عبر البريد السعودي خلال تاريخه العريق بمرحلتين هما مرحلة ما قبل تأسيس المملكة والثانية ما بعد التأسيس على يد المغفور له جلالة الملك (المؤسس) عبدا لعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.
المرحلة الأولى
قبل دخول الملك عبد العزيز الرياض عام 1319هـ كان بعض أصحاب المحلات (الدكاكين) يتطوعون للقيام بخدمة البريد في ميدان العدل (الصفاة) بوضع أكياس من القماش الأبيض مكتوب عليها اسم المدينة أو القرية ويقوم صاحب الرسالة بوضعها ومن ثم يتم إرسالها باستخدام الدواب مع المسافرين، أما البريد الوارد فيوضع في أماكن خاصة داخل الدكاكين ومن له رسالة يحضر لأخذها.
أما في مكة المكرمة وجدة فكان البريد يحمل على الدواب في رحلات تستغرق(14) ساعة، وكان مكتب البريد يتكون من رئيس ونائب له وبائع الطوابع ويسمى (مأمور كشك) ومأمور المسجلات والعادي، كما كان البريد يحمل على الجمال إلى الليث وجازان وأبها ونجران وغيرها من مدن الجنوب مرة أو مرتين في الشهر، وفي المدينة المنورة كان يحمل على الجمال إلى جدة وبعد إنشاء الخط الحديدي بينها وبين دمشق أصبح البريد ينقل بالقطار، كما كان البريد الخارجي بين جدة ومصر يتم أسبوعياً بواسطة شركات الملاحة الخديوية والإيطالية والهندية، كما كان ينقل مرة واحدة أسبوعياً بين جدة وبور سودان وكل عشرين يوما إلى الهند.
المرحلة الثانية
بعد توحيد المملكة العربية السعودية واكتشاف النفط أخذ التطور السريع للبريد الأشكال التالية:
أنشئت مديرية الأعمال البريدية عام 1354هـ. كانت مصلحة البرق والبريد والهاتف قبل عام 1373هـ تدير الأنشطة البريدية ثم انتقلت لوزارة المواصلات تحت مسمى (وكالة وزارة المواصلات للشئون السلكية واللاسلكية والبريدية). تم انظمام البريد السعودي للاتحاد البريدي العالمي في عام 1348هـ 1929م . صدر أول طابع بريد سعودي عام 1334هـ. تعتبر المملكة ثاني دولة عربية تصدر الطوابع البريدية العادية والتذكارية. منذ عام 1390هـ ومع بداية خطط التنمية السعودية الخمسية شمل التطور الكبير للبريد مختلف مجالات الخدمة البريدية بالتوسع كماً وكيفاً. صدرت أول ميزانية مستقلة للبريد في شهر رجب عام 1392هـ بعد إنشاء المديرية العامة للبريد. أنشئت وزارة البرق والبريد والهاتف بناء على الأمر الملكي رقم 236/أ في 8/10/1395هـ. أنشأت المديرية العامة للبريد خدمة البريد الممتاز في 8/10/1404هـ.
المرحلة الثالثة
ضمن التحولات التنموية التي تعيشها المملكة العربية السعودية حالياً صدر قرار مجلس الوزراء بتاريخ 29/3/1423هـ الموافق 10/6/2002م بتحويل المديرية العامة للبريد إلى مؤسسة عامة تعمل وفق فلسفة القطاع الخاص، وفي مطلع عام 1426هـ تم تنفيذ مرحلة واسعة في مؤسسة البريد السعودي تمثلت في استحداث إدارات وتقديم خدمات جديدة والإعلان عن المشروع الجديد للعنونة والتوصيل الحديث إلى المنازل والمباني.