عندي صندوق بريد وإنترنت عالي السرعة
جمال أحمد خاشقجي
11/05/2009
أصبح عندي صندوق بريد وعنوان "واصل" واضح وصريح ومحدد، كما أنني مهووس بتقنيات الاتصالات الجديدة فأصبح عندي اتصال أسرع بالإنترنت مستخدماً تقنية واي ماكس الجديدة من شركة "جو" أحدث شركات الاتصالات في البلد وهي تقنية تجعل الاتصال أسرع من دي إس إل الذي سعدنا بعد زمن الاتصال بالهاتف والانقطاعات التي لا تنقطع، لترفع الضغط والسكر حتى عند الشباب والشابات.
البريد السعودي الذي يموج بجملة من التحولات، دشن مؤخرا أول سوق إليكتروني في البلاد، وقبل ذلك أطلق خدمة "عنوانك البريدي في أمريكا" لخدمة المتسوقين من هناك. ماذا يعني كل هذا؟
يعني أن تجارة التجزئة في بلادنا مقبلة على تحول كبير لا يقل حجمه عن تحولها من شارع قابل إلى التحلية في جدة ومن شارع الوزير إلى كل الرياض في العاصمة.
يعني وظائف جديدة لشباب وشابات لا بد أن يمتلكوا قدرات معينة، ويعني أيضا خسارة وظائف من عجز عن اكتساب هذه القدرات، يعني فرصا جديدة للتاجر الذكي، كما يعني متاجر قديمة تغلق أبوابها، وفرص يخسرها التاجر غير الملم بالتحولات من حوله.
يعني العولمة واشتداد المنافسة، في يوم قريب أستطيع أن أشتري الأرخص والأفضل وأقارن مختلف العروض ليس فقط في جدة والرياض وإنما حول العالم.
كما سيصرخ أحدهم الآن ويقول: ماذا عن تكلفة الشحن؟ أقول له هناك "حلول" هذا المصطلح الجديد الذي بات يستخدمه الشباب السعودي القادم من كليات التجارة والتسويق الأمريكية، بالطبع هم يقولونه بالإنجليزية، فالتجارة الحديثة تبدع في اختراع الحلول واقتناص الفرص، بل هناك شركات تبيع "الحلول".
حتى "الدفع" أصابته صرعة "الحلول" بطاقات ائتمان تشحن، أخرى خاصة فقط للإنترنت، هاتفك الجوال يتحول إلى بطاقة ائتمان، حتى ساعتك.. إلخ.
أفكار كثيرة لا تنتهي، والتحول سيكون أسرع من الآن الذي استغرقه الانتقال من شارع قابل إلى شمال جدة.
حتى مطعم المطبق سيتأثر بالتحولات هذه، من يستطيع أن يتفاعل معها سيكتسح السوق، يربط نفسه بشبكة من العملاء، تدخل إلى الموقع، تدخل اسمك السري بعد ما خزنت كل معلوماتك المالية وعنوانك (تذكر واصل) في المرة الأولى، بعد ذلك لن يكلفك الأمر أكثر من نقرات قليلة ويكون اختيارك على مائدتك خلال نصف ساعة، 3 مالح و2 حلو أحدهما بالموز، سيبدع صاحب المطعم الشاب ويخترع لك أطباقا جديدة فـ"الحلول" هنا سهلة.
كل شيء سيتغير ولكن هل ستتغير مع البيروقراطية العتيدة، هل ستستفيد فروع وزارة التجارة من هذه التحولات ومعها الأحوال المدنية والجوازات ومكاتب العمل؟ هل سنوفر بالتقنيات الجديدة فرص عمل لأبنائنا أم ستساعدنا على التكسب بمزيد من التستر، هذه المرة سيكون شرعيا ويسمونه "أوت سور سنج" الذي يتلقى الطلب موظفة تتحدث العربية في القاهرة والذي يخبز المطبق هندي في جدة، والذي يوصله فلبيني، والسعوديون هم نظام (جي بي إس) من البريد السعودي والضيوف.
القطاع الخاص سريع الاستجابة للأفكار الجديدة ومن لا يستجيب منهم يتم تجاوزه ويبقى الأقدر والأذكى، وليس الأقوى، ولكن ماذا عن الحكومة؟
هل نبيع مكتب العمل للقطاع الخاص؟! http://www.elaph.com/Web/NewsPapers/2009/5/439010.htm