بسم الله الرحمن الرحيم
والله أنها حقيقة .. واقعية .. قصتنا هذه .. ليست من نسج الخيال .. ولا من بُنيات فكري الصغير .. !!
مُدير إدارة .. دكتاتوري بمعنى الكلمة .. فهو خليفة ( هتلر ) في جبروته وعِناده .. !!
إذا رأيته .. فإنك ترى إنساناً ذو هيبةٍ كبيرة .. وذو سلطةٍ نافذة .. !!
فهو مُدير حقيقي بمعنى الكلمة .. وصاحب مرتبة عالية في السلم الوظيفي .. !!
لا تكاد تستطيع النظر في وجهة من قوة شخصيته .. وغطرسته .. وتسلطة .. !!
فهو مُدير إدارة ليس كأي مُدير أو مسؤول .. !!
نبدأ مع يوم واحد من أيامه .. لنرى العجب العُجاب في إرهابه للموظفين العاملين تحت إدارته .. !!
الساعة الآن الثامنة صباحاً .. هذا موعد حضورة للإدارة .. يترقب جميع الموظفين من النوافذ حضوره ليبدأ الصراع .. والحرب .. مع هذا المدير .. !!
عندما يُشاهد الموظفون قدوم المدير ماذا يفعلون .. ؟!!
من كان في فمه لقمة سوف يرميها .. !! ومن كان لا يرتدي الشماع فإنه يرتديه .. ومن كان جالساً وقف .. ومن كان واقفاً جلس .. !! إرهاب شديد وخوف وهلع من حضوره .. !!!
دخل الإدارة .. نظر إلى الكاونتر .. رمى بعينه الحارقة على الموظفين يمنةً وشمالاً .. ثم صعد إلى مكتبه وجلس .. ليتنفس الموظفون الصُعداء من ذهابه لمكتبه ..
لا أحد يستطيع أن يمر من أمام مكتبه نهائياً خوفاً وهلعاً من إستدعائه ومحاسبته له .. !!
لا تستطيع الإستئذان إلا بعد دخولك عليه وطلبك للإذن والخروج من الإدارة .. فهو يحب المركزية المقيتة والتفرد بالرأي لوحدة .. !!
الساعة الآن الحادية عشر ظهراً .. لا تسمعُ إلا صياحه .. ونياحه .. لم يسلم من لسانه أي موظف في الإدارة بل أي عميل للإدارة .. !! فهو ذو صوتٍ جهور .. لا وقور .. ولا صبور .. !!
تمر الأيام والسنين وهذا حال المدير لم يتغير ولن يتغير لأن الإدارة بالنسبة له قاضٍ يحاكم متهمين .. و جلاد يجلد معتقلين .. !!
بعد هذا الرعب الذي خلفه للموظفين .. وبعد إرهاب نفسيات الموظفين .. وجعلهم يتلفتون عن يمينهم وشمائلهم خوفاً من وجوده بينهم .. !!
أتى الفرج من الله بقرار إزاحة من منصبه لوجود قضية ضده من مجموعة من الموظفين .. !!!!
ألمهم .. بعد أن إستلم قرار إبعاده أخذ يمر على جميع الأقسام ليصافح الموظفين ويقول لهم : ( سامحوني إذا غلطت عليكم أو حصل مني قصور ) .. !!!
يالله العجب .. يسامحونك .. وأنت من أرهبهم وحرمهم من الكثير من الحقوق .. !!
يسامحونك .. وأنت من حرمتهم للدورات التي كانت من حقهم وأنت تقول ( ما يحتاج دورات ) ..!!
يسامحونك .. وأنت من حرمتهم من ممتاز في تقويم الأداء الوظيفي وتقول ( لا تستحقون ذلك ) .. !!
بل إذهب .. وانصرف عنا .. فإن القلب لا يحبك .. ولا كثر الله من أمثالك ..
تحياتي لكم
إداري