[grade="00008b Ff6347 008000 4b0082"]محمد الغامدي (الرياض)
أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله أن الدولة مستمرة في عملية التطوير وتعميق الحوار الوطني وتحرير الاقتصاد ومحاربة الفساد والقضاء على الروتين ورفع كفاءة العمل الحكومي في اطار التدرج المعتدل المتمشي مع رغبات المجتمع.
أضاف المليك يحفظه الله في كلمته الضافية التي ألقاها في افتتاح أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى أمس أن الدولة حريصة على مكافحة الفقر والاهتمام بالمناطق التي لم تحصل على نصيبها من التطور.
وأكد المليك المفدى على أن السعي مستمر لاستكمال التنمية الشاملة لخير المواطن وسعادته..
وفيما يلي نص الكلمة:
أيها الأخوة أعضاء مجلس الشورى:
بسم الله، وعلى بركة الله، نفتتح أعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى، سائلاً المولى -عز وجل- أن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يعيننا على حمل المسؤولية.
أيها الأخوة الكرام:
لقد أعز الله هذه الدولة لأنها أعزت دين الله، وسارت على نهج ثابت يتوارثه خلف عن سلف، وسوف تبقى عزيزة لا يضرها من عاداها ما دامت ترفع راية التوحيد وتحكم شرع الله.
أيها الأخوة:
ان منهجنا الاسلامي يفرض علينا نشر العدل بين الناس، لا نفرق بين قوي وضعيف، وأن نعطي كل ذي حق حقه، ولا نحتجب عن حاجة أحد، فالناس سواسية، فلا يكبر من يكبر إلا بعمله، ولا يصغر من يصغر إلا بذنبه.
ان ديننا الاسلامي يعلمنا أن المؤمنين أخوة، وسوف نسعى -بإذن الله- الى ترسيخ روابط هذه الأخوة، متأملين أن تجتمع كلمة العرب والمسلمين، وتتوحد صفوفهم، ويعودوا قادة للحضارة وللبشرية، وما ذلك على الله بعزيز.
اننا نرتبط باشقائنا العرب بروابط اللسان والتاريخ والمصير، وسوف نحرص دوما على تبني قضاياهم العادلة مدافعين عن حقوقهم المشروعة، خاصة حقوق اشقائنا الفلسطينيين. آملين ان يتمكن العرب بالعزيمة الصادقة، من الخروج من ليل الفرقة الى صبح الوفاق، فلا عزة في هذا العصر بلا قوة ولا قوة بلا وحدة.
اننا جزء من الاسرة الدولية نتأثر ونؤثر بما يدور فيها، وسوف يبقى موقفنا قائما على الصداقة والتعاون مع الجميع ونشر السلام مدركين ان رخاء العالم وحدة لا تنقسم، ومن هذا المنطلق سوف نستمر في سياساتنا المعتدلة في انتاج البترول وتسعيره وحماية الاقتصاد الدولي من الهزات.
ايها الاخوة:
ان الاسلام يدعو الى توفير الحياة الطيبة لابنائه وسبيلنا الى تحقيق ذلك هو التنمية الشاملة التي سنسعى بإذن الله الى استكمالها متلمسين خير المواطن وسعادته، آملين ان نحقق له اسباب السكن والعمل والتعليم والعلاج وبقية الخدمات والمرافق، وسنحرص على مكافحة الفقر، والاهتمام بالمناطق التي لم تحصل على نصيبها من التطور وفقا لخطط التنمية المدروسة.
اننا لا نستطيع ان نبقى جامدين والعالم من حولنا يتغير، ومن هنا سوف نستمر بإذن الله في عملية التطوير، وتعميق الحوار الوطني وتحرير الاقتصاد ومحاربة الفساد، والقضاء على الروتين، ورفع كفاءة العمل الحكومي، والاستعانة بجهود كل المخلصين العاملين من رجال ونساء، وهذا كله في اطار التدرج المعتدل المتمشي مع رغبات المجتمع المنسجم مع الشريعة الاسلامية.
وتعلمون ان التنمية لا يمكن ان تتحقق الا في جو من الامن والامان ولهذا فنحن نجدد العزم على القضاء على الفئة الضالة من الارهابيين القتلة ومكافحة الفكر التكفيري بالفكر السليم، فلا مكان في بلاد الحرمين الشريفين للتطرف فنحن ولله الحمد امة وسط بعيدة عن الافراط والتفريط، ومن هذا المنبر نحيي جنود الامن الشجعان وبقية قواتنا الباسلة، ونشيد ببطولاتهم ونتــرحــم على شــهدائهـــم ونبشرهم بالنصر المبين ان شاء الله.
