مأزق صعب تعيشه معظم الأسر هذه الأيام والسبب تزامن مناسبتين «مكلفتين« ترهقان كاهل رب الأسرة بمصروفات إضافية سوف تلتهم راتب شهر شعبان بالكامل ، و في الغالب سيتطور الأمر إلى حد الاستدانة للوفاء بهذه المتطلبات التي لا غنى عنها .. فخلال أيام قليلة يهل علينا شهر رمضان المبارك ومعه يتضاعف معدل إنفاق الأسرة السعودية ويذهب معظم دخلها إلى اللحوم والمواد الغذائية والتموينية والولائم الرمضانية الشهيرة وغيرها من العادات المرتبطة بالشهر الكريم ، وفي الوقت نفسه سوف تفتح المدارس أبوبها في نفس التوقيت تقريبا ، ويدخل الآباء في دوامة الزي المدرسي ومصاريف الدراسة والكتب والدفاتر والأقلام بل والدروس الخصوصية التي أصبحت تبدأ مع بداية العام الدراسي.
يقول احد المواطنين : قديماً كانت الحياة أكثر بساطة ، وكنا نستعد للمناسبات بمبالغ نقتطعها من راتب الشهور التي تسبقها ، وكانت هذه المبالغ على صغرها تغطي المصاريف وتسير الأمور بسلاسة وهدوء ، أما الآن فالراتب مهما كان لا يكفي متطلبات الشهر ، وبالتالي لا يمكننا أن نوفر منه شيئا ، ثم تأزم الموقف أكثر بتزامن حلول رمضان مع عودة الطلاب إلى المدارس ، فكلاهما يحتاج إلى مصروفات ضخمة سوف يعجز راتب شعبان عن تغطيتها ناهيك عن حالات الطوارئ التي قد تواجه الأسرة بدون سابق إنذار.
وتساءل احد الموظفين : ماذا يفعل المواطن ذو الدخل المحدود والذي لا يزيد راتبه على 2000 ريال .. ويقول ان المتطلبات خلال هذا الشهر كثيرة والراتب محدود ولا يكفي لتدبير الاحتياجات ولا حتى نصفها فأنا على سبيل المثال مطلوب مني سداد مصروفات التحاق ابني بالكلية وشراء المستلزمات المدرسية الضرورية لأبنائي الصغار ودفع إيجار البيت وشراء متطلبات شهر رمضان ، ولن أتحدث عن العلاج ولا الترفيه ولا ملابس العيد فهي رفاهية بعيدة المنال واستطرد : أعتقد أن أكبر خبير اقتصادي لا يمكنه حل أزمتي المالية وسوف يفشل في تقسيم راتبي على احتياجاتي الضرورية.
منقول
الكاتب وليد العوفي – المدينة المنورة وزارة التربيه والتعليم