السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
نحن كأخوه في الاسلام يجب على كل مسلم و مسلمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ....
لذا يقوم الأخ بنصيحة أخيه و ذلك للعمل بهذا الباب العظيم..
ولكن الأمر الذي أصبح ظاهرا و منتشرا في هذه الأيام ............ هي النصيحة في الجماعة ...
وهذا النوع من النصائح الذي يترك أثرا كبيرا و عظيما في نفس المنصوح.........الذي يجعله يستشيط غيضا
و قهرا ، وربما يجعله يقوم بترك المكان، والعمل بعكس النصيحه أو يقوم في التمادي بالشيء الذي نصح
بشأنه ......
لأنه يرى أن النصيحة أصبحت توبيخا.....
والغريب في الأمر أنه
اذا سألت الناصح لماذا قمت بذالك شيء هداك الله ...... فيقول بكل ثقة نفس: ألم يفرض الله على المسلم
اتجاه أخيه المسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .... وأنا لم أقوم بعمل أي شي يجعله يستشيط غيضا و
قهرا ... أهذا جزاء من ينصح في هذا الزماااااان.. عجبا .. هذا وأنا لم أقم بنصيحته الا أمام أصدقاءه، فكيف
لو نصحته أمام غفر من الناس لا يعرفهم..... ويتم حديثه وكأنه لم يرتكب أي خطأ في حق أخيه... بل يتمادى....
والعجيب في الأمر .. أن بعد فتره .. يقوم أحد أصدقاء الناصح بتوجيه نصيحة قوية له أمام غفر من أصدقاءه
وزملاءه.... أصبحت وكأنها قنبلة قد وجهت له..... فقام يتكلم غيظا ويوبخ صديقه... ويشتم ويسب ... بل
ويقول: والله أنا لن أغير هذا الشيء بل سأتمادى به .. ثم ترك المكان... غريبا اين هو كلامه بالأمس، أنسيه بهذه السرعه...
يا سبحان الله
ألا تعلم أخي و أختي أن لكل شيء وجد في هذا الكون الفسيح آداب... يجب على كل ا مرء أن يدركها
ويعيها جيدا لكي تترسخ في عقله، ولا يكون كؤلائك السفهاء الذي يتخذون علوم ديننا العظيم، للبلوغ الى
غاياتهم.. ولا يدركون مدى أهمية النصيحة في هذه الأيام.. التي ربما تغير حياة شخص من حال الى حال...
ولكن من يفهم...
لذا يجب على الناصح على الأقل قبل توجيه النصيحة أن يختار المكان والزمان المناسبين، ويضع عدة ردود
يتوقعها من المنصوح، لكي يتجنب أي ردة فعل جانبيه، وأيضا يجب عليه أن يأتي ببعض الأدلة والبراهين التي
تدعم أقواله... لكي يضمن أن نصيحتة سوف تأخذ بعين الاعتبار....... فلم يقصر العلماء والمشايخ في الكتابة
عن هذا الموضوع ، لما له من أثر كبير في قلوب الناس.... لذا اتمنى ان يخصص الفرد على الأقل جزءا
بسيطا من وقته لقراءة هذه الأداب لكي يتجنب الوقوع في الخطأ... فبدلا أن يـدعا له .. يدعا عليه
وأخيرا أهديكم هذه الأبيات...
تعهدني بنصحك في إنفراد.... وجنبني النصح في الجماعه
فإن النصح بين الناس نوع..... من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خلفتني وعصيت أمري.......... فلا تجزع إذا لم تعط طاعه