستثمر في الدخل.
وبين التميمي أن الطريقة الثالثة التي سيتم العمل بها هي نظام البناء والإعادة والتشغيل BTO مثل مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة، وبعض المطارات الأخرى التي وقعت عقودها مع المستثمرين، وهي مطارات: الطائف، حائل، القصيم، وينبع، حيث يتم نقل الموظفين إلى المستثمر وتحمله التكلفة الرأسمالية لإنشاء المشروع ويشارك الهيئة في الدخل.
وذكر رئيس الهيئة العامة الطيران المدني أن الجدول الزمني لتخصيص للمطارات السعودية سيكتمل وفق مراحل وعلى شكل مجموعات، مؤكدا أن الهيئة ستكون هي الجهة المنظمة والمراقبة لقطاع الطيران في المرحلة المقبلة عند اكتمال التخصيص.
إلى ذلك، تم الإعلان أمس عن تعيين "جولدمان ساكس"، مستشارا لإدارة بيع حصة في مطار الرياض، وذلك في أول عملية تخصيص كبيرة لمطار في المملكة، وفقا لما أكدته ثلاثة مصادر مطلعة لـ "رويترز".
وقالت المصادر، إن شركة الطيران المدني السعودي القابضة، تعتزم بيع حصة أقلية في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، من دون الكشف عن إطار زمني للبيع.
ولم يتضح بعد حجم الحصة ولا قيمتها التقديرية، لكن مطار الرياض هو ثاني أكبر المطارات السعودية بعد مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة. وسلط مسؤولون الضوء على قطاع النقل، باعتباره قطاعا يحظى بأولوية في عمليات التخصيص، مع تطلع السعودية لتحسين الخدمات وتنويع اقتصادها.
وتأسست شركة الطيران المدني السعودي القابضة لإدارة عملية التخصيص، وفقا للهيئة العامة للطيران المدني، على موقعها الإلكتروني. وفازت مجموعة شانجي السنغافورية للمطارات في أبريل بعقد لتشغيل مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة لفترة تمتد إلى 20 عاما. يأتي دور "جولدمان" في وقت تعزز فيه مصارف استثمارية وجودها في السعودية، من أجل الاستفادة من برنامج التخيخص بالبلاد، مثل الطرح العام الأولي المزمع لشركة أرامكو، الذي تقدر قيمته بـ 100 مليار دولار، بحسب مختصين.
من جهته، قال الدكتور فيصل الصقير، رئيس مجلس المديرين في شركة الطيران المدني السعودي القابضة، التي تعد الجهة المسؤولة عن برنامج تخصيص المطارات، إن لدى الشركة برنامج تنفيذي لتخصيص المطارات تم إقراره من اللجنة الوزارية للتوسع في التخصيص المنبثقة من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.
وأضاف أن الشركة تسير على البرنامج التنفيذي بشكل جيد، حيث تم تحويل مطار الملك خالد الدولي إلى شركة مطارات الرياض منتصف عام 2016، ومطار الملك فهد الدولي إلى شركة مطارات الدمام مطلع شهر يوليو الحالي 2017، وسيتم تحويل مجموعة المطارات الإقليمية والداخلية إلى شركة إدارة المطارات في نهاية العام الميلادي الحالي.
وأوضح أن تحويل المطارات إلى شركات يعد الخطوة الأولى لتخصيص المطارات، حيث تمر هذه المطارات بعد تحويلها لشركات بمرحلة إعادة ترتيبها لتعمل على أسس تجارية، ولتصبح أكثر كفاءة عمليا وماليا قبل تخصيصها.
وإشارة لما نشرته “رويترز” أوضح الصقير أنه تمت دعوة بعض الشركات الاستشارية لدراسة إمكانية تخصيص شركة مطارات الرياض ببيع حصة منها، وفازت بها “جولدمان ساكس” لتقديم الاستشارات للمشروع، والحديث عن تفاصيل المشروع سابق لأوانه قبل الانتهاء من الدراسة.
( كل العالم بدأت الخصخصة قبل مؤسسة البريد السعودي - وانتهت منها - والبريد على عادته يمشي كالسلحفاة )