ايها الاخوة الكرام:
لقد كنتم خير معين على التطوير بما عرضتم من آراء سديدة وما اقترحتم من تنظيمات حكيمة ولا يراودنا اي شك انكم ستواصلون القيام بدوركم الهام متحملين مسؤوليتكم امام الله ثم امام وطنكم ومواطنيكم.
ايها الاخوة الكرام:
اقول لكل مواطن ومواطنة لقد عرفتكم خلال السنين كما عرفتموني وقد كنتم على الدوام مخلصين صادقين اوفياء للعهد، وستجدوني ان شاء الله مخلصا لديني ثم لوطني صادقا معكم وفيا للعهد، وستجدوني معكم في السراء والضراء اخاً واباً وصديقاً وصادقاً وسأكون بينكم في المسيرة الواحدة نرفع كلمة الاسلام ورفعة الوطن.
وكان خادم الحرمين الشريفين رعى أمس حفل افتتاح اعمال السنة الثانية من الدورة الرابعة لمجلس الشورى بمقر المجلس بالرياض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وعدد من أصحاب السمو الملكي الامراء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين.
ابن حميد: المجلس بحاجة لمزيد من الصلاحيات
وقد القى رئيس مجلس الشورى الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد كلمة اكد فيها حاجة المجلس الى مزيد من التحديث والصلاحيات والتطوير والدعم حتى يواكب تطلعات القيادة ويقدم للمقام الكريم الرأي والنصيحة والمشورة والقرار الرشيد بطريقة علمية مخلصة ويسهم مع الجهات الاخرى في ضمان حسن الاداء لأجهزة الدولة والمؤسسات العامة من خلال تطوير دور المجلس الرقابي.
واستعرض رئيس مجلس الشورى ما قام به المجلس خلال العام الماضي من انجازات واعمال من ابرزها صدور جملة من الانظمة الجديدة ومراجعة وتعديل بعض الانظمة بلغ عددها اربعة وثلاثين نظاما وصدور عدة قرارات في مختلف الشؤون الادارية والتنظيمية بلغت مائة قرار وسبعة قرارات.
ولقد تفاعل المجلس مع توجيهات الدولة التي تهدف الى تحقيق المصلحة الوطنية من حيث اجراءات انضمام المملكة الى منظمة التجارة العالمية والاسراع بخطوات الانضمام وذلك بالوفاء بالمتطلبات التي حققت هذه الخطوة الاقتصادية المهمة ، مؤكداً عزم المجلس على مواصلة السير لتحقيق الآمال وترجمة هموم وطموحات المواطنين من اجل غدٍ أفضل ومستقبل مشرق.
وكان رئيس مجلس الشورى قد نوه في بداية كلمته بمنجزات وجهود الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز رحمه الله في اعادة تحديث المجلس وتجديد نظامه واعادة تكوينه لينطلق في العمل مسهماً مع الحكومة في النهوض بالوطن والمواطن.
واشاد بتجاوز البلاد للاحداث المؤسفة التي قامت بها فئة ضالة تأثرت بافكار منحرفة بفضل حزم القيادة وحكمتها واخلاص رجال الامن والمواطنين وتكاتف الجهود الامنية والفكرية والتربوية للقضاء على ما تبقى من ذيول هذا الفكر المنحرف الذي يتنافر مع نهج التسامح واليسر والوسطية. ونوه رئيس مجلس الشورى في كلمته ايضاً بعدد من الانجازات الوطنية التي شهدتها المملكة بتوجيه ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في العام المنصرم وما حفلت به ميزانية هذا العام من تقديرات كبيرة في الايرادات وما خصص منها للمصروفات على مشروعات التنمية وبرامجها من ارقام كبيرة تعزز النشاط الاقتصادي المتنامي للمملكة وما أصدره من توجيهات للاجهزة التنفيذية تؤدي الى حسن استعمال هذه الموارد ورفع مستوى معـيشة الوطن.
كما نوه بما شهده سوق الاقتصاد في بلادنا من نمو متزايد بدعم من السيولة المالية وللارتفاع في اسعار النفط وزيادة عدد المتداولين في سوق الأسهم من اقل من 250 الف مساهم عام 1422/2002م الى اكثر من ثلاثة ملايين.
جريدة عكاظ
وافتخر اني سعودي[/grade